الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من النافذة

محمد نوري قادر

2010 / 6 / 6
الادب والفن


عندما هبت العاصفة ,أصبحت السماء بلون الدم ممزوجة بالآهات والغبار والنذور للصنم ,تسير بخط متوازي للعويل والبكاء محطمة سلال وثقتهم بها يد البغاء , ومن تطاول على كل الموجودات بلا حياء, رؤيا الأشياء ,ومن يحيط بنا, معدومة في كل مكان إلا من كان يريد الرؤيا ومن يعنيه ما حل بهؤلاء الموتى الأحياء , الأشجار الباسقة تساقطت منها الأوراق ,لم يعد ضلها يحمي المتعبين من السفر ,لم يعد مثلما كنا صغارا نلعب,لقد استفحل الوباء ,تتصارع مع الأرض من اجل البقاء,جذورها ممتدة حتى قاع الكون, ريح وديدان عبثت في لحائها أكلت ثمارها قبل أن تثمر ,قبل أن تزهر ..فرح غامر يعلو وجوها مزقها الألم رمت بما كانت تحلم في بئر عميق مظلم تنتظر مصيرها المحتوم في عربات مصفحة يقودها الحمير إلى جهة حيث لا تعرف ولا تعلم ..لم يوجد هناك مصباح ينير الظلمة , لم يوجد من يحمل مشعل , لم يوجد من يحمل شمعة ,إلا من بصيص ضوء من قناني زجاجية متعددة الألوان منها من كان بالأمس من يسكن الألم ويزيح بعضا من هموم الزمن وضع فيها بعض الزيت رغما عنها , ربطت بعجينة من الخبز المنقوع بالماء ,وأحيانا كثيرة بالتمر ينبثق من فوهة في مقدمتها خيط سميك ,يبقى متوهجا بعض الوقت ,كما نحن ..تجلس إلى جواره أشباح متعبه هزيلة القوام لم تقوى على الوقوف على أقدامها يختلجها الرعب من كلاب سائبة تجوب في الشوارع تتصيد فرائسها بلذة لا متناهية ونهم ,مصحوبة بحماقات لا تحصى هي جزء من موروث تبنته منذ مولدها ,منذ إعلانها الطاعة بإرادتها , منذ أن وقعت بالدم ,تتبختر في ولائها ,تأتمر بالحجارة , بالعصا يهشها كما يهش الراعي الغنم ,تطيعه إلى أين يسير حتى لو لعن أباها حتى وان زلت به القدم , تنظر للعاصفة بيأس وما تصطحبه من وعود كاذبة مشئومة إلى نفس القدر ,يقودها للثأر قبل أن يحيق بها الخطر ,قبل أن تبزغ الشمس قبل السحر ,تنبح بأعلى أصواتها تمزق السكون ,تعلن الويل لمن يلوذ بالفرار من القدر ,ومن يحلم بالسفر ,للجالسين بصمت والندامى والحالمين بعد العاصفة يهطل المطر ..
سيدها المبجل يراقب الوضع عن كثب , يعلم كل شيء ,يسمع ما يدور من همس ,يعرف متى تأكل , وما يطربها وما تشرب وحتى عندما تثمل , والعاهرات ومن هي الأجمل يعرف متى تأوي فراشها ,متى تجامع أنثاها وبمن تحلم ,لكن العاصفة بدأت تزحف نحو الديار تتقدم ,تلتهم النعم ,ولم يعلن الإفلاس ,ولم يبدو عليه انه ندم ,أو مهتما بأمر العاصفة وما تلطخت يداه ,مستلقيا على أريكة تهتز طربا لكؤوس الخمر, تسيل لعاب من ينظر إليها من الخدم ,يكتب ما شاء له ,يضحك بصوت عال , يمارس السحر يسب ويشتم ,يمارس الجنس عندما يثمل ,يوزع الهدايا بالمجان في كل مكان ,أصيب بالهذيان ولم يفلح ,مختبئا في جحره خوفا من الريح العاتية ,من الوحل الذي به تلطخ ,خوفا من الضرب بالنعل إن جمحت بما كانت تحمل وتحلم ..عندها اهتزت النخلة من الطرب ومال السعف يعانق جذعها فسقط الرطب ,هربت مذعورة كلاب الصيد خوفا من الغضب ,تحتمي في الأزقة والديار ,في المساجد تستغفر الرب ومن دعاها لنفس السبب أن تمارس عهر الأمس بلا عتب , ولم تكتفي ,مدت يدها لمن جاء بعد صيام , إبله مشرد أن يسرق الذهب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أخرهم نيللي وهشام.. موجة انفصال أشهر ثنائيات تلاحق الوسط الف


.. فيلم #رفعت_عيني_للسما مش الهدف منه فيلم هو تحقيق لحلم? إحساس




.. الفيلم ده وصل أهم رسالة في الدنيا? رأي منى الشاذلي لأبطال في


.. في عيدها الـ 90 .. قصة أول يوم في تاريخ الإذاعة المصرية ب




.. أم ماجدة زغروطتها رنت في الاستوديو?? أهالي أبطال فيلم #رفعت_