الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


آلمشاكل آلصحية عند آلمسنيين

محمد حيدر قاسم

2010 / 6 / 4
الطب , والعلوم


تعداد آلمسنين في إزدياد مستمر ليس في آلدول آلمتحضره فحسب ، وإنما أيضا في معظم بلدان آلعالم كنتيجة حتميه لإطالة عمر ألبشر
آلتطور آلعلمي وخاصة في مجال آلتقنيات آلطبية وتوفيرآلأدوية آلفعالة وآللقاحاة آللازمة لمختلف أنواع آلأمراض بآلإضافة إلى إزياد آلرخاء آلإجتماعي وانخفاض ساعات العمل في آلكثير من آلدول آلمتحضرة ومعظم آلدول آلنفطية كان له آلدور آللأساسي في إطالة عمر آلإنسان، .
تشير آلإحصائيات آلحديثة بأن معدلات الأعمار قد ارتفعت في القرن الـ20 في الدول المتقدمة بمعدل وصل إلى 30 سنة، وفقاً لما نشره موقع health.com.
وأظهر تحليل البيانات الخاصة بـ30 دولة من الدول المتقدمة حول معدل الوفيات، أن المعدل انخفض منذ عام 1950 نحو 12 في المائة عند الرجال، و15 في المائة عند النساء لمن تراوحت أعمارهم بين 80-90 عاماً.
فنجد مثلا ومن آلمتوقع أن تصل تعداد تعداد آلفئة آلعمرية مافوق من ٦٥ عاما في السويد وبحلول عام ٢٠٢٥ إلى مليون وثمانمائة ألف نسمه أي بحدود خمس تعداد آلسكان .
أظهرت دراسة علمية حديثة أن نصف الأطفال الذين ولدوا في العام 2000 وما بعده، خاصةً في الدول الغنية، سيعيشون أعماراً تصل إلى 100 عام أو أكثر.
هناك مشاكل صحية مختلفة وأمراض متعددة قد تواجه آلإنسان نتيجة تقدمه في السن ومن أهما :
-أمراض آلقلب وآلأوعية آلدمويةَ كتصلب آلشرايين،آلجلطات آلقلبية وآلعجز آلقلبي وغيرها من آلآمراض
-أمراض آلرئة وخاصة عند آلمدخنين
-داء آلخرف أو آلنسيان
-ألداء آلسكري آلشيخوخي
-عسر آلهظم وآلمشاكل آلناجمة من جراء ذلك
-أنواع من آلأمراض آلخبيثة كسرطان آلبروستات عند آلذكور
وسرطان آلثدي وآلجهاز آلتناسلي عند آلإناث .
-تآكل آلعظم وخاصة عند آلنساء
-ضعف آلسمع وآلبصر وكافة عضلات آلجسم
-مرض آلكآبة
وونستنتج بعد دراستنا لكل آلأمراض آلسابقة آلذكر بأن معضمها قد تؤدي إلى آلوهن وإنحدار في وظائف معظم آلأجهزه آلرئيسية في جسم آلإنسان وسينعكس سلبيا على كفائته ولياقته من آلناحيتين آلبدنية وآلعقلية .

يعتبرداء آلنسيان آو آلخرف وبكل أنواعه من آلأمراض آلمستعصية ومن أكثر آلأمراض تعقيدا وتأثيرا على آلإنسان وأهله وآلمجتمع في سن آلشيخوخة وذلك لعدم وجود آلعلاج آلشافي له ، فكل آلأدوية آلمتوفرة حاليا وفي جميع أنحاء آلعالم ، لاتتعدى تأثيرها سوى إيقاف تطور آلمرض لفترة معينة أوآلإبطاء من سيره وذلك عند آلمصابين بأنواع محددة من آلمرض كآلزهايمر مثلا.
فآلمريض يبدأ بفقدان آحساسه بكل مايحيط به من أهله وأصدقاءه ومن ثم يفقد شخصيته آلمعنوية كإنسان ولا تتحكم به سوى غرائزه آلبدائية وغالبا ماينتهي بفقدان آلمريض بإحساسه بآلجوع وآلعطش وآلتعبيرعنهما وتحديد أماكن آلآم في جسمه ، وفي نهاية آلمرض يفقد آلمريض وحتى قدرته على تناول آلطعام وآلشراب ، وينسى أحيانا كيف يأكل أو يشرب برغم جوعه وعطشه وآلمأكولات وآلمشروبات في متناول يده وأمام أنظاره .
وهنالك مشكلة معقدة آخرى قد تواجه آهله وآلمحيطين به وهي مشكلة آلام وآلأوجاع عنده لأنه لايستطيع من تحديد مكان آلألم ولايستطيع من آلتعبيرعنه فتجده دون سبب معروف تحويله من إنسان مسالم وهادئ آلطباع إلى إنسان عدواني وعصبي آلمزاج ويقوم أحيانا بتمزيق ملابسه أو كسر أدوات آلمنزل وغيرها من آلأعمال آلغريبة وآلغيرآلمتوقعة، وقد يفسرآلمحيطين به تصرفاته وسلوكه وخاصة في بلدان آلعالم آلثالث بالجنون ويصل ببعضهم بالحجز عليه وإدخاله إلى آلمصحات آلنفسيه وآلسبب يعود للتشخيص آلخاطئ عند آلأطباء لعدم وجود أو ندرة وجود متخصصين بأمراض آلشيخوخة وقلة خبرة بقية آلأطباء بهكذا أمراض . وللأسف تفقد كلياتنا آلطبية لأساتذة متخصصين لأمراض ألشيخوخه ليعلموا آلطلاب وأطباء آلمستقبل عن أمراض آلشيخوخة.
وأما بالسبة لمرض آلكآبة فيعتبر من آلأمراض آلمهمة أيضا وقد يصاب آلمسن بها لأسباب متعدده منها إجتماعية أو إقتصادية أو بسبب عوارض بعض آلأودية آلضرورية لعلاح آلأمراض آلأخرى . وبعدم معالجته قد يعرض آلمسن وآهله لمشاكل وقد ينجم عنه فقدان آلمريض حبه للحياة ومن ثم إهماله وإمتناعه عن تناول آلأدويه آلضرورية لعلاج أمراضه آلأخرى بالإضافة من إمتناعه عن آلتغذية بصورة سليمة وينجم عن كل ذلك إحتدام ألأزمات آلمرضيه عليه وإصابته بسوء آلتغذية وربما آلإنتحار.
وعلى العكس من داء آلخرف فمن آلممكن آلكآبة علاجه دوائيا أو عن طريق آلصدمات آلكهربائية ( ECT ) واللتي قد تصل نسبة آلإجابة لها إلى ٨٠% .
في آلوقت آلحاضر يتم معالجة حوالي ٩٠% من حالات آلكآبة عند آلمسنين في آلدول آلمتحضرة بالأدوية وبمساعدة آلمعالجون آلنفسيون ، لكن آلمشكلة عندهم لاتكمن من إيجاد آلعلاج آللازم وآنما من آلتشخيص آلمبكر وآلفعال وآلصحيح للمرض ، وذلك لوجود أعراض متشابة لأمراض عضوية كثيرة مع أعراض هذا آلمرض كأمراض آلغدة آلدرقية وبعض أنواع أمراض آلدم وغيرها .
تخصص آلحكومات في آلدول آلمتحضرة للمسنين وللأبحاث آلعلمية آلخاصة بهم ميزانية مالية وبأرقام عالية تتجاوزعلى ميزانياتهم آلدفاعية بعشرات آلمرات ، فلهم خطط آنية ومستقبلية قد تصل لعدة عقود لاحقة لخدمة هذه آلشريحة من آلمجتمع ، فيوفرون لهم دور رعاية إجتماعية لمعيشتهم وتحت إشراف أطباء وكوادر مختلفة متخصصة .
لهم تسهيلات في جميع مرافق آلحياة كالمواصلات وآلعلاج ونوادي خاصة بهم ، لايسمح ببناء أي مرفق أجتماعي أو خدمي من غير تخصص مصاعد أو طرق نقل خاص بالمسنين وآلمعاقين . تمول حكوماتهم آلباحثين فى هذا آلمجال ولا يخلوا مستشفى من أقسام خاصة بأمراض آلشيخوخة وبأطباء متخصصين وكوادر متخصصه مع أجهزة وتقنيات . كل ماأشرت له ليست من منجزات حكومات آليوم آو آلبارحة ، ويوجد كل ذلك منذ عشرات آلعقود وهنالك علماء وأساتذة متخصصون بأمراض آلشيخوخة من آلأجيال آلرابعة أو آلخامسة وقد مضى على وصولهم إلى سن آلتقاعد بعشرات آلسنين .
وآلغريب من أمر بلدان آلعالم آلثالث لم نجد أي مسؤول سياسي قد خطر بباله آن يهئ برنامجا ولو بسيطا للأهتمام بالمسنين وحتى لم نسمع بهذا آلموضوع في آلبرامج آلإنتخابيه للمرشحين في آلدول آلتي تجرى فيها آلإنتخابات آلبرلمانية ، علما بأن معظم برامجهم ليست إلا وعود كاذبة لخداع آلناخبين للحصول على أصوتهم .
وأما تحت قبة برلمان آلعراق آلحديث سمعنا بكل ما لايخطرعلى آلبال من مشاريع وبالرغم من وجود عدد لايستهان به من آلأطباء وآلكوادرآلطبية وتعداد لابأس بها من آلمتخصصين في شتى مجالات آلعلوم وآلآداب من بين آلأعضاء ، لم نسمع من أحدهم يوما بتقديم أي مشروع لخدمة ألمسنين أو آلمطالبه بتخصيص أقسام خاصة لهم في آلمستشفيات وآلمراكز آلصحية أو بتأهيل آلكوادر آلطبية آلمتخصصة لعلاجهم .
فلنذكر أولياء آلأمور والمسؤولين آلحكوميين بأحاديث نبوية شريفة وآيات من آلقرآن آلمجيد حول آلإهتمام بالضعفاء والمسنين ومطالبتا بإحترامهم ، فلا أتصور بأن آلإحترام في نظر آلإسلام يعني فقط تقديم آلتحية لهم وتقبيل أياديهم ، فآلإحترام آلحقيقي للكبار هو بتوفير شروط صحية ومعيشية جيدة مع ضمان إجتماعي لهم بآلإضافة إلى توفير آلمتخصصين آللذين لهم آلكفاءه بتشخيص أمراضهم بصورة صحيحة وليفرقوا مثلا بين داء آلخرف وآلمرض آلنفسي وأن يفسروا آلآمه بصورة صحيحة ولا يحكمون عليهم بإدخالهم لمصحات عقلية بدلا من تشخيص أسباب ألمه وتقديم آلعلاج آللازم لهم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بيل غيتس للعربية إنجليزي: السعودية وأميركا ومايكروسوفت أكبر


.. الأقمار الصناعية تكشف ثكنات عسكرية للحوثيين تحت الأرض




.. مقابلة خاصة مع مؤسس شركة مايكروسوفت بيل غيتس


.. الأقمار الصناعية تكشف ثكنات عسكرية للحوثيين تحت الأرض




.. معهد العلوم السياسية بباريس يرفض مراجعة علاقاته مع الجامعات