الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


- روبي وماهية الجميل والقبيح

طارق الدويري

2004 / 8 / 10
الادب والفن


في برنامج لقناة دريم- ماما نجوى
وبطريقة حديثه مع بؤلظ
أعلنت قرار وزارة الأعلام
للمشاهدين بمنع أغاني روبي
من التلفزيون الأرضي والفضائي..
وذلك استجابة لطلبات المشاهدين وخوفاً علي القيم الشرقية الفريدة!
د.يحي الرخاوي والذي كان مستضافاً في البرنامج رأي قرار المنع
ليس حلاً للمجتمعات وتطوره، وكان مع فكرة عرض وتقديم كل التجارب،
وأنه دائما وفي النهاية الجميل يطرد القبيح مع الوقت والتطور، مع تأكيد إن المطلوب ليس
المنع، ولكن ترسيخ القيم الجمالية ومفهومها عند المجتمعات وتدعيمها حتى يدرك
المجتمع.. ماهية الجميل والقبيح.


" روبي وماهية الجميل والقبيح"
ما زال التلفزيون المصري المجيد بكل قنواته (وقواته) الأرضية والفضائية
والهوائية والأخلاقية وكل ما هو.. ..ئية .. يعلن حربه الضروس الناجحة والفالحة بقيادة وزارة الأعلام المسلحة علي العدو الأخلاقي الأوحد..روبي.. ومنع أغنياتها الشيطانية الفاضحة.. ومازالت القوة 17 بمجلس الشعب حاملة لواء السلف " والذي هو بلا تلف في كل الأكوان والعصور والأزمان". تطالب في مجلس شعبنا الموقر (النائم) بما هو في صالح فقراء هذا الشعب الخيبان، وتبحث جاهدة في منع خيالات روبي عن أفئدة الشباب الجوعان التلفان الكبتان. فلماذا؟
لأن الروبي تجعلنا ننظر إلي جسدها العورة (من تحت لتحت) ونحن بالطبع نسُبها لحركاتها الملتهبة.. وبتالي تلهبنا وتسقطنا وتردينا في الخطيئة الوحيدة والتي بدونها " لكنا أبراراً ومن رواد الجنة بسهولة ويسر.. وكأن الروبي ليست تجسيداً لأفكار قلوبنا وشهواتنا المستترة وأحلامنا المكبوتة. لماذا هي روبي؟ ولماذا وجدت هكذا مطابقة لكل ما هو خفي فينا ويردينا؟ ولماذا نحن نضعف أمام حركات جسدها الثعباني، والذي يحرك فينا ويكشف كل الشغف الذي بداخلنا لكل ما هو مبتذل ورخيص وساقط وجسداني ؟ هل العيب فيها ؟ أم في نظراتنا المكشوفة والتي تهوي وتعبد الجسد دونما الشخص الروح، لماذا لا نحزن من هذا الرخص؟ لماذا لا نكتئب عليها ونبكي علي حالها ومهانتها لنفسها. ولماذا نفضل رفع الحجارة لرجمها ودفنها..!؟
قديماً قيل " من منكم بلا خطيئة فليرمها أولا بحجر"
فهل منكم يا سادة من هو بلا خطيئة..؟
هل فيكم من لم يشارك في صنعها قبل قرار رجمها؟
هل منكم من لم يحلم بها؟.. من لم يراودها ويساومها في أحلامه..؟ ،
هل منكم من لم يسقطها ويفضحها في خيالاته؟
حتى قبل أن تظهر الروبي في تلفزيوننا الشريف القيم.. النظيف بأفكاره العالية الغالية.. وقيمه الفكرية الاستهلاكية الفاتنة..
من لم يطاردها؟ لم يتحرش بها في أوهامه.. بل من لم يلعنها في سره وينعتها بالعورة.. لأنها تفضح شهوات قلبه.. هي ابنة هذا المجتمع.. هي خليقته..
شهوة قلبه وصنيعة خيالاته. هي نتاج أمراضه ومكبوتات نفسه وازدواجيته..
المجتمع الذي يكفرها ويتمناها.. هي نتاج فقر الروح فينا، وعشقنا للقبح والابتذال.. هي مَخْبرنا يا سادة.
هي خلاصة جهلنا بالجمال والعفة..هي الوجه الأخر لمفهوم الجسد العورة.
الجسد ذلك المركز والذي نتعبد له..
يا سادة الروبي تغني وتعزف علي أوتار قبحنا ومبتذلات أفكارنا.
هي نحن أنفسنا دون حجاب أو أردية التقوى..دون أقنعة أخلاق المسوخ فارغة المحتوي.. هي نفسها ذلك الذي كنا نئده قديما خوفا منه ورعباً من اشتهائه. يا سادة هي نتاج ثقافة الرعي والبداوة والذي كانت فيه المرأة فريسة تقتنص بجسدها اللحمي وهي متاعاً لنا.. فلما نجزع ونرفع سيوف الحرب وطبوله علي كل خيالاتنا المتردية، المصنوعة بحسب أرادتنا المستترة لفتاة الاحتلام والأفعال السرية، هي نفسها المرأة التي نريد أن نستهلكها ونستعملها ونتمتع بها.. ولكن علي شرطية أن تكون في خيمتنا نحن وغرفنا السرية دون الغير وللعنة علي كل الغير..
فاقنصوها..
هي قنصاً وصيداً لنا وحدنا.. أو أرجموها. أو أئد وها.
فهل هذا هو مخبرنا !!؟
هل هذا هو عيشنا !!؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي


.. شاهد: دار شوبارد تنظم حفل عشاء لنجوم مهرجان كان السينمائي




.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-


.. فعاليات المهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية في الجزاي?ر




.. سامر أبو طالب: خايف من تجربة الغناء حاليا.. ولحنت لعمرو دياب