الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أيها المهاجرون في فنلندا : أحذروا الفتنة !

يوسف ابو الفوز

2010 / 6 / 8
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


في وسائل الاعلام الفنلندية ، صحافة وتلفزيون ، يتكرر وبألحاح ، وكخبر رئيس ، خبر شجار بين مجموعة من الشباب الاكراد العراقيين والصوماليين ، حصل مساء السادس من حزيران . والخبر اخذ اهتماما كبيرا بسبب اجراءات الشرطة الفنلندية ، التي اغلقت مدينة الالعاب في العاصمة الفنلندية ، هلسنكي ، مكان الشجار ، وبساعة قبل موعد اقفالها الرسمي ، واخرجت من المدينة تسعة الاف زائر مما سبب حالة كبيرة من الفوضى والتساؤلات امام حجم المبالغات في ما حدث ، رغم ان الشرطة حاولت توضيح ان الاجراء احترازي وان الامور تحت السيطرة وان مدينة الالعاب فتحت ابوابها بشكل طبيعي في اليوم التالي .
في هلسنكي ، هذه الايام ، وبسبب من اعتدال الجو والايام المشمسة التي تعتبر نادرة في فنلندا ذات المناخ البارد القاسي ، فأن مدينة الالعاب ، التي افتتحت لاول مرة عام 1950 ، وتقع وسط العاصمة هلسنكي وتمتد على مساحة 75 الف متر مربع وتستقبل يوميا الاف الزوار، تغص دائما بالزائرين القادمين من العاصمة وضواحيها ومدن قريبة ، خصوصا من الأطفال والمراهقين وعوائلهم لقضاء ساعات مرح سواء في ركوب المراجيح ودولاب الهواء والقطار السريع وحوالي 40 نوعا من الالعاب المسلية ، او التفرج والاستمتاع بأجواء المرح والألفة . ومؤخرا ، ومع موسم الصيف ، اعلنت مدينة الالعاب عن جملة من التخفيضات في الاسعار مما جلب المزيد من الزوار خصوصا من الاطفال . في مساء السادس من حزيران ، وحسب مصادر الشرطة ، وشهود عيان ، حصل توتر في احد طوابير الانتظار ، حين حاولت ثلاث فتيات تجاوز مجموعة اخرى تنتظر دورها في ركوب احد الالعاب ، مما اثار غضب احد النساء المرافقات وعلا صوتها ، واندلع الشجار بين النساء المرافقات للاطفال ، وسرعان ما انضم بعض الشباب الى الشجار، وسرعان ما كبرت الدائرة وتحول الى شجار بين مجموعتين من المهاجرين ، من الاكراد والصوماليين ! الصحافة ، وحتى مصادر الشرطة ، تذكر رقما يصل الى 150 شخصا للذين اشتركوا في الشجار ، الا ان متابعتنا وسؤالنا للعديد ممن كانوا يوم الحادث في المكان وقريبين اليه ، قالوا بأن الرقم المذكور مبالغ فيه كثيرا ، ونعتقد أن المقصود هو ربما عدد التجمع الذي صار اثناء الحادث ، والمساهمين في محاولة تهدئة الامور وفض العراك ، فحسب العادات الشرقية وكما هو معروف أنه في اي شجار يكون عدد من يحاولوا ان يكون رسل سلام وصلح اكثر من المتشاجرين (في العراق نقول : الحواجيز اكثر من العراكة ) ومع الضجيج وطبيعة الاصوات بالنبرة العالية لعموم الموجودين من المهاجرين ، والحديث بلغات ثانية ، غير الفنلندية ، فأن مصادر الشرطة وضعت الجميع في سلة واحدة ، خانة المتشاجرين !
ووجدتها بعض وسائل الاعلام الفنلندية مادة غنية لتعلكها صباحا ومساءا . أن خطورة الامر تكمن هنا في محاولات البعض ، خصوصا البعض من وسائل الاعلام ، في تصوير الامر وكأن ثمة سوابق للامر بين المجموعات الاثنية المهاجرة ، ففي تعليق قصير لاحد المواطنين الاكراد على الحادث بثه التلفزيون الفنلندي ، اقتطعوا جملة معينة ومقصودة من كل حديثه ، الذي قال لنا انه استمر معهم اكثر من نصف ساعة وحاول فيه ان يسفه من الامر ويقلل من نتائجه ، لكن معد البرنامج اقتطع من حديثه فقط مثالا حصل قبل اكثر من سنة ، وذكر عرضا، حول امرأة صومالية حاولت التدخل في خصوصيات فتاة كردية واحتجت على ذهابها الى المسبح العمومي وارتداء مايوه سباحة . ان بعضا من الصحفيين يحاول اقتطاع امثلة شاذة ، يمكن ان تحدث في كل مكان ، ومع اي جماعة اثنية ، وتعميمها وتحويلها الى قاعدة لتسليط مزيد من الضوء عليها وتضخيمها لينشر قناعة وكأن هناك تأريخ وذيول للقضية وابعاد عرقية ودينية مذهبية .
