الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وا حسرتاه على العراق ... اطفاله ونساؤه ((تباع كالرقيق )) !!

لؤي الخليفة

2010 / 6 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


لا يلبث بلدنا ان يقوم من كبوة حتى تفاجئه عشرات غيرها , وما ان يتخلص من لئيم حتى نرى العديد منهم وهم يحيطون به , وما ان يقتل خنزيرا حتى يهاجمه قطيع من الخنازير .
دونما شك ان عراق اليوم ليس نتاج اللحظة هذه , انه نتاج ما يربو عن الاربعين عاما ... وان معاناته وجراحاته سببها ليس فقط حكام اليوم , بل ان السبب الرئيسي هم رجالات النظام البائد , الذين اوصلوا البلد الى هذه الحال , ولا اعتقد ان العراقيين نسوا ما كان اعلنه رأس ذلك النظام يوم صرخ بأعلى صوته ... لن اغادر كرسي الرئاسة الا بعد ان اجعل العراق كومة من التراب ... وقد وفى بوعده .
ويوم تخلصنا من الطاغية واعوانه , ورغم معرفتنا بخطورة المرحلة التي كنا نمر بها , فأن ثمة امل كان يغامرنا ان نرى عصرا جديدا واياما حلوة , تعوضنا عما سلب منا من مباهج الحياة , ومصادرة الرأي والقتل الجماعي على ايدي شلة الفاشست في الحزب القائد . غير ان ما جرى لم يكن مخيبا للامال فحسب بل قتل التفاؤل والامل بالمستقبل المنشود .
لقد امضينا العمر بين المعتقلات والتشرد والجوع والفاقه ومن ثم الحروب العبثية التي قتلت من قتلت وعوقت مئات الالاف وجلبت لنا من الامراض ما لم يعرفه الطب الحديث ولا القديم . ليس هذا فحسب , بل ان المجتمع ذاته نخر وساءت العلاقات الاجتماعية , وطفحت الكثير من المظاهر الغريبة عنا ... فصار الاخ يتنكر لاخيه والصديق لناسه والفرد لمجتمعه , و لتستقر هذه العلاقات عند العتبة السفلى من السلم . والاكثر مرارة ان اخبار البلد اصبحت , وكما يقول المثل الشعبي علكة في كل فم , فها هي وسائل الاعلام الدولية تبدأ نشراتها الاخبارية وتنهيها بما يحدث في العراق , ولم يألوا البعض جهدا في نشر الغسيل وان يزيد ويغالي ويدس السم في العسل , لغاياة ليست خافية ابدا .
منذ اربعون مضت وحتى يومنا هذا , تسير وتيرة الحياة من سيء الى اسؤ , غير ان مسؤوليتنا تفرض علينا الا نقف مكتوفي الايدي امام هذه الكوارث والنكبات ... فما حدث حدث , وليس باستطاعة احد ان يعيد عجلة الحياة الى الوراء , فواجبنا هنا يكمن بكيفية ان نجنب اولادنا واحفادنا بما سبق وان مر بنا , ان نحث الخطى صوب مجتمع تسوده المحبة والوئام , البناء واعمار النفوس قبل اعمار البيوت , ولن يكون ذلك صعبا على بلد مثل العراق لما يمتلكه من طاقات ومؤهلات بشرية ومادية ...
ولكن ومع كل الاسف فأن ما يتمناه المرء احيانا لن يكون سوى حلما او املا بعيد المنال , فهاهي اخبار العراق لاتسر العدو , وتبعث على الحزن بل انها اشد وقعا من قنابل الغزاة ومفخخات الغدر , ومشاهد الرعب اليومية ... لا استطيع ان اعبر واصف ذلك الفرح الذي يغمرني في اي يوم تخلوا نشرات الاخبار من نبأ عن العراق , وبالمقابل عن الالم والحزن عندما ارى مشهدا لدم احد العراقيين , او بناية تناثرت احجارها , او سيارة شوهتها ايادي لئيمة .
لم يكن هذا ما اريد الكتابة عنه , ولكن الالم يسكن في الاعماق ويأبي ان يغادر ... وحتما ستكون هذه المقدمة على حساب المادة الاصلية التي سأحاول قدر المستطاع ان اسردها بأختصار ...
قبل ايام تناقلت الانباء ثلاثة اخبار مزعجة , وقعها كان اشد ايلاما من سيارات الانتحاريين واحزمتهم الناسفة ... يبدوا ان الطارئين على البلد ودول الجوار لن تدع بلدنا وشأنه , فهاهي سوريا وحليفتها الاسلامية ايران ماضيتان في غيهما والحاق الاذى بأبناء الرافدين , كلا البلدين صدرا لنا قنابل الموت والارهابيين والميليشيات , كلاهما عيناهما مفتوحة على خيرات البلد واراضيه وموارده , كلاهما ... وحينما وجدوا ان شعبنا لن ولن يسمح لهم في التمادي اكثر وانه سوف يجعلهم يوما يندمون على ما اقترفت ايديهما ... راحا يسعيان ومن خلال طرق واساليب جديدة الى قتل ارادة العراقيين , حتى لا تقوم لهم قيامة مرة اخرى حسبما يتوهمون ... فمن ارض سوريا العربية الشقيقة , ذات الرسالة الخالدة , تنطلق عصابات منظمة وشبكات دعارة لشراء اطفال عراقيين مخطوفين للاتجار بهم وبأعضائهم ومنها ايضا انطلقت هذه الشبكات لاكراه عراقيات قدمن الى هناك باساليب شتى , كعقود عمل تنظمها لهم الشبكات او عقود زواج , لممارسة الدعارة في دول الخليج ... اما الجمهورية الاسلامية , فقد استطاعت ان تجعل من العراق ممرا رئيسا لتجارتها القذرة من المخدرات الى شتى انحاء المعمورة ... وايران التي سبق وان سرقت مياه العراق في العديد من الانهر بدءا من شماله وحتى شط العرب تحث سوريا اليوم وبمعونات اشقاء عرب على سرقة مياه دجلة ...
لقد نزعتم عنكم اقنعتكم وبانت وجوهكم القبيحة والتي لم نكن نتصورها بهذا المستوى من القبح والدمامة ... عن تفاهتكم وخستكم , وعن ادعائاتكم الزائفة بالعروبة والامة العربية الواحدة , عن دينكم المزيف الذي اتخذتموه وسيلة لبناء مجد غابر وامبروطورية عرجاء .
واخيرا لا اجد ضيرا ان استشهد بحادثة كنت ايام صباي شاهدا عليها , عسى ان يصحو ضميركم ان كان قد بقى لديكم ثمة من ضمير , كنت حينها اعيش في مدينة تقع على الحدود , وكان لنا جار كثير الترحال الى البلد الجار , وذات مرة جاء بفتاة من هناك لم تتجاوز الخامسة عشرة بعد , وكانت على مستوى لا بأس به من الجمال ... ولكوننا كنا الجار المقرب لهم اسرونا انهم اشتروا الفتاة من ذلك البلد ومن عائلة فقيرة , والحق يقال ان الفتاة اكرمت في بيتها الجديد , الذي حرص عليها كما كان يحرص على بناته , بل ان الرجل سجلها في دائرة النفوس كابنة له , وهي الان تعيش مع زوجها واولادها , لم يجرؤ احدا ان يخدشها بكلمة واحدة حتى يومنا هذا , هكذا نتعامل نحن مع الاخرين , ولكن اتريدنا ان نطلب شيئا ممن لا يملكه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وا اســــــفاه على العراق
كنعان شماس ايرميا ( 2010 / 6 / 5 - 21:19 )
لاتحزن يا اخ لوي الخليفة فعلا ان سياسات القومي والديني قد قتلت الهوية العراقية الوطنية . فاي خير ترجو ممن يستقوي بالفرس او الروم او العرب ويحتقر هوية الامة العراقية . لقد خسر حزب الامة العراقية في الانتخابات الاخيرة لانه لم يستقوي لابالفرس ولابالترك ولابالعرب وانما بالعراقيين ونجحت الاحزاب التي يمولها الفرس و العرب او الاجانب لان اسمائها جميلة اســلامية وعربية تضحك وتخدع المشاعر الدينية والقومية وتسحق الوطنية العراقية هناك مثل في العراق يقول بين الفرس والعجم بلــوا ابتلينــــا لكن لاتحزن فقد تحي هذه النكبــــات الوطنية العراقية وينبعث عراق الحضارات من جديد

اخر الافلام

.. جمعيّة الأوتار المتشابكة تنظّم حفلا موسيقيا بحضور لينا شامام


.. الناخبون في تشاد يدلون بأصواتهم لاختيار رئيس للبلاد




.. مقتل 4 جنود إسرائيليين بقصف لحماس والجيش الإسرائيلي يبدأ قصف


.. الانتخابات الأوروبية: أكثر من نصف الفرنسيين غير مهتمين بها!!




.. تمهيدا لاجتياحها،الجيش الإسرائيلي يقصف رفح.. تفاصيل -عملية ا