الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يا نساء السعودية لستن كأحد من النساء

سامي جاسم آل خليفة

2010 / 6 / 4
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


أعترف أن الحديث عن النساء السعوديات يشكل خطا ممنوع الاقتراب منه في عرف المتشددين من أصحاب رواه البخاري وصححه ابن ماجه وكثير هي القضايا التي يُحجب عنها الضوء الإعلامي خشية إملاق رجل دين يضن بانفتاح عقله على الآخر ويرى نفسه الرب الأعلى لشؤون المرأة والقائم عليها ولعل قيادة السيارة التي أخذت جانبا كبيرا من التهميش والإقصاء أحد جوانب سيطرة رجال الدين على المجتمع العام وأهليته في اتخاذ قراراته وهذه السيطرة لم تأت ثمارها لو تدارك أصحاب الشأن والقرار الأمر واتخذوا الخطوات اللازمة للحد من انتشار ظاهرة رجال الدين المتشددين ودخولهم في كل صغيرة وكبيرة حتى أصبح صياحهم يدخل شقوق الجدران وغرف النوم والمطاعم والأسواق فقرروا أن السعوديات لسن كباقي النساء في الدول الأخرى ولا يملكن الحق في تقرير المصير ولا أعرف متى يُلجم هؤلاء ويدركوا خطورة هذا الفكر على المجتمع فكم من امرأة أصبحت ضحية لهذه الخرافة وكم من فتاة أصبحت عرضة للمضايقات وهي تنتظر سيارة أجرة تنقلها حيث تريد وكم من امرأة فقدت حياتها وهي تنتظر من يذهب بها إلى الطبيب نعم يا شيوخ الاستنجاء والاستجمار نساء السعودية لسن كباقي النساء فمحرماتكم عليهن كثيرة ومضايقاتكم قيدتهن حتى شعرن أنهن دمى تتحرك تحت مشيئتكم دون إحساس أو عقل ولم يسلم منكم حتى أظافرها وحاجبيها.

على المسؤولين ونحن نعيش تحديات كثيرة في المجتمع السعودي أن يأخذوا جانب الشفافية في طريقة التعاطي مع قضايا المرأة ويدركوا حجم المأساة التي تعيشها في ظل هيمنة دينية من قبل ثلة لا تمثل في حقيقتها إلا نفسها ولا تعبر عن أغلبية ترى ضرورة استقلالية المرأة وحريتها في كثير من القضايا وفي هذا الصدد أرى أن يطرح بقرار سياسي مشروع قيادة المرأة للسيارة للتصويت العام عبر صناديق الديمقراطية الاجتماعية حتى يعي المتشددون أنهم يراهنون على سراب وأن أغلبية المجتمع مع إنصاف المرأة وإعطائها حقوقها المسلوبة.

وإني لأتعجب من حالة التخبط الفكري التي وصل إليها المتأسلمون ففي الوقت الذي تحقق نساء الدول الأخرى نجاحات على مستويات مختلفة نظل في السعودية نبحث عن فتاوٍ تبيح لهن إرضاع الرجال وفي نفس الوقت نحرم عليهن ممارسة الرياضة البدنية في سيناريو مستمر لإهانة المرأة وإضحاك الآخرين علينا حتى غدا السعوديون مادة غنية بالأفكار لرسومات أصحاب الكاريكاتير وكتاب الفكاهة وأمست السعوديات مطمع الغريب والجهلة وعشاق الصيد ممن يبحثون عن الطرائد الشاردة والمعذبة والمسلوبة الحقوق .

مشكلة المرأة السعودية مع المتشددين تنبع من أيدلوجية موروثة مغلفة بالمصالح الشخصية وإدعاء المحافظة على الدين وصلاح المجتمع حتى أرهبوا العامة بخطورة المرأة عليهم وقرنوها بالشيطان الذي سيجلب العار والفتنة لبيوتهم في إثارة لعينة لمشاعر الناس والعزف على أوتار الشرف والقيم والحصانة .

إن إنشاء هيئة أو مجلس أعلى لشؤون المرأة في ظل أوضاع متردية في التعاطي مع المرأة السعودية وحقوقها أصبح مطلبا شعبيا لمواجهة حملات تهميش المرأة والتقليل من شأنها من خلال رسم السياسات والقوانين والمطالب التي تُعنى بالمرأة والحد من ظاهرة الفتاوي السريعة التي لا تحسب حساب المجتمع والتغيرات الزمنية وتتعارض مع وضع المرأة وكرامتها وأن يقوم هذا المجلس بالعمل على الرفع من شأن المرأة السعودية على جميع الصعد من خلال قرارات ملزمة للتنفيذ والمتابعة .

