الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اضحوكة ..... الديمقراطية ...... الحلقة الثالثة

حميد غني جعفر

2010 / 6 / 5
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


الحلقة الثالثة
وجهة نظر شخصية
ما ذكرناه في الحلقتين السابقتين 1-2- من هذه المقالة يؤكد بجلاء ووضوح لكل – ذي – بصر وبصيرة مدى عداء أمريكا وبريطانيا السافر للديمقراطية وحقدهما الأسود على كل الأنظمة الوطنية والديمقراطية في العالم وانتهاج سبيل التأمر عليها واسقاطها بشتى الأساليب الخسيسة وباستباحة دماء الشعوب وما أوردناه في الحلقتين من إحداث مفجعة وكوارث هي الشواهد …. بل وأكثر منها بكثير ..
واليوم وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي السابق أصبحت أمريكا زعيمة الامبريالية العالمية - وعدوة الشعوب – هي الراعية والحامية للديمقراطية وحقوق الإنسان في العالم …
وانفلتت الامبريالية بزعامة أمريكا من عقالها لتستعيد دورها واسترجاع مواقعها ومصالحها الإستراتيجية في العالم والتي فقدتها جراء الضربات القاصمة التي وجهتها لها حركة التحرر الوطني العالمية وها هي تستعيد دورها كدركي دولي على الشعوب لفرض العولمة المتوحشة بأسم الديمقراطية … والشراكة الدولية ..
ولكن أية ديمقراطية ؟… وأية شراكة دولية ؟… ومن الذي خول هؤلاء الساسة الذين أطلق عليهم اسم المعارضون لأنظمة بلدانهم ..
بالشراكة الدولية مع أمريكا والغرب الامبريالي ؟.
لقد ديست المبادئ السليمة والقويمة التي ترسخت في العلاقات الدولية – ما بعد ثورة أكتوبر الاشتراكية – في القرن العشرين ومنها حق الشعوب في تقرير مصيرها بنفسها – عدم انتهاك سيادة الدول - وعدم التدخل في شؤونها الداخلية – التعايش السلمي بين الدول ذات الأنظمة الاجتماعية المختلفة …
واليوم يحل محل تلك المبادئ السامية – مبدأ الشراكة الدولية - ..
ونرى ان هذا التغير في ميزان القوى الدولي لصالح الغرب الامبريالي بزعامة أمريكا واستعادة دورها الدركي الدولي – وفرض الهيمنة على الشعوب وانفرادها بتقرير مصائرها لم يكن هذا بفعل تفوق أمريكا وقدراتها العسكرية وتطورها العلمي والتكنولوجي والمستجدات على الساحة الدولية – كما يعلل ذالك بعض السياسيين الفاشلين في تحقيق ما تصبوا إلية شعوبهم وكأن عودة عالم القطب الواحد وانفراد امريكا بتقرير مصير العالم حتمية تاريخية وبذالك يبررون عجزهم وبالتالي تحالفهم مع امريكا ونرى بانه على الرغم من اهمية قدراتها العسكرية وتطورها العلمي والتكنلوجي فانها لم تكن لوحدها في هجومها على الشعوب وانتهاك حرمة وسيادة الدول بل مع حلفائها الغربيون هذا من جهة ومن جهة اخرى لا يجب ان يتجاهل هؤلاء الساسة العوامل والاسباب الاساسية والاهم التي ساعدت الامبريالية بزعامة امريكا على الانفلات من عقالها والهجوم على الشعوب وامن وسيادة الدول وانتهاك حرمتها باحتلال هذا البلد او ذاك والعوامل الاساسية هي
1- انهيار الاتحاد السوفيتي الذي كان يشكل الدرع الحصين لمجموع حركة التحرر الوطني العالمية والسلم والامن الدوليين وهذا ما يدركة الغرب وامريكا جيدا ولذا فان انهيار الاتحاد السوفيتي لم يكن بحال من الاحوال عن الدور التخريبي والتامري للولايات المتحدة والمخابرات المركزية الامريكية التي سعت جهدها واغدقت الالاف من الدولارات وعبر سنين طويلة كي تدفع بشخصيات مشبوهة الى مراكز حساسة وخطيرة واول هذة الشخصيات – غورباتشوف – ليطلق

خطة مشبوهة هي - الكورسترايكا – التغير الشامل- في كل مفاصل حياة المجتمع السوفيتي الاشتراكي ...
ويخطئ من يعتقد بأن خطة – الكورسترايكا – كانت سليمة في بدايتها وان أخطاء قد رافقتها وانحرفت عن مسارها إلى هذه النتيجة – الانهيار - .. أنها لم تكن كذالك إطلاقا بل كانت خطة
مدروسة ومرسومة بدقة .. وما تصريح غورباتشوف - بعد
الانهيار – بأنه كان على غير قناعة ببناء الاشتراكية إلا مؤشرا

على الهدم والتخريب المتعمد .. وإلا ... كيف استطاع
غورباتشوف إن يتبؤ هذا المركز الحساس والخطير في قيادة الحزب والدولة والمجتمع ..
ولسنا هنا بصدد دراسة أو مناقشة أسباب الانهيار فهذا موضوع أخر لكن لابد من إلقاء الضوء على هذه المسالة الحساسة لما لها من تداعيات وانعكاسات على الساحة الدولية ولا ننفي بطبيعة الحال وجود أخطاء أو ممارسات سلبية لكننا نقول انه مهما كان حجم وضخامة تلك الأخطاء فلا يمكن إن تؤدي إلى هذا الانهيار المذهل وخلاصة القول انه وبعد الانهيار خلت الساحة الدولية من القطب الأعظم والدرع الحصين – ليستعيد الغرب بزعامة أمريكا دوره في اقتسام العالم من جديد ..

2- حالة التصدع والانقسامات في الحركة الشيوعية العالمية وتشتت وحدتها - الناجمة عن الانهيار – وانحراف بعضها عن المبادئ الأساسية التي وجدت لأجلها وهي الماركسية اللينينية لان تخليها عن اللينينية يعني تخليها عن العمل الثوري المنظم من اجل تحرير البروليتاريا من الظلم والقهر والاستغلال الطبقي لبناء الاشتراكية .. وعلى هذه الأحزاب تقع المسؤولية الأكبر بوصفها الطليعة الثورية الواعية والمقدامة في قيادة نضالات البروليتاريا والشعب كله من اجل الغد الاشتراكي حلم البشرية جمعاء .. لكن وللأسف الشديد كان انعدام أو ضعف الحس الطبقي لدى معظم قيادات الأحزاب الشيوعية هو الذي دفع بها إلى هذا الاتجاه - الانحراف - ..
لان الماركسية تبقى مجرد أفكار دون – اللينينية - .. وهذا ما لاتخشاه الامبريالية – ولذا فهي تمنح حرية العمل السياسي لها ما دامت لاتشكل خطورة على مصالحها أو على جوهر النظام الرأسمالي القائم أساسا على الاستغلال والظلم والقهر والابتزاز

3- نكوص وانكسارمجمل حركة التحرر الوطني العالمية وتراجعها في الكثير من البلدان سيما دول العالم الثالث وهذا ناجم أيضا عن الانهيار وتداعياته ومردودا ته السلبية حتى على الحالة السايكو لوجيه لمجمل قيادات حركة التحرر الوطنية بفقدانها للحليف والنصير الثابت لنضالات شعوبها من اجل الحرية والتحرر هذه بعض العوامل الأساسية لحالة الانكسار والتداعي وهناك عوامل أخرى لاتقل أهمية سنتابع ذكرها في الحلقة القادمة .....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - دولة الزنابير
عبد الحسين سلمان ( 2010 / 6 / 5 - 17:18 )
شكرا لك ايها الصديق جدو
وتحية لك
شكرا لانك فضحت الوجه الحقيقي لرسولة الديقراطية في العراق.
امريكا او دولة الزنابير هي التي قتلت 112 مليون هندي بدم بارد والتي تطلق على الشعب العراقي الصراصير بعدما اطلقوا على الشعب الفيتنامي: النملة البيضاء والهنود :دودة.. والفلبينيون : حشرة .
لقراءة المزيد عن وحشية امريكا : انظر دراسة منير العكش في مجلة الكرمل
http://www.alkarmel.org/prenumber/issue70/muneer.pdf


اخر الافلام

.. شهداء ومصابون بقصف إسرائيلي استهدف مباني في مخيم جباليا ومدي


.. أبرز ما تناولته وسائل الإعلام الإسرائيلية في الساعات الأخيرة




.. لا معابر تعمل لتربط غزة مع الحياة.. ومأزق الجوع يحاصر السكان


.. فرق الإنقاذ تبحث عن المنكوبين جرّاء الفيضانات في البرازيل




.. جامعة برشلونة تقطع علاقتها مع المؤسسات الإسرائيلية