يعيش في فنلندا ، في عموم مدن البلاد ، حوالي 150 الف مهاجر اجنبي ، وهو رقم يقل بكثير عن كل دول الشمال الاوربي ، ناهيك عن دول الاتحاد الاوربي ، ويتوزع هذا الرقم على حوالي 130 جنسية ، واهم الجنسيات هي من روسيا وأستونيا والسويد والصومال وصربيا والصين والعراق وألمانيا، ويبلغ عدد العراقيين المقيمين في فنلندا حوالي سبعة الاف عراقي فقط ، يشكل الاكراد منهم نسبة 56 % يتركزون في العاصمة هلسنكي ، ومدينة توركو ، وبدأ عدد العراقيون اللاجئين الى فنلندا يزداد مع مطلع تسعينات القرن الماضي ، اما المهاجرين من الصومال ، فيبلغ عددهم حوالي اثنا عشر الفا مهاجرا، وكانت اولى دفعات من اللاجئين الصومالين وصلت في فنلندا عام 1990 ، وكانت مجاميع صغيرة من العراقيين قد سبقتهم بعدة سنوات .
ولا يخفى على كل المهاجرين المقيمين في فنلندا، ولكل متابع للشؤون الفنلندية، ان الازمة الاقتصادية العالمية بلغت فنلندا ايضا ، واصابت اقتصادها ، وتسببت في العديد من الاضرابات عن العمل لقطاعات الصحة والتربية والتعليم والنقل والخدمات، وذلك من اجل تحسين مستواهم الاقتصادي والمعيشي ، فمع ثبات معدلات الاجور وارتفاع الضرائب ،ترتفع اسعار السكن والنقل والمواد الغذائية ، وارتفعت نسبة البطالة لتصل الى معدلات غير مسبوقة في العقد الاخير حيث بلغت هذا العام 2010 نسبة 8.50 % بينما كانت في العام الماضي 6.40 %، علما ان اعلى نسبة الارقام للعاطلين عن العمل هي بين العراقيين والصوماليين، حيث تبلغ بين الصوماليين نسبة 55% والعراقيين 61 % ، وما لذلك من تبعات ونتائج اجتماعية ، اضافة الى ان الحكومة الحالية تعاني مشاكلا جدية عديدة ، نتيجة سياستها الاقتصادية التي اعتمدت الخصخصة والتراجع والالتفاف حول منجزات ومكاسب حققها الشعب الفنلندي بنضالاته المطلبية الطويلة ، وهذه قادت الى ازمة سياسية ، فهناك حاليا اتهامات من احزاب المعارضة للحكومة اليمنية الحالية حول فساد وبوادر رشاوي في البرلمان والحكومة ، وأيضا اعتماد سياسة خاطئة مع الاجانب ساهمت في ارتفاع نسبة الحوادث العنصرية ، وللاسف يلعب قطاع من الاعلام دورر سلبيا ، وخاصة الصحافة الصفراء التي تبالغ وتضخم كثيرا في الحوادث .
وعليه فأن ابناء الجاليات الاجنبية ، من عرب واكراد وصوماليين وغيرهم ، يتطلب منهم الانتباه الى ان لا يجعلوا الامور تنجر وتصل الى نتائج سلبية اكبر ، وتتحول الى فتنة ، وان لا يمنحوا الفرصة لبعض القوى السياسية لاستخدامهم ككبش فداء في الازمة السياسية والاقتصادية الحالية ، فهناك من يهمه اشغال المواطن الفنلندي عن المشاكل السياسية والاقتصادية ، والتغطية على ما يحصل من ارتفاع في الاسعار ، والانخفاض في الاعتمادات للخدمات الصحية ، وليجعل المواطن الفنلندي ينشغل بشجارات عابرة لمراهقين حول من يصعد اولا الى دولاب الهواء ، ومحاولة تصوير الامر وكأن له ابعاد دينية مذهبية او عرقية .، فلا تستغربوا ان رأيتم بعض السياسيين سيعلكون الامر وسيتداولونه تحت ستار متابعة الامن الاجتماعي ، وسيأتي من بربط ما يحدث بملفات سابقة عن اوضاع المسلمين في عموم اوربا ، ليجعلوا بعضا من المواطنين الفنلنديين يظنون ان وجود الاجانب في فنلندا هو من اسباب ازماتهم الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وربما الجنسية !!. ان منظمات المجتمع المدني والمؤسسات السياسة لابناء الجالية من كل الجنسيات مطالبة بالتحرك السريع والمدروس للتعاون والتنسيق ، مع بعضها البعض ، ومع القوى الفنلندية الصديقة والمخلصة ، وتوجيه افراد الجاليات الى عدم الانجرار لاي خلافات ظاهرية تستغل ضد وجودهم الشرعي كمواطنين لهم حقوق يتمتعون بها كما ان عليهم واجبات يؤدونها، وفي المقدمة احترام الانظمة والقوانين وعادات البلاد ونظامه .

سماوة القطب
8 حزيران 2010








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بورك فيك استاذ يوسف تقريرمهني راقي وحيادي
اكاديمي مخضرم ( 2010 / 6 / 8 - 20:32 )
شكرا استاذ عى هذا النص الجميل
اني من تجربتي الخاصه فان الاندماج وتقوية الاواصر مع اهل كل بلاد
طريقة حاسمه في ايصال المشاكل الى حدها الادنى
ثم رجاء اراك تذكر الصوماليين كابناء شعب واحد وهو امة متشعبة الخصوصيات
وممزق ومتقاتل ربما من عقدين من الزمان اما العراقيين فتسميهم اكرادا وعراقيين - الا لعنة كل الخيرين على العنصريه والتفكيك الاقطاعي المجرم لوحدتنا الوطنية العراقيه
اخي بدل الاجتماعات الحزبيه والندوات السياسيه قوموا بفعاليات ثقافيه
انا خرجت للدراسه عام 56 وكره الاجانب كان شديدا لقربنا من الحرب الثانيه وانتشار النازيه وتداعياتها فاشعوب المضطهده كانت تريد ان تثاءر لكرامتها باهانتها للاخرين كنا نكثر من الحفلات الراقصه الطلابيه الشبايبه وبالمجان للجميع ونحصل على اجرة القاعه من مبيعات البوفيت وحتى هنا كانت اسعار بوفيتنا بسع الحوانيت وكانت حفلاتنا تتخللها مقاطع غناء او مسرح من امم المشاركين او اصحاب الحفله اخي الثقافه تهذب النفوس والسياسه خصوصا كالتي في الشرق الاوسط تشنج النفوس بل وحتى الصخر
ثم شجعوا على الزواج المختلط وفهموا الناس ان الشرف ليس وذرة لحم
الشرف ثقافه وموقف واراده


2 - أكبر العيب أن تعيب ما فيك مثله
حنين الشــوق))) صوماليه وكلــي الفخر ( 2012 / 1 / 22 - 03:31 )
اكاديمي مخضرم:- ثم رجاء اراك تذكر الصوماليين كابناء شعب واحد وهو امة متشعبة الخصوصيات وممزق ومتقاتل ربما من عقدين من الزمان

رد لكلامك الغير لائق الدي وصفته بأخوانك الصوماليين الدين هم من لحمك ودمك
الاتكفيك الاسلام او العروبه التي تجمعنا ،،،كم انت غريب يا اكاديمي مخضرم ؟!!!بجد غريب
يا من تعيب والعيب فيك متشعب*** كم عيب فيك وأنت تعيب
شعب الصومالي الدي يعاني من حالة فوضى والاضطرابات السياسية وسط حرب أهلية استمرت منذ سنوات للعلم انه لايوجد لدينا طائفيه ولا احتلال امريكي بل فصائل سياسيه فقط
ومع هدا وصفتنا بأمه متشعبه الخصوصيات وممزقه ومتقاتله !!! هههه شر البليه مايضحك
الطائفيه والفصائل السياسيه المعارضه والاحتلال الامريكي ....كل هده البلاوي الي فيكم وتقول عن أنفسكم انكم أمه واحده..افااا عليك
رغم انني لم أحب أن اقول هدا الكلام ولي هي الحقيقه المره الا انني لم استطع عن سكوت عن كلامك المستفز لاخوتك الصومالييين.ولا أدري كيف تسمح الاداره والمسؤليين عن صفحه ان تكتب على صفحتكم كلام مسيئ عن شعب حر ..... على عموم أوجه شكري الخاص للأخ يوســـف أبو الفوز الاهتمامه الخاص للمصالحه


3 - أكبر العيب أن تعيب ما فيك مثله
حنين الشــوق))) صوماليه وكلــي الفخر ( 2012 / 1 / 22 - 03:35 )
اكاديمي مخضرم:- ثم رجاء اراك تذكر الصوماليين كابناء شعب واحد وهو امة متشعبة الخصوصيات وممزق ومتقاتل ربما من عقدين من الزمان

رد لكلامك الغير لائق الدي وصفته بأخوانك الصوماليين الدين هم من لحمك ودمك
الاتكفيك الاسلام او العروبه التي تجمعنا ،،،كم انت غريب يا اكاديمي مخضرم ؟!!!بجد غريب
يا من تعيب والعيب فيك متشعب*** كم عيب فيك وأنت تعيب
شعب الصومالي الدي يعاني من حالة فوضى والاضطرابات السياسية وسط حرب أهلية استمرت منذ سنوات للعلم انه لايوجد لدينا طائفيه ولا احتلال امريكي بل فصائل سياسيه فقط
ومع هدا وصفتنا بأمه متشعبه الخصوصيات وممزقه ومتقاتله !!! هههه شر البليه مايضحك
الطائفيه والفصائل السياسيه المعارضه والاحتلال الامريكي ....كل هده البلاوي الي فيكم وتقول عن أنفسكم انكم أمه واحده..افااا عليك
رغم انني لم أحب أن اقول هدا الكلام ولي هي الحقيقه المره الا انني لم استطع عن سكوت عن كلامك المستفز لاخوتك الصومالييين.ولا أدري كيف تسمح الاداره والمسؤليين عن صفحه ان تكتب على صفحتكم كلام مسيئ عن شعب حر.على عموم أوجه شكري الخاص للأخ يوســف أبو الفـــوز لاهتمامه الخاص بالمصالحه بين اخوته


4 - تاييد
ghassan ( 2012 / 5 / 16 - 23:35 )
موضوع جميل ولاكن هل من مجيب من الحكومه الفنلنديه .....جواب لا.ولاكن ازدياد حاصل
للعنصريه شي اكيد .


5 - مسلمون ام ماذا؟!!!
سارا ( 2012 / 7 / 16 - 10:27 )
لا استغرب من دخول بعض الشباب العراقيين في خلاف مع الصومالييين اذ انه امر بديهي ناسف لسماع ذلك ((بدلا من ان يكونوا يدلا واحدة يدخلون في شجارات و ياخذهم التكبر والتعصب الاعمى نحن نعلم ان الشاب العراقي يدخل في شجار ويوذي الطرف الاخر ويقتل فقط لمجرد انه تمت الاساءة اليه بكلمة فقط
ابتعد العراقيون عن الديننا الحