الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


=عمي يا حقوق الإنسان-!

سالم اسماعيل نوركه

2010 / 6 / 4
حقوق الانسان


لا أعرف أين كانت منظمات حقوق الإنسان في العالم يوم كان الشعب العراقي يتعرض لأبشع انتهاكات في أبسط حقوقه!بل أعرف إنها كانت في إجازة مفتوحة وغادرت العراق ومناطق أخرى لتعمل بنشاط في مناطق تنتهك فيها حقوق الإنسان بشكل أقل بكثير من العراق ،إنه عصر الكيل بمكيالين أو بمكايل متعددة ،هنا لا حقوق للإنسان وكان الصمت الدولي تجاه جرائم العنيفة مريبا وعجيبا ،بل إن أطراف كانت تعيل وتتستر على جرائم هذا النظام .
توصل النظام في وقت المعارك إلى عقوبة غريبة بحق العسكري الهارب من الجيش ألا وهي قطع الأذن وقطع لسان المعارض الذي لا يثبت عليه الانتماء إلى جهة معارضة ،بل قال كلاما في ساعة غضب فأغضب النظام أما إذا ثبت عليه شيء محظور فإنه يعدم بطريقة شنيعة وقد يتسبب في إعدام الآخرين من أقاربه وأصدقاءه ونعلم لم كان حقوق الإنسان كانت مغيبة في العراق ،لأن العالم القوي كان راضيا بشكل كبير على تخبط النظام .
كان العراقي يفقد أذنه في وضح النهار وليس في ليلة حمراء في حانة بسبب فتاة ولم يثار أحد بسبب هذا الفعل المدان وكان يحمل أذنه ولا يعرف يعرضها على من فلا أحد يهم أو يهتم بأمره وكأنه مع احترامي لكل عراقي قطع أذنه أهون من قطع أذن حيوان!
لقد كان النظام بشكل ارتجالي ودون دراسة يدخل الحروب تلو الأخرى وبدلا أن يحاسب على أسباب اشتعالها ونتائجها وتبعاتها كان يقطع أذن من يهرب من هذه الحروب العبثية ،فهو في الوقت الذي لا يوفر أدنى مستويات الصمود والقناعة حيث على سبيل المثال لا الحصر كان يمنح الجندي راتبا شهريا لا يكفيه لمدة يوم واحد، وكيف الحال إذا كان هذا الجندي يعيل عائلة وهو لا يستطيع براتبه أن يعيل ذاته وحين يتخلف عن وحدته العسكرية لأي سبب كان تقطع أذنه.
ثمة أذن خلدها التاريخ وحتما لم يكن أذنا عراقية أو عربية أو أسلامية بل كانت الأذن لضابط بحري انكليزي لان حربا قامت بسببها بين الإنكليز والأسبان -1739 ،1742 –عاد الضابط من إحدى جولاته في البحار يحمل أذنه في زجاجة ،وعرضها على البرلمان مدعيا أن الأسبان قطعوها له ،فثار البرلمان وهاج الشعب واشتعلت الحرب واسم الضابط -ينكين-ولهذا تعرف هذه الحرب في التاريخ باسم –حرب أذن ينكين-والمهم أن كثيرا من المؤرخين يرون أنه فقد أذنه في ليلة حمراء في حانة بسبب فتاة.
وفقد العراقيون أذانهم بسبب حماقات النظام ولكن إذا كان ينكين عرض أذنه على البرلمان فلم يجد العراقيون جهة يعرضون عليها أذانهم المقطوعة ظلما يوم كانت حقوق الإنسان في غيبوبة تامة-عمي يا حقوق الإنسان- !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جدل على وسائل التواصل بعد اعتقال عارضة الأزياء اليمنية خلود


.. المحكمة الجنائية الدولية تدين زعيما مرتبطا بتنظيم القاعدة با




.. -العربية- في مخيمات النازحين الأيزيديين بالعراق.. موجات حارة


.. ما مدى خشية تل أبيب من إصدار المحكمة قرار باعتقال نتنياهو وغ




.. الجزء الثاني - أخبار الصباح | الأمم المتحدة تعلق مساعداتها إ