الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البدائل السوداء... (أمارة الجنوب الاسلامية) نموذجاَ

فهد ناصر

2004 / 8 / 11
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


هدد مجلس محافظة ذي قار(الناصرية)بالانظمام الى محافظتي البصرة وميسان(العمارة) والانفصال عن العراق في حالة عدم أنسحاب القوات الامريكية من مدينة النجف إإإ

من المؤكد أن تهديدات كهذه لم تأتي من فراغ،بل هي تحصيل حاصل مرحلة من العمل المشترك بين عدة قوى سياسية وجميعها أسلامية تكن بالولاء المطلق لايران واعلنت عن عزمها وان كان بشكل مرتبك وخجول في أعلان أمارة الجنوب الاسلامية التي تضم المحافظات الثلاثة(ذي قار،البصرة،ميسان)وعقدت مؤتمرلها في الناصرية وان تضاربت عنه الانباء لكن الحقيقة التي تعمل هذه القوى من اجل تكريسها وفرضها بقوة السلاح والولاء والدعم الايراني،انها لن تتردد وفي اول فرصة تسنح أمامها عن أعلان امارتها الاسلامية في مدن جنوب العراق إإإ

القوى الاسلامية التي تعمل على فصل المدن الثلاث هي قوى كانت ممثلة في مجلس الحكم المنحل وتشغل في الحكومة المؤقتة مناصب رفيعة المستوى و عدة وزارات.

مساعي هذه القوى أذا كانت توضح حقيقة ما فأنها توضح المصير الذي ينتظر ملايين المحرومين والمنكوبين في العراق،مصير ملايين النساء والشباب الحالم او المتطلع لحياة خالية من القهر والاضطهاد السياسي والديني،هذه الملايين التي عاشت عقود من الرعب والقهر البعثي الفاشي والاعدامات والسجون والتشرد،يكشف المصير الذي سيواجه آمال وتطلعات ملايين الناس الساعين لتحقيق مجتمع خال من قيود وعبودية الدين وتقاليد العشيرة والمعايير الطائفية والقومية،المتطلعون لمجتمع حر وأنساني،مجتمع مدني يعترف بالانسان ويحترم حقوقه الاساسية وحرياته الفردية والمدنية غير ان كل تلك التطلعات الانسانية المشروعة قد بدأت تتحطم على جدران الممارسات البشعة والارهابية للقوى الاسلامية التي كشفت عن اقصى درجات رجعيتها السياسية والاجتماعية ونهجها الطائفي والمعادي لكل ماهو أنساني.

أنها ليست المرة الاولى التي تدخل فيها القوات الامريكية الى مدينة النجف من أجل مواجهة العصابات الارهابية من أتباع مقتدى الصدر،غير القوى الاسلامية الرجعية وبعد ان اطمأنت الى جدية الدعم الذي يقدمه نظام الارهاب والدم والتوحش الاسلامي في ايران الطامح الى ضم مدن الجنوب العراقي كأمارة تابعة له،وبعد ان تأكدت أنها قادرة على ممارسة ضغوط ما وتحت مسميات كثيرة،فأنها أتخذت من دخول القوات الامريكية مدينة النجف ذريعة لتكشف عن نواياها الحقيقة في أقامة أمارة الجنوب الاسلامية وليس لمجرد التهديد او فرض ضغوط ما على قوى الاحتلال الامريكي.

هذا هو العراق الذي يريدون ،عراق ما بعد صدام والبعث القومي الفاشي،عراق لا يعرف على اساس هوية ما،أنسانية أقصد،بل على أساس الانتماءات القومية والطائفيةالبشعة،مدن وأمارات تدين بالولاء لاكثر الحكومات رجعية وارهاباَ او الولاء لمشاريع قومية ابسط ما يقال عنها انها لا أنسانية وتتنافى مع ابسط تطلعات الانسان للعيش في عالم خال من القيود التي تسعى الكثير من القوى القومية والاسلامية والعشائرية لتكبيله بها وتهميش مكانته ودوره.
منذ سقوط النظام البعثي الفاشي وحتى هذه اللحظة فأن القوى الرجعية في العراق بمختلف أشكالها تسعى لتحقيق أهدافها ومصالحها السياسية متجاهلة وضاربة عرض الحائط ما يريده الملايين من المواطنين في العراق وطموحاتهم ومستعدة لممارسة كل اشكال الارهاب والتهديد والاتكاء على أعتى الانظمة القومية والاسلامية في المنطقة.
أن التطلع للحرية والمساواة والعدالة والعيش في مجتمع حر وانساني هي تطلعات أساسية لدى العراقيين وان كل هذه النعرات والصراعات القومية والطائفية بكل اشكالها كانت وما زالت مثار رفض وأستهجان الانسان في العراق مهما كان مستوى وعيه وادراكه لحقائق الامور والوضع السياسي القائم.

أن علينا أن نتصوركيف سيكون الحال لو اقيمت أمارة الجنوب الاسلامية واصبحت حقيقة واقعة،كيف سيكون حال المرأة والطفل والتربية والتعليم والمناهج الدراسية،كيف سيكون حال غير المسلمين والعلمانيين والشيوعيين واليساريين ؟لا أكون متشائما لو قلت ان المشانق وساحات الاعدام التي رقصت مذبوحة و مقتولة فيها أجساد مئات الالاف من أبناء المدن الثلاثة في زمن حكم البعث الاجرامي ،قد تكون قليلة أذا ما قورنت بما سينفذه حكام أو أمراء أمارة الجنوب الاسلامية أو أتباع أقذر الانظمةالارهابية وأكثرها دموية وبربرية في العالم أقصد نظام الجمهورية الاسلامية في ايران.

أن مقدمات أقامة الامارة الاسلامية قد بدأت منذ سقوط نظام المجرم صدام حسين،تشديد الخناق على المسيحيين وحرمانهم من دخول كنائسهم،أرغام النساء والاطفال على ارتداء الحجاب،تفجير وحرق دور السينما ومحلات بيع الاشرطة الغنائية والموسيقية،تدمير متاجر بيع المشروبات الكحولية وقتل اصحابها،الممارسات اليومية لطقوس العزاء الدامي واللاأنساني على الحسين واتباعة تحت شعار( كل يوم عاشوراء وكل ارض كربلاء)،الحرب السافرة ضد القوى الشيوعية والعلمانية واليساريةأطلاق يد التجمعات والمنظمات الاسلامية وتعزيز مكانة العشائرية مدعومة بالولاءات الطائفية.

أن الملايين الطامحة للعيش بكرامة بعيدا عن كل أشكال القهر والاستبداد والرجعية لابد و ان تكسر صمتها، فها هو المصير المر في العراق الديمقراطي والمحرر من الدكتاتورية والاستبداد إإإ قد بدأت ترسم ملامحه بيد قوى لا تمت بأية صلة لآمال وتطلعات الملايين التي لا يراد لها ان تنفض غبار سنين القمع والارهاب والتعسف والاجرام البعثي ،اذا كانت القوى الرجعية من الاسلاميين قد حددت أهدافها ومساراتها السياسية والعملية وأقروت بديلها الاسود في مدن جنوب العراق،فأن القوى اليسارية والشيوعية والعلمانية وقوى المجتمع المدني ،الشخصيات السياسية والفكرية المستقلة،الادباء والفنانون والمثقفون عليهم جميعا ان يحددوا أهدافهم أيضا َوان تكون بمستوى المسؤولية السياسية والتاريخية الراهنة والعاجلة التي يجب ان يتحملوها.
أن وضع حد لكل هذه المشاريع المدمرة والمرعبة مرهون ببروز بديل قوى التحرر والمساواة وقيادة نضال ملايين الساعين لحياة اخرى دون قيود او تقسيم طائفي او عرقي ودون معايير وقيم رجعية ولاأنسانية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موقف التنظيمات المسلحة الموالية لإيران من التصعيد في رفح| ال


.. إسرائيل - حماس: هل ما زالت الهدنة ممكنة في غزة؟




.. احتفال في قصر الإليزيه بمناسبة مرور 60 عاما على العلاقات الف


.. بانتظار الحلم الأوروبي.. المهاجرون يعيشون -الكوابيس- في تونس




.. حقنة تخلصكم من ألم الظهر نهائيا | #برنامج_التشخيص