الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السفربرلك .. والخلافة العثمانية , والدونمة المتأسلمة ..؟؟

جريس الهامس

2010 / 6 / 8
القضية الفلسطينية


كان هذا الفصل الجديد ,, ولاأقول الأخير من فصول الدراما الفلسطينية بل العربية عموماً , مادامت التنمية الإقتصادية والإجتماعية والسياسية والديمقراطية ومؤسسات المجتمع المدني الحرة لم ترتفع فوق الصفر في دويلات ال ميم ميم ولم تتجاوز ال 1% في دويلات العين .. ثمرة متعفنة لتحركات مفصلية للمكارثيين الجدد الذين أنتجتهم توصيات تقرير " بيكر – هاملتون " التي وضعت الملف الإيراني على الرف والقضية الفلسطينية في البراد وصرف النظر عن أي تغيير في الشرق الأوسط والتاًمر مع الأنظمة لإجهاض المعارضات في المنطقة ... ولنا في قضية الصحراء الغربية التي تولاها – بيكر – منذ عشرات السنين خير مثال حيث تاّمر مع المخزن المغربي على أشلاء شعب الصحراء الجائع والمشرد في البراري وألغى الإستفتاء الذي أقره مجلس الأمن لتقرير المصير خدمة للتاج المغربي ... وهنا في المشرق العربي خدمة للصهاينة من جهة ولأنظمة الإستبداد والقمع الفاشي العربية من جهة ثانية ,,
ومن أهم التوصيات البيكرية السرية : العودة لاستخدام التيارات الإسلامية المنظبطة حول قدامي الإخوان المسلمين تحت أسماء وتلاوين وشعارات جديدة , مع الإفادة من خبرة الجدة بريطانيا التي كانت لها اليد الطولى في خلق هذه الجماعة في مصر يزعامة " حسن البنا" ثم السيد قطب والهضيبي وغيرهم ثم انتشارها لسوريا في خمسينات القرن الماضي بزعامة الشيخ مصطفى السباعي , ومحمد المبارك وغيرهما ..
وفي تركيا التي لاتقل أهمية استراتيجية في مخطط الهيمنة الأمريكية وحلف الناتو عن إسرائيل والنظام السعودي ,,كان اللوبي الصهيوني والمؤسسات العسكرية والمدنية المحيطة بالرئيس في البيت الأبيض والبنتاغون راضية مطمئنة بوصول الإخوان المسلمين في تركية للسلطة تحت إسم " العدالة والتنمية " .. وكان من مصلحة الهيمنة الهمجية الحالية للطبقة الوسطى الطفيليةالمسيطرة على العالم الحالي - أكثر من سابقتها الرأسمالية التقليدية - من مصلحة هذه الهمجية الإستهلاكية ( المستعمرة ) أن تأخذ تركيا الدور الرئيسي المساعد لحل قضايا الشرق الأوسط وفي مقدمتها القضية الفلسطينية لمصلحة إسرائيل في النهاية وليس ضدها ..؟ -- رغم عنصرية وهستيريا حكومة المجانين السبعة برئاسة ناتنياهو - ليبرمان – باراك -– المصغرة في إسرائيل –
تم كل ذلك بعد تهميش الدور العربي ووضع المبادرة العربية التي صدرت في قمة بيروت في الثلاجة والدور التخريبي القذر الذي قام به النظامان الفاشيان في دمشق وطهران في شق الصف الفلسطيني ودعم حماس وحزب ولاية الفقيه في لبنان ... وفي نفس الوقت إبراز دور إخوان مسلمي حماس ومعاملتهم كدولة مستقلة بعد كل الجرائم التي ارتكبوها كغيرهم بحق القضية الفلسطينية وانفرادهم بالسلطة بعد إنقلابهم الدموي المعروف في غزة على أشلاء رفاق الأمس الذين اغتيلوا وألقيت جثثهم من فوق أسطح المباني إلى شوارع غزة ,وتكسير تماثيل الشهداء ,,,
بعد كل ذلك لم نستغرب زيارة وفد كبير من أعضاء الكونغرس الأمريكي إلى غزة ,وإشادة مشعل بأمريكا علنا قبل حادثة " أسطول الحرية " بثلاثة أيام فقط ,, ولقاء الرئيس الروسي ميدييف لخالد مشعل أثناء زيارته الشهر المنصرم إلى دمشق , وزيارة مشعل وهنية لموسكو وطهران بعد أيام فقط واستقبالهم كممثلين رئيسيين للشعب الفلسطيني بعد تهميش منظمة التحرير الفلسطينية .الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني – رغم كل أخطائها وتنازلاتها الكارثية من أوسلو حى اليوم التي انتقدناها بمرارة مراراً --.
في نفس الوقت وبتشجيع من الولايات المتحدة ترتفع وتيرة أضطهاد وعذابات شعوب المنطقة ,,فالغارات والمذابح المبرمجة ضد الشعب الكردي وحزب العمال الكردي في كردستان تركيا وتطاولاً لشمال العراق مستمرة , وتتلاقي في كردستان العراق مع هجمات الحرس الثوري الإيراني على أكراد غربي إيران .. عبر تنسيق مشترك ..
وفي نفس الوقت اغتال المتأسلمون الأتراك رئيس أساقفة مدينة إنطاكية ظلماً وعدواناً في مطلع حزيران الحالي ... فهل يشتاق الزاحفون خلف الأتراك والذين يرفعون العلم التركي فوق رؤوسهم بعد أن ألقوا بأعلامهم العربية في وحل الإستسلام , هل هم مشتاقون إلى عهد سياسة التتريك والخلافة العثمانية والباب العالي وسفر برلك جديدة .؟؟؟
رغم احترامنا الشديد للشهداء الأترك التسعة الذين سقطوا برصاص القراصنة الصهاينة أمام شاطئ غزة على ظهر السفينة مرمرة ؟؟
وفي سورية رغم الرعب الذي يهيمن على مفاصل النظام الأسدي من اعتماد أوباما التيار المتأسلم الأمريكي الذي أسقط شعار ه الدائم ( حاكمية السماء و – الإسلام هو الحل ) ترتفع موجة الإعتقالات والمحاكمات الصورية لمعتقلي الرأي والضمير من المناضلات إلى المناضلين يومياً من أبناء شعبنا العربي بكل تلاوينه وقومياته .. ..ولم يجرؤ على السماح للإخوان المسلمين السوريين - التائبين - بالعودة بشكل جماعي لبلادهم رغم انسحاب معظمهم من المعارضة السورية وإعلان توبتهم ودخولهم إلى الداخل ..؟ ولهذانرى وريث العرش الأسدي يسرع إلى أنقرة لتأييد نجاح القفزة التركية إلى قلب المنطقة وجعلها النفوذ الإيراني يلهث خلفها مهدداً بإرسال الحرس الثوري وصواريخ حزب الله لحماية الأساطيل المصطنعة ؟؟؟وهو يترنح أمام فرض العقوبات الجديدة عليه في مجلس الأمن ...
وريث العرش الأسدي مستعد للرقص على أي نغم يحفظ له البقاء على الكرسي ,, دون أن يعلم هذا الجلاد الصغير إن البساط قد يسحب من تحته قريباً بعد إهترائه وإمتلائه بالحشرات وبيوضها السامة التي تهدد المنطقة بأكملها ...ولن يستطيع اللوبي الطائفي الواضح المعالم في الداخل والخارجي حمايته رغم تنسيقه مع اللوبي الصهيوني منذ عام 1970 على الأقل حتى اليوم ,,؟؟؟
أما المعارضون السوريون الذين مازالوا يتغنوا بعدالة الراشدين ويدعون للرشاد في مواضيعهم المتناقضة بين العلم والخرافة وبين رواسب الإستبداد التراثية والإبتهال للديمقراطية والعدالة , علهم يخرجوا من نفق الضياع ومن قوقعة النرجسية والشخصنة والدكاكين القديمة .. ويجدوا أية صيغة لبناء جديد فاعل وقابل للحياة بقيادة جماعية وبرنامج وطني ديمقراطي سداه ولحمته الجماهير الجائعة المستعبدة وليس تجار الشنطة , ومناضلو الفنادق ..؟؟؟
وبعد هذا تكون أمريكا قد نجحت في تحجيم الدور الإيراني من جهة وتأديب عصابة ناتنياهو المجرمة المستهترة حتى بأبسط العلاقات الديبلوماسية والأدبية مع سيدتها وحاميتها أمريكا ,, هذه العصابة التي تخبط خبط عشواء ضمن دائرتها السادية والعنصرية المجرمة .. تم كل ذلك في رأيي في عملية منضبطة ومدروسة لن تتطور العلاقات التركية الإسرائيلية إلى الأسوأ بعدها رغم رفض إسرائيل لجنة التحقيق الدولية ..
أما الذين جعلوا القفزة الأمريكية التركية إنتصاراًللإسلام والمسلمين ووجدوا فيها مناسبة لطرح سمومهم عبر فضائية – الشيخ حمد – جزيرة التضليل والشعوذة – بجانب مركز القيادة الأمريكيةالعسكرية الأولى في العالم –في قطر - ... وهذه نماذج من شعاراتهم -- : أهلاً بالخلافة العثمانية – البطل أردوغان صدام العرب – أردوغان سيد العرب – سورية فخورة بأمثالك سيدنا – عاشت سورية – قطر – تركيا – الإسلام هو الحل – يا مسلمي العالم إتحدوا – لن يحرر الإسلام إلا الإمام المهدي --- أردوغان أمير الأمة الإسلامية – الخليفة القادم محرر فلسطين – صلاح الدين فيك يا أردوغان -- هذا غيض من فيض من أضاليل وسموم فضائية الشيخ حمد مايسترو المصالحات العربية وراعي الوصاية الأسدية على لبنان اليوم ,,,,وهو الذي زار إسرائيل سراً عدة مرات ونشرت فضائحه مرات على النت ...؟؟
وجاء تصريح زعيم الإخوان المسلمين في مصر الأخير القاضي بقبولهم نظام الدولة المدنية غير الدينية في مصر ضمن هذا السياق الأمريكي الأوبامي – التركي – الإسرائيلي في مواجهة النفوذ الإيراني من جهة والتيار الوطني الديمقراطي العلمي من جهة أخرى ...
.......
وأعتقد أنها البداية التي وعد بها أوباما في جامعة القاهرة في الرابع من حزيران من العام الفائت ... بواسطة الأداتين المضمونتين لأمريكا – تركيا وإسرائيل – اللتين ستلتقيان مجدداً على مائدة حلف الناتو ومجموعة المتوسط الساركوزية ,, وسيذهب ناتنياهو صاغراً إلى البيت الأبيض لتقديم الطاعة لأسياده ,,
للبحث تتمة – لاهاي – 8 / 6








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مقال عميق وكاشف لالغاز كثيرة
محمد البدري ( 2010 / 6 / 8 - 13:04 )
منذ جعجعة تركيا الاسلامية بعد وصول الاسلاميين الي للحكم فيها لم يخرج لنا مقال دسم وعميق مثل هذا المقال. فاحداث اسطول الحرية كشفت كيف ان اللعب مهما تعددت اساليبة فهو في النهاية لخدمة دولة اسرائيل ومعها مزيد من تكبيل المجتمعات الاخري في المنطقة من الانطلاق تحت اي مشروع او اي فكر اللهم الا بقاء الاسلام السياسي ينهش ويبدد قدراتهم. وساعد الاستبداد العربي ممثلا في نظام البعث السوري بجريه وراء بقائه وحفاظا علي ذاته من اللعب علي نفس الوتر دون ان يدري ان البساط سينسحب من تحت مؤخرته وستعم بعدها الفوضي بسبب الاسلمة السياسية وسيكون فك الحصار عن حماس وليس غزة (شعبا ) كنواه لمشروع الفوضي. وهذا هو مشروع الوجه الاخر لخطاب اوباما بعد ان كانت هناك فرص كثيرة لدي المنطقة لاتباع الوجه الاول للخطاب. وسيبقي السؤال كيف ستلعب تركيا هذا الدور الخبيث وتنجو في نفس الوقت من امراض الاسلام السياسي؟ شكرا وتحية للفاضل المحترم استاذ الهامس.


2 - صخرة هو جريس الهامس
الحوراني ( 2010 / 6 / 8 - 18:01 )
تحليل دقيق ، الدور التركي مدروس وتحت السيطرة الامريكية والاسرائيلية ، تركيا لها دور جديد في المنطقة مطلوب منها امريكيا ، الدونمة موجودون في كل مفاصل الدولة التركية ، ولكن سنية الاتراك يسهل كثير من الامور للمخطط المرسوم


3 - السيد جريس الهامس
رفيق أحمد ( 2010 / 6 / 9 - 05:32 )
هل هذه نهاية أردوكان و من أحسن إليكم ؟ إن قطر تقوم بدور عطيم ما قامت به ولا دولة عربية , كلهم متطرفين أما الأمير فيعمل عن وسطية واعتدالية لذلك الأسد حط يده معه ومستقبلنا مع تركيا نصيرتنا أم تطمعوا بالأجنبي لينصركم ؟ والله لا تعوفوا مصلحتكم للاسف


4 - أحسنت
نبيل السوري ( 2010 / 6 / 9 - 06:28 )
مع رجاء متابعة فضح نظام النهب والقمع والخيانة الذي يتاجر بكل شيء في سبيل البقاء والبغاء


5 - يعيد التاريخ نفسه بسخرية فاقعة
فاضل الخطيب ( 2010 / 6 / 9 - 07:46 )
يتسابق المناضلون -المؤمنون منهم والعسكريون- لبورصة غزة وأخذ حصصهم من أشلاء فلسطين! ويساهم بعض حكام الغرب إعطاء حصة لحماس وتعود فلسطين إلى نصف قرن للخلف. مشعل ينتزع اعتراف شبه دولي مقابل بقاء إمارة غزة، أردوغان ينتصر على هلوسات نجاد ويتقاسم النفوذ مع إسرائيل في المنطقة..!ا
مبادرة جديدة ترعاها تركيا بدعم أميركا وبدل أوسلو نبدأ من مدينة سياحية تركية مع أوغلو، ويأتينا عمر موسى جديد، ويتابع نظام موسى يرعى أنظمتهم من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر.. ونتابع خطاب الجلباب. والعقل في إجازة
أحييك بكل الود


6 - تحية للإخوة المعلقين ؟
الكاتب ( 2010 / 6 / 9 - 15:12 )
للصديقين العزيزين البدري والحوراني كل الشكر والتقدير لتقييمهما العلمي الصادق وللأخ نبيل أمل أن يثق بمانكتب لأننا نؤمن أن النظام الأسدي صنيعة أمريكا وإسرائيل دون أي شك , وأن يراجع كل مانشرناه حتى اليوم منذ أربعة عقود مع تجياتي ...
أما الصديق الغالي المناضل فاضل الخطيب فتكفينا طلتك علينا في هذه الغربة المريرة أّملين اللقاء الأجدى دوماً مع الشكر ... لنصفع دوماً عملاء النظام وحملة المباخر والمزامير في جوقته من وعاظ السلاطين وخدمهم وشكراً أتمنى للجميع الخير والتقدم ..

اخر الافلام

.. الانتخابات التشريعية الفرنسية.. مفاجآت الجولة الثانية!


.. غداة الانتخابات التشريعية.. رئيس الوزراء الفرنسي أتال يقدم ا




.. رغم إصراره.. اجتماع لكبار الديمقراطيين لبحث مستقبل بايدن


.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - أبو عبيدة: عززنا القدرات الدفاعية




.. رئيس الوزراء الفرنسي أتال يعلن تقديم استقالته لرئيس الجمهوري