الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مفيش فايدة

محمد نبيل الشيمي

2010 / 6 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


يردد المصريون في أوقات الضيق وفقدان الأمل عبارة "مفيش فايدة" ويقال أن هذه العبارة جاءت على لسان الزعيم سعد زغلول وأن كان هناك اختلاف بين المصريين على ما كان يقصده سعد باشا فمن قائل أنه قالها عندما فقد الأمل في الشفاء من مرضه ... ومن قائل أنه قالها عندما استبد به اليأس من تحقيق آماله في حصول مصر على استقلالها بعد بعد مؤتمر الصلح في باريس ... وهناك من يرى أنه أطلقها عندما ضاق ذرعاً ببعض أعضاء الوفد من الباشوات الذين كانوا لا يتمتعون بأي قدرات سياسية وكانوا عبئاً عليه وعلى الوفد ... المهم ومع كل هذه الآراء تبقى العبارة معبرة عن أحاسيس ومشاعر غير راضية عن واقع الظلم والموت القسري الذي تعيشه ومناسب لحالة القهر الذي فرض عليهما ... كنت إلى وقت قريب أملك قدراً من التفاؤل وبأن شيئاً إيجابياً سوف يحدث ويغير وجه الحياة في عالمنا العربي ... ويأخذنا إلى آفاق جديدة وواقع جديد قوامه العزة والكرامة والمنعة والاستقلال والديموقراطية ... ولكن حالة من اليأس الشديد انتابتني وأدركت أن لا أمل بعد في التغيير فقوى البطش والاستبداد ما زالت قابضة بيد من حديد على مقومات حياتنا وهي تعمل ليل نهار على تهميش وعينا بقضايا فارغة المضمون والهدف بفعل القهر وسياسات الاقصاء لصالح فئة قليلة في المجتمع وخدمة مصالحهم ... استفزني كثيراً الموقف العربي المشين من حادثة قافلة الحرية الشعب التركي يغلي غضباً مظاهرات هنا وهناك حقيقة لم ترد الحكومة التركية تصعيد الموقف نتيجة التوازنات الإقليمية والتي من بينها عدم إغضاب الاتحاد الأوروبي وعدم إعطاء الدوافع لإسرائيل للعبث في الجبهة التركية الداخلية ... ولكن بكل الأحوال يبقى الموقف التركي موقفاً قوياً مقارنة بالموقف المخزي والمحزن لحكامنا ـ نحن نشجب ثم نشجب ثم نشجب ... ثم نصمت صمت الأموات في القبور .. حكامنا غير قادرين على إغضاب سيد البيت الأبيض وسيظلوا على هذا حتى إشعار آخر لكنه بعيد ... هل يتصور عاقل واحدً أن مباراة كرة قدم بين مصر والجزائر تشعل حرباً كلامية وغير أخلاقية بين شعبي البلدين وتخرج موجات الغضب في المدن الجزائرية والمصرية ... والجماهير في البلدين تسب وتلعن في حين يكون الصمت المريب والتخاذل الذي لا حدود له عندما يتعلق الأمر بقضية قومية ... ألم أقل لكم أن هناك من حكامنا من يعمل على تهميش الوعي العربي بقضايا فارغة المضمون حتى يتسنى لهم البقاء في السلطة بغير إرادة الشعوب وهم في ذلك يستخدمون كل الوسائل والسبل التي تحقق لهم ذلك بدءاً من إقصاء الغير انطلاقاً من رؤية متبلدة تنفي حق الآخر في إبداء الرأي قولاً أو فعلاً من خلال الوسائل السلمية ... ولا ينكر أحد أن إقصاء الآخر أيا كان فكره وتوجهه يعطي المبرر لأحداث العنف وتاريخ البشرية حافل يمثل هذه الأحداث حيث تندلع الثوارت وتسيل الدماء ويسقط الضحايا عندما تصبح أبواب التغيير والتعبير السلمي مغلقة ... والملاحظ أن سقوط وانحطاط العديد من الأمم والشعوب كان بفعل الإقصاء والعرب في ماضيهم سقطوا عندما أصبح فكرهم وتوجههم أحادي ينكر التعدد ويؤمن بأفكار دوجماطيقية على كافة صعد الحياة من سياسية ودينية واجتماعية فالدوجماطيقي يزعم امتلاك الحقيقة مطلقاً مع عدم الإقــرار بإمكانية الخطا أو النقصان ... وهذه النوعية من البشر يرون أن أفكارهم وآرائهم مقدسة منزهة لا تقبل الجدال وبنظرة سريعة على ما يحدث في العالم العربي لأدركنا عمق المشكلة ... وزاد إحساسنا باليأس والخوف من المستقبل فقوى التسلط والاستبداد والطغيان وزمرتهم من أصحاب المصالح تزداد شراسة ... سلاحهم كل قوى السلطة يستخدمونها في البطش بالمعارضة ومحاكمات غير عادلة لا تخضع لأي معايير وكبح حركات التغيير السلمي والتدخل في حرية الاجتماعات وضرب لكل قوى المجتمع التي تسلك نهجاً معارضاً ... لم يعد في العالم العربي أي شيء يهم ... سوى الرغبة فى التسلط والبقاء على سدة الحكم انطلاقاً من شهوة السلطة وشبق المال ... أما عن الشعوب فمنها من أجير قسراً بفعل القهر الذي يصل أحياناً إلى التعذيب المؤدي إلى الموت أو العجز الكلي أو الجزئي داخل السجون والمعتقلات على النأي بنفسه عن المشاركة في العمل السياسي ...ومنهم أيضاً من رأي ... واعتقد كما يقول المصريون (مفيش فايدة) .
....... استأذن الزعيم سعد زغلول ... كي أكرر (مفيش فايدة )








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نذر حرب ووعيد لأمريكا وإسرائيل.. شاهد ما رصده فريق شبكتنا في


.. رغم تصنيفه إرهابيا.. أعلام -حزب الله - في مظاهرات أميركا.. ف




.. مراسل الجزيرة ينقل المشهد من محطة الشيخ رضوان لتحلية مياه ال


.. هل يكتب حراك طلاب الجامعات دعما لغزة فصلا جديدا في التاريخ ا




.. أهالي مدينة دير البلح يشيعون جثامين 9 شهداء من مستشفى شهداء