الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بزوغ الفجر وفي عرض البحر

عودة بشارات

2010 / 6 / 5
القضية الفلسطينية


1
في عرض البحر ومع بزوغ الفجر، ما بين الأحد والإثنين، في اليوم الأخير من أيار، حين كان يتم الاحتفاء بالتقاء أشعة الشمس الأولى وسطح البحر الأملس المائل للزرقة الداكنة.. بالضبط في هذا الالتقاء، المحفوف بنشوة الخلق، تخضّب لون الشمس والماء بدم أحمر لم يكن هنالك مبرر لحضوره في لحظة ملهمة كهذه. كان هنالك من اعتقد بأن ذلك الليل سيعقبه، كالعادة، نهار ولم يدرك أن دمًا زكيًا مراقًا سيفصل ذلك الليل عن ذلك النهار.. تحت ضوء الشمس المتسللة وفي عرض البحر كان الدم جزءًا آخر في مشهد بحري حزين.
حتى عرض البحر، في زاوية معزولة عن الجغرافيا. حتى عرض البحر، في خلسة زمن معزولة. حتى عرض البحر كان هنالك من يفتش عن فريسة، مواصلاً مسيرة التدمير في اليابسة.



2
إما أن الأمر قد اختلط على شمعون بيرس وإما أنه قد زُوِّد بمعلومات خاطئة. على كل حال يجب تنبيه رئيس الدولة، أن القتلى هم من صفوف المدنيين المشاركين في قافلة الحرية، وأنه لا يوجد قتلى في صفوف الجنود الإسرائيليين.
أقوال رئيس الدولة بيرس تثير الاستغراب فهو يحيي الجنود الذين تحلوا بضبط النفس، بالرغم من الاعتداء عليهم، ولم يردوا على "تهجمات ركاب السفينة".. فإذا كانت نتيجة ضبط النفس هذه إيقاع تسعة قتلى وعشرات الجرحى، فماذا سيكون الأمر لو لم يتمالك الجنود أعصابهم.



3الصرعة الأخيرة اليوم هي أن تكون ضحية. ومن هنا محاولات القيادة الاسرائيلية، وتؤيدها غالبية وسائل الإعلام الإسرائلية، للظهور بمظهر الضحية. ذهبت أيام الماتشو. ذهبت ايام عنتيبي. ذهبت أيام "داهود أمام جوليات". الآن، بالطول بالعرض، يريد هذا الجيش المدجج بالسلاح من رأسه حتى أخمص قدميه، ان يظهر بمظهر الضحية.
ولا غرابة في ذلك، فالصراع لكسب الرأي العام العالمي في مواجهة مدنيين عزل تطلب إظهار الجيش بمظهر الضحية والمدنيين بمظهر المعتدي.. كُن ضحية تكسب الرأي العام العالمي. ولا يهم أنها "ضحية" مدججة بالسلاح والطائرات والسفن الحربية.



4هذا السعي للظهور بمظهر الضحية ترافق بمساع غير مسبوقة لدمغ المشاركين في القافلة بالإرهاب. في اللحظة الأولى قال داني أيلون، نائب وزير الخارجية، إنهم وجدوا أسلحة في السفينة، ولكن في نفس اللحظة قال مصدر عسكري أن هذا السلاح تابع للجيش الإسرائيلي.
فيما بعد قيل أنهم وجدوا آلاف الدولارات في جيوب بعض المشاركين في القافلة، فأصبحوا، بقدرة قادر مرتزقة.. وكأن من يسافر للخارج محظور عليه أن يحمل الدولارات. وفيما بعد وضعوا السكاكين التي وجدوها في الباخرة، في صف عسكري مهيب، لإظهار ترسانة الأسلحة التي توفرت في السفينة. من يعاين هذه الترسانة سيدرك من النظرة الأولى أنها أكبر بقليل من محتويات مطبخ بيتي وأقل بكثير من محتويات مطعم أو قاعة أفراح..
وأخيرًا، والخير لقدام، عرضوا المقاليع. هكذا إذن جاء المشاركون لإخضاع الجيش الاسرائيلي بالمقاليع.. يا حيا الله.



5هذا النضال الشعبي السلمي هو النضال الذي نادينا به بكل قوة خلال السنين الماضية، لأن هذا النضال يضع الصورة الحقيقة للصراع القائم في المنطقة، شعب أعزل يحارب من أجل حقوقه في مواجهة آلة حرب صماء. والسعي المحموم للقيادة الإسرائيلية لدمغ هذا النضال الشعبي بالعنف والإرهاب، هو تعبير عن التطلعات والآمال الدفينة في صدورهم؛ إنهم يريدون سفن مسلحة ويريدون عمليات انتحارية من أجل إطلاق أياديهم ضد الشعب الفلسطيني.. وفيما بعد التباكي امام العالم أنهم الضحية، يقتلون ويتباكون. هذا الزمن كلنا نأمل أنه قد ولى..
ولا بد هنا من تسجيل الموقف الملتزم لحماس في غزة بعدم الانجرار وراء الاستفزاز الإسرائيلي، لأن الحلم الوردي للقيادة السياسة الإسرائيلية الآن .. وبالذات الآن، هو "فرج عربي" يتمثل بتفجير انتحاري ضد المدنيين.
إن هذه القافلة هي إضافة نوعية للنضال السلمي للشعب الفلسطيني. واليوم يخرج شعب بأكمله ليشارك في هذا النضال، من خلال مقاطعة بضائع المستوطنات، ومن خلال التصدي للجدار، ومن خلال التصدي للمستوطنين الفاشيين الذين يعيثون فسادًا في الأرض. وكل ذلك بمرافقة وتاييد الرأي العام العالمي الذي بدأ يعي بشكل غير مسبوق الصلف الاسرئيلي وتنكره لحقوق الشعب الفلسطيني. هذا هو الطريق لعزل هذه السياسة وأصحابها.
هذا هو نهجنا، نهج حزبنا وجبهتنا؛ النهج الذي دأبنا على طرحه، وبإصرار وفي أحلك الظروف، أصبح طريق شعبنا كله وطريق مناصريه العرب والأجانب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زيلينسكي يحذر من خطورة الوضع على جبهة القتال في منطقة خاركيف


.. لماذا يهدد صعود اليمين مستقبل أوروبا؟




.. بيوت منهوبة وافتقار للخدمات.. عائلات تعود لمنازلها في أم درم


.. زلزال قوي يضرب غواتيمالا




.. ترقب في إسرائيل لقرار محكمة العدل الدولية في قضية -الإبادة ا