الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حفلة سمر للخامس من حزيران

فاطمه قاسم

2010 / 6 / 5
القضية الفلسطينية


يرحم الله الكاتب المسرحي السوري المبدع الذي كتب مسرحيته الشهيرة بعد هزيمة عام 1967 ، تلك الهزيمة المدوية ، والتي ما زالت الكثير من أوراقها وأسرارها مخفيه عن الناس برغم كل ما قيل وكتب طوال السنوات التي مضت ، وليومنا هذا ونحن نبحث ونسال ونتقصى ، عما حدث ، ولماذا وقعت الهزيمة ، ؟ لان الهزيمة لم تكن فعلا حدث وانتهى ، بل أن أثارها وتداعياتها ما زالت مستمرة ، وقد سكن الشعور بالهزيمة المنطقة العربية كلها ، لان إسرائيل بدأت تكون موجودة في أدق تفاصيل حياتنا ،ومن اكتشافاتنا إلى تلك السموم السياسية التي أفرزتها اتفاقات كامب ديفيد ومعاهدات فك الارتباط ، واتفاقات واسلوا وغيرها .، وكذلك تحول المقاومة إلى سجال ومضاربة داخلية لم تنتج إلا وجعا وأسئلة مليئة بالشك والريبة ولكنها لا تجد إجابات عليها.
مسرحية سعد الله ونوس حفلة سمر لأجل الخامس من حزيران ألقت أسئلة مباشرة ، وانية ، لكن الأسئلة اليوم وبعد مرور ثلاث وأربعون سنة أكثر وجعا ، وأكثر قلقا . وتبدأ من أين كان ضعفنا وكيف صنعنا انتصاراتنا في حرب أكتوبر سنة 73 ؟ أين صنعنا قرارنا ، ولماذا العالم يتغير ويتشكل بأشكال جديدة يتموضع فيها ، يتمرد باحثا عن ادوار أيضا جديدة ابتداء من الدول المحيطة مثل تركيا وإيران وانتهاء بما يحدث بالقارة الأمريكية وفي دول كثيرة في العالم ، بينما نحن العرب نراوح مكاننا ، ليس لنا مشروع سلام ولا عندنا مشروع حرب ، ولكن لدينا الكثير من مشاريع الخلاف لها أول وليس لها أخر قبل أن ينتهي مشروع يكون قد افرز غيره وهكذا .
في الخامس من حزيران سنة 1967 فتحنا نحن العرب نقاشا جادا حول مشروع الأمة العربية، ما هي حقيقتهم وأين هي الخدعة والوهم. وتم الارتكاز إلى هذه الحقائق في عملية الصمود والتصدي والتي توجت بحرب الاستنزاف العظيمة ، التي جعلت السؤال يدق كل راس إسرائيلي صباح مساء ، ولذلك فانه طوال حرب الاستنزاف التي برزت فيها المقاومة الفلسطينية والمقاومة اللبنانية ، بمشاركة عربية مادية كانت أو معنوية ، والتي امتدت بشكل واسع النطاق ، فان سؤال طرح في داخل إسرائيل ، عن مصير إسرائيل ، وعن قدرتها على البقاء كقوة عدوان ؟ ثم جاءت حرب أكتوبر والتي شارك العرب فيها بصفتهم امة واحدة أو مشروع امة ، انفتح أمام العرب والعالم بما فيه إسرائيل ، مسارات جديدة ، ورؤى جديدة وخيارات جديدة .
فما الذي يحدث الآن:
هناك من هم ليسو على تماس مباشر مع إسرائيل يقومون بمناوشات معها ومن خلالها يناوشون أمريكا ، ويعتبرون أن العنوان الفلسطيني صالح لتغطية هذه المناوشة ، وهذا بهدف إيجاد دور مهم كشريك في معادلة الشرق الأوسط ، كما تفعل إيران هذه الأيام ، التي كانت اكبر حليف لإسرائيل منذ إنشائها ، حتى قيام الثورة الإيرانية ، وكما يحدث مع تركيا التي كانت أيضا كبر حليف لإسرائيل من إنشائها وحتى هذه اللحظة وبعد أن وجدت نقسها في المسافة المستحيلة من الاتحاد الأوروبي والذي يعتبر نادي أوروبي غير مسموح التحاقها به فقررت فيها انه لا بد من صيغة ودور جديد للشراكة الشرق أوسطية ، وان العنوان الفلسطيني عنوان يصلح لتغطية هذا الاشتباك الاستراتيجي .
ماذا يحدث معنا كعرب ؟مع أن أرضنا هي ارض القواعد المهمة ، وبترولنا هو المصدر الأول للطاقة المحركة لصناعات العالم ، وفائض أموالنا هي الرصيد يساعد الكبار على تجاوز أزماتهم ، وهذه المنطقة هي جسر العبور للقوة والقضايا الإستراتيجية الكبرى في العالم ، وبرغم كل ذلك فان كل ما ذكر يدفع ويستفيد منه الآخرين ، بينما لا يسمح لنا بدور رئيسي إلا عبر حليف ، وكأننا رضينا بسمة العجز وقبلنا أن نكون في نهاية الطابور ، أو نهلل ونطبل لأحداث صنعها الآخرين .
شبح الخامس من حزيران ما زال موجودا، هول الهزيمة مستمر، ويعيد صناعة نفسه من جديد وبأشكال جديدة كل يوم
حيث أن الأمة بكامل متطلباتها ، ومستقبلها بكامل استحقاقه ، تعرض على عدوها سلاما شاملا مقابل الحد الأدنى ، وهو قيام دولة فلسطينية على مساحة اثنين وعشرين بالمائة من ارض الوطن فيرفض العدو ويعربد ويتغطرس ، بينما الأمة لا تفعل شيئا للرد على كل ذلك .
يريد شعبنا إنهاء هذا الفصل من حياته فصل الخامس من حزيران ، يحلم باستعادة انتصارات تشرين حتى لو كلفهم تشرين أخر ، ويريد استعادة قرارنا ،ويريد إنهاء انقسامنا ، وإعادة وحدة وطنا ، وإعادة شعورنا بالأمة ، لأننا لو قبلنا أن نكون ورقة يصيغها الآخرون فإننا نكون كمن استجار من الرمضاء بالنار . وما اظلمه من مصير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية وشكر للكاتبة فاطمة قاسم
مريم نجمه ( 2010 / 6 / 6 - 13:27 )
الأخت الكريمة فاطمة
حقاً ,, أحسنت قولاً واستشهاداً بكاتبنا المبدع أحمد ونوس في حفلة سمر .
رحم الله هذا الكاتب الخالد في قلمه وإبداعه النابض بالجرأة والصدق .
حفلة سمر , تتكرر وما هي هذه الصدفة التي تكررت في حزيران أيضاً !!؟
العيب فينا وفي أنظمتنا وتركيبتنا السياسية , وهزال وتخاذل أحزابنا ونجاح أعدائنا !؟ ..ألا من ثورة شعبية تكنس هذه المعوقات والحواجز والحصارات الداخلية والخارجية وبالإعتماد على أنفسنا وقوانا اللامحدودة على كل صعيد ؟
نحن نحتاج إلى أصدقاء من كل العالم أجل , ونحتاج إلى تضامن دولي ومحلي ونحتاج ونحتاج ,, لكن أهم من كل ذلك هو نحن قوانا إمكانياتنا وأدواتنا التي لا تحصى ..حتى لا تتنطح إي جارة وأي مغرض وأي إمبراطورية جديدة وهيمنة عسكرية في احتلال ساحتنا وقرارنا بإسم المساعدة وإبعادنا عن قضيتنا التي تخصنا نحن .
الوحدة ثم الوحدة يا أهل فلسطين الحبيبة - وحدتكم هي إنتصاركم - والإنقسام خدمة للعدو الصهيوني
سلمت يداك ولك مني كل حب واحترام عزيزتي فاطمة

اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -