الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحن و الأرقام

البتول الهاشمية

2004 / 8 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


بماذا سيجيبك رجل أعمال لو سألته عن ربحه في العام الماضي ...
في الحقيقة انه وبعد أن يستغرب سؤالك ويستعيذ بالله في سره من شر حاسد إذا حسد سيرد عليك بتأفف انه لا يعرف الرقم بالضبط وسيعقبها بعبارة اتركها على البركة يا أخي
ولنفترض انك تماديت في تجاوز حدودك وطلبت منه أن يطلعك على خططه لبعد عشرة أعوام ماذا سيكون رده
عيشنا لهديك الأيام ومابدنا نربح
أستاذ الرياضيات مثلا – العربي طبعا – يخبر الطلبة أن المهم عنده هو الأسلوب الصحيح في الحل أما الجواب
فله درجة أو نصفها دون أن يفكر هذا المدرس ماذ لو أصبح هذا الطالب في المستقبل محاسبا لشركة كبيرة أو صغيرة واتبع الطريقة الرياضية في الحل وجاء الجواب ابعد ما يكون عن الدقة فمن الذي سيشفع له عند مدير الشركة أو من الذي سيعوض لصاحب المشروع خسارته أتراه أستاذ الرياضيات
تعالوا نتفق إننا لا نحترم الرقم ونقر بان ذلك هو احد أهم الأسباب في تخلفنا ونحن نعيش رغم عن أنوفنا عصر الثورة الرقمية
ومن لم يعجبه الكلام فليعطني إحصائية عربية واحدة دقيقة
ما أكثر استخدامنا لكلمة تقريبا
عدد السكان العرب ثلاث مائة مليون..... تقريبا
عدد الطلبة في مصر سبعة ملايين ......تقريبا
متوسط استهلاك العربي من الوقود سبعة عشر لترا في الأسبوع .....تقريبا
حلما أن تجد رقم دقيق في أي مجال ..ولو كان عدد الولادات ..لماذا نخشى لعبة الأرقام هذه وأي غول يخيفنا فيها
طبعا سذاجة في التفكير أن يتساءل أي منا وما علاقة ذلك بتخلفنا الرقمي خصوصا وان يعلم إن كل مخططات التنمية وإقامة المشاريع الاقتصادية وبرامج الاستيراد متعلق بتلك الأرقام
هل منكم من يخبرني كم هو عدد المصابين بالإيدز في عالمنا العربي ...الكل يخفي جرحه وكأنما عار سيمس الدولة صاحبة الرقم الأكبر ....إذا كيف يمكننا أن نواجه الفيروس بأسلحة فعالة ما دمنا لا نعرف إن كان العدد في زيادة أو نقصان
من يستطيع أن يحدد كم من الأطفال يموتون سنويا بشلل الأطفال ...بالطبع لا احد لأنه سيعتبر المقصر في الاهتمام الصحي بمواطنيه
من يملك أرقاما عن استهلاك القمح ...عدد أشجار الزيتون.....نسبة الهدر في الكهرباء أو في الماء ....عدد المهاجرين ....عدد الأجانب عندنا....الأموال الخارجة أو الداخلة ...عدد الأميين ...وماذا بعد
أعلنوا في الولايات المتحدة في عام التسعين إن متوسط دخل الفرد هو 29943 دولار...تخيل ليها القارئ أخر رقمين ثلاث وأربعين وليس خمسين ...ومن هذا الرقم انطلقوا ليخططوا لعام الخمس وتسعين على اعتبار إن هناك نسبة هدر مابين ما هو متاح للفرد أن يدخله والداخل فعليا
ونحن يا حسرتي من أين سننطلق
من عبارة مثقف عربي كبير قال منذ يومين
لدينا عدد لا باس به من العرب يجهلون حتى الآن ماهية الثقافة
قيل إن امرأة عجوز كانت تعيش مع حفيدتها ولديهم أرضا يقتاتون منها
وقيل أيضا انه في بداية الموسم طلبت البنت من جدتها أن يزرعا الأرض فردت العجوز وهي مستلقية على فراشها تصارع المرض : ولماذا يا ابنتي ..غدا أنت تتزوجين ...وأنا أموت
وجاء غدا وبعده أسابيع وشهور ...وتعافت الجدة ومازالت الفتاة بانتظار عريس الغفلة
والقاسم المشترك بين الاثنتين هو الجوع .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استئناف مفاوضات -الفرصة الأخيرة- في القاهرة بشأن هدنة في غزة


.. التقرير السنوي لـ-مراسلون بلا حدود-: الإعلام يئن تحت وطأة ال




.. مصدر إسرائيلي: إسرائيل لا ترى أي مؤشر على تحقيق تقدم في مسار


.. الرئيس الصيني يلتقي نظيره الصربي في بلغراد ضمن جولة أوروبية




.. جدل بشأن هدف إنشاء اتحاد -القبائل العربية- في سيناء | #رادار