إن الوقت قد شمر عن ساعديه ليستقبل تغيرات كبيرة للمرأة بات تحقيقها للمجتمع السعودي مطلبا مهما فقيادة السيارة والطائرة والقطارات ضرورة اجتماعية وتدريس الطلاب في الجامعات والمعاهد العليا وممارسة الرياضة المختلفة وتدريسها حقوق مشروعة وإلقاء المحاضرات وإدارة الندوات والمشاركة في اللقاءات الفكرية والمؤتمرات العلمية في قاعة واحدة مع الرجال مشاهد صحية تفرضها تطورات الحياة ولا تتعارض مع سماحة الدين وما فيه من وسطية .

إن تلك التغيرات والمطالب وإن كانت تثير حفيظة بعضهم وتؤجج غضبه إلا أنها تؤسس لتعامل جديد مع المرأة السعودية باعتبارها حقيقة واقعة لها قيمتها ودورها الفعال في تنمية وتطوير مجتمعها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شيوخ الإستنجاء والأستجمار
رأفت عبد الحميد فهمي ( 2010 / 6 / 4 - 10:11 )
لقد أصبت عزيزي الكاتب كبد الحقيقة بجسارتك على اقتحام الخطوط الحمراء للمجتمع السعودي عامة وللمرأة السعودية خاصةونهيب إمساكك مكمن الخلل من قبل المشرفين على شؤون المقدس وهي المشيخة المعتمدة من الدولة ولن تتحرر النظرة الدونية إلى المرأة إلا بتغير نمط الأنتاج والتوجه نحو التصنيع بدلا من الركون المطمئن إلى تراكم الريع النفطي الذي يمطر اللبن والعسل وفتاوي ارضاع الرجال وشكراً


2 - الحل بسيط
موسى الكردي ( 2010 / 6 / 4 - 21:15 )
لماذا تعقدون المسائل والحل بين ايديكم بل في المقال نفسه وهاكم هو:تقف جميع السعوديات ممن بلغن سن الزواج وهو تسع سنين الى سن الياس من الزواج وهو تسع وتسعين يقفن في طابور وقد كشفن عن اثديائهن وكذلك رجال السعودية وشبابها فيلتقم الرجال اثدياء النساء حتى يرضع كل سعودي من جميع السعوديات وبذلك يصبحن اخوات بالرضاعة ويعم الاختلاط وتنتهي المسالة لغير رجعة وكفى الله المؤمنين شر القتال .لايستغربن احد قولي ففتاوي ارضاع الكبير موجودة لمن يشاء الاطلاع عليها.اقول لهولاء الجهلة المتخلفين من اهل اللحى التي طولها شبرين قبحكم الله وقبح اقوالكم والله اانكم تثيرون اشمئزازي بما تجنوه على هذا الدين المظلوم وكلما شاهدت احدكم اردت ان استفرغ مافي امعائي على لحيته الشيطانية


3 - المتعه
احب الصحابة رضوان الله عليهم ( 2010 / 6 / 5 - 06:47 )
اليس من الأولى انت تتحدث عن الشيعيات وزواجهن متعة والذي فيه اهانة؟ هل تقبل بها؟؟ يا ليت تتحفنا بمقال عن المتعه والمؤقت في دين الشيعه


4 - تحياتي
كاتب المقال سامي جاسم آل خليفة ( 2010 / 6 / 6 - 19:16 )
أستاذي الفاضل رأفت عبدالحميد فهمي أشكر مرورك سيدي

الأخ موسى الكردي أظن أن الحل الذي قدمته يتوافق مع فتوى إرضاع الكبير لكن الأمر ليس من شأني فلست صاحب الفتوى

إلى صاحب التعليق الثالث ( المتعه ) احب الصحابة رضوان الله عليهم
لست معترضا على حبك لجميع الصحابة ما دام الغث والسمين في عقلك واحد ولست منزعجا من طلبك مني الكتابة عن الشيعيات وزواج المتعة لكني لا أعرف سبب طلبك هذا مني فهل مكتوب على وجهي أني أزوج متعة حتى تطلب مني ذلك ومع هذا فإني ألبي طلبك في الكتابة عن الزواج وسأبدأ بزنا نفيل بصهاك وما أثمر عن هذا الزنا من ثمرة أخذت صفة القدسية والرضوان


5 - الطائف
فهد السواط ( 2012 / 3 / 13 - 10:48 )
حسبي الله فيك ونعم الوكيل ،، أين أنت من قول الله تعالىقال تعالى :
( يانساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا ( 32 ) وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ( 33 ) واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة إن الله كان لطيفا خبيرا ( 34 ) )

يقول إبن كثير والقرطبي رضي الله عنهم حول هذة الآيه

هذه آداب أمر الله تعالى بها نساء النبي صلى الله عليه وسلم ، ونساء الأمة تبع لهن في ذلك ، فقال مخاطبا لنساء النبي [ صلى الله عليه وسلم ] بأنهن إذا اتقين الله كما أمرهن ، فإنه لا يشبههن أحد من النساء ، ولا يلحقهن في الفضيلة

حقيقة أنت زنديق نسأل الله لك الهلاك وأن يريناا فيك قوته وعجائب قدرته

اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -