الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسطول قافلة الحرية .. الفرق بين إجرام وإجرام !!

محمود الزهيري

2010 / 6 / 7
حقوق الانسان


الإجرام الإسرائيلي الصهيوني ظهربعنف , وتمت ممارسته بخسة ونذالة ضد العزل المشاركين في قافلة الحرية القادمة من تركيا عبر قبرص إلي غزة الأسيرة المحاصرة بإرادةالطغيان السلطوي المصري, وبإرادة ناجزة من حركة حماس , وبفعالية إجرامية إسرائيلية مفروضةعلي قطاع غزة , وصمت عربي مفضوح , ومخروس علي الدوام حتي من بيانات الشجب والإدانة , ونضالات زائفة بين الأشقاء الفلسطينين المتوهم كل منهم أنه يمسك بتلابيب المطلق المقدس , أو الوطني المتوجب , ومابين الوطني والمقدس ضاعت سلة المصالح لتصبح في حيازة المتاجرين بالمصالح حتي لو كانت هذه المصالح السبيل الوحيد إليها هو الدماء والدمار والأشلاء !!


بعنجهية وصلف وإجرام أرادت المؤسسةالعسكريةالإسرائيلية الملتحفة بشعارات اليمين الإسرائيلي الإرهابي المجرم,أن تعطي درساً لمن يفكر في الإقتراب من المياه الفلسطينية , وحتي فيما بعد المياه الفلسطينية في المياه الدولية,وهذا ما أرادته المؤسسة العسكرية الإسرائيلية في إبلاغ رسالة الإجرام المحتمي بخنوعات الأنظمة العربية التي تشارك نظام اليمين الإسرائيلي المجرم في إجرامه,ولكن مع الفارق بينهما في أن النظام الصهيوني لايرتكب جرائم ضد مواطني الدولة العبرية الإستعمارية , بعكس أنظمة الدول العربية التي تستمد البقاء في الحكم والسلطة بحزمة جرائم ضد مواطني الدول العربية , وكذا بسكوتها المتعمد وتحالفها الإجرامي مع الدولة العبرية فمعظم هذه الدول تتحالف مع الكيان الصهيوني , وتسمح للشعوب بإظهار العداءات ضد الدولة العبرية كمبرر من ضمن مبررات الإستمرار في الطغيان , وهذا الطعم قد بلعته معظم الأحزاب والقيادات السياسية والنخب والحركات الإحتجاجية .

ماحدث لقافلة أسطول الحرية من جرائم هو بحق جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية , تم إرتكابها بفظاعة ودم بارد ضد شعوب كل الدول التي شاركت في هذه القافلة التي ماحملت سوي الدقيق والحليب والأدوية والأغطية وبعض الأغراض والأشياء الأخري لزوم المرضي والعجزي والمسنين , فما كانت تحمل أسلحة أو ذخائر , وماكنت تحمل رشاشات أو مدافع , إلا أن ماحدث من جانب الكيان الصهيوني المجرم يمثل أعمال قرصنة وشغل عصابات ضد الشرعية الدولية والشرعية الإنسانية .
ماحدث من أعمال الإجرام والقرصنة الإسرائيلية بمثابة فضيحة للدولة العبرية علي مستوي العالم , فقد أظهر الوجه القبيح والقميئ لليمين الإسرائيلي المجرم الذي يحرك المؤسسة العسكرية التي أظهرت إجرام الدولة في صورة إجرام عبثي ينتهك الكرامة والإنسانية , ويعطي الفرصة لليمين العربي في إزكاء نار الصراعات الدينية علي خلفية ماحدث من جرائم لها بالطبع خلفيات دينية في عقلية ووجدان الكيان الصهيوني , ولكن هذه الجرائم فضحت المؤسسة العسكرية الإسرائيلية وأظهرت جرائمها ضد الإنسانية بصفة عامة .

التحية , كل التحية لمن شارك في هذه القافلة التي عرت وكشفت وفضحت النظام العنصري الإسرائيلي , وكذا فضحت النظام الإستبدادي الطغياني المصري , بل وجعلت الحيرة والغضب تبدو في أعين اصحاب العقول الحائرة من الوضع العربي المتخاذل , والوضع المصري المتهادن الذي تنظر إليه الدولة العبرية علي أنه كنز إستراتيجي للدولة العبرية , أو كما قال مبارك الأب : علاقتنا بإسرائيل علاقة إستراتيجية , فالجانب المصري والجانب الإسرائيلي ينظران كليهما لبعض نظرة الصداقة والمحبة والتوافق , إلا أن مايزيد علي النظام المصري أنه يحرك الجماهير الغاضبة لتبدي مدي تحقيرها وإذدرائها للدولة العبرية , ولليهود , في غير تفرقة بين الصهيونية واليهودية , ليكسب النظام المصري ود الدولة العبرية !!

الوضع العربي سيظل مأزوم علي الدوام لأنه وضع مبني علي أساس ودعائم الطغيان والفساد بأرضية الإستبداد السياسي , ولن يكون هناك أي دور لأي دولة عربية للقضية الفلسطينية , لأن المصلحة المرتبطة بوجود الأنظمة العربية تستلزم إستمرار الأزمة الفلسطينية علي الدوام , لأنها من وجهة نظر أنظمة الطغيان العربية , هي قضية العرب المركزية , التي تعلو , ولا تعلو عليها أي قضية , حتي وإن كانت قضية الديمقراطية أو الحريات أو حقوق الإنسان , ومعهم القضية المرتبطة , قضية التنمية وعلائقها الوثيقة الصلة بها .

مأساة أسطول قافلة الحرية فضحت الأنظة العربية , فهاهي لاتمتلك إلا لغة سياسية عبيطة جاهلة , ولغة ديبلوماسية متخاصمة مع الفقه الديبلوماسي علي الدوام , واشبه ماتكون بلغة الحواري والأزقة , وهذه اللغة لايتم فهمها علي المستويات الدولية التي لاتفقه إلا لغة المصالح ومفردات القوة التي تصب في نهاية المطاف لدي مواطني مجتمعات الدول المتحضرة !!

فهل تقدر الأنظمة العربية أن تصل لصيغة توافقية تحل كافة النزاعات بين حركة حماس وحركة فتح وباقي الحركات الفلسطينية حتي لاتستأثر حماس بغزة , وتستأثر فتح بالضفة , وحتي لايكون هناك سلطتين , ودولتين , وشعبين , هذا سؤال تطرحه مأساة أسطول قافلة الحرية ؟

أعتقد أن المأساة ستستمر في غزة والضفة , لأن الأطراف الدولية التي تلعب علي أرض الغير صاحبة المصلحة في هذا الإنقسام والتشرذم , وكذلك لأن حجم المصالح كبير , وهذا كله تارة علي خلفية المقدس الديني , أو المتوجب الوطني .

المأساة الحقيقية هي من صناعة حركة فتح وحركة حماس , ومعهما الأنظمة العربية التي تراهن رهانات مجرمة , وتقامر بمصير الشعب الفلسطيني مقامرات تكسبها في النهاية أعضاء فتح وأعضاء حماس والأنظمة الإستبدادية العربية , ولكن سيظل الأغبياء والجهلة والسماسرة من النخب والكاريزما والمثقفين , يكيلوا التهم لإجرام الدولة العبرية وفقط من غير أن يربطوا بين إجرام الدولة العبرية , وإجرام الأنظمة العربية , مع الفارق أن إجرام الدولة العبرية يقع خارج نطاق دولة الإحتلال الإسرائيلي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أهالي الأسرى: عناد نتنياهو الوحيد من يقف بيننا وبين أحبابنا


.. أطفال يتظاهرون في أيرلندا تضامنا مع أطفال غزة وتنديدا بمجازر




.. شبكات | اعتقال وزيرة بتهمة ممارسة -السحر الأسود- ضد رئيس الم


.. الجزيرة ترصد معاناة النازحين من حي الشجاعة جراء العملية العس




.. طبيبة سودانية في مصر تقدم المساعدة الطبية والنفسية للاجئين م