الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شارب العم سعيد

ساره عبدالرب

2010 / 6 / 6
الادب والفن




فم العم سعيد كقارب مقلوب يتفحصه أمام مرآته

المسافة بين أرنبة أنفه وشفته طويلة نسبياً .. سار الموس يحصد شنبه الكث .

على جبهته العريضة رتوش لعوالم حمراء .. مؤخرات مكتنزة ، صدور رجراجة .

كل ما فعلته مؤخرة اندريانوفا ليلة البارحة هي المراوحة في تقليب جانبيه على مرتبة سريره ،بعد الغوص في لذائذ الحرير ،

لتــنبهه ابرة تنسل في عمر لذته فيغير جانبه الأيمن الذي تصلب ...

بائسة عــدن ..
حتى قلعة صيرة لن تصمد أمام رضاب ايرينا !

قلعة صيرة التي حضنت عدن كفتاتها من استلاب المستعمرين أصحاب التنانير الاســكتلندية القادمين من وراء وراء البحر العربي .

أخبره خالد _ الجندي ذو التاسعة عشرة _ أن العالم الآخر البعيد جداً عن انحدار التعب على جبل شمسان .. عالم على حافة قارورة فودكا ..

و شفرة اللذة المصاحبة لافتضاض ايرينا ..

اشتراكية الحب الذي يتنفس عكائر الشوارع دون الخوف من الرقابة .

الروسيات .. خطوط تماس الثلج بالنار .. الخصور القابلة للتداول .. الشفاه المانحة للغواية الطوعية .


انهى العم سعيد اجتثاث شنبه .. هو الآن ماركسي بجدارة .. الاشتراكي المتمدن بلا شنب غازي الحسناوات في عقر أنوثتهن..

علّ هذه الحلاوة التي تداعب الخيال تخفف من ضراوة الصفيح الساخن ، الذي يقتات تفاحة القلب .

ارتدى زيه العسكري وتوجه الى موقع الثكنة .

كم هي خانقة كـياقة حديدية هذه الثكنة القابعة في بركانية عدن .. خانقة مرارة تحول الشعب الى نرد في أيدي الرفاق المختلفين .

تنفس العم سعيد بعمق .

فالمـجـد لدرجات الفتنة التي تمتد من كركبة الثكنة ملطخة بعرق الجنود بعيونهم المذعورة كقطط مشردة الى لينين ..

وملاسة فخذ اندريانوفا .. وصرخة ايرينا وهي تُـفتض .


اقتحم العم سعيد غرفة الجنود بزهو ديك ...

انتبه الجنود المبعثرين على بؤس أسرتهم للمساعد نظام العم سعيد ... حركة الأجساد والأمتعة سكنت لدقيقة ،

واقعة ًعلى المساحة الصلعاء الكبيرة بين أنف العم سعيد وفمه ... كانت جرداء تماما ً مستفزة للضحك كمؤخرة قرد ..

كسرت الضحكات طوق المكان والبؤس ...

كانت عيون الجنود مغلقة قهقهه ..

ثقل الضحكات ارتكز على البطون الملتصقة بالظهور لأجساد تتـفتح على عقدها الثاني ..

هبطت المفاجأة على العم سعيد ظل واقفا ً كاشارة مرور مطفئة ، ومن حيث يقف خلفه مباشرة خالد مستفزاً بالاستغراب ..

وفي الثانية التي التقت فيها التفاتة العم سعيد بنظرات خالد المستقرة على البقعة الصلعاء فوق شفته ...

لكمته موجة ضحك وانطوى على بطنه بعد أن خانته ركبه على حمله ...

كانت سحب الضحكات تعلو تعلو تعلو ...

تسيل على الجدران المتعبة ،تنثال تحت أسرة الجنود ..

.. تجتاز حرة قضبان النوافذ ... تعربش فوق أسلحة المعسكر ..




كوة ضوء فُــتحت في قلب الثكنة الثكلى !




مايو 2010













التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي


.. تسجيل سابق للأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن يلقي فيه أبيات من




.. الفنانة غادة عبد الرازق العيدية وكحك العيد وحشونى وبحن لذكري


.. خلال مشهد من -نيللى وشريهان-.. ظهور خاص للفنانة هند صبرى واب




.. حزن على مواقع التواصل بعد رحيل الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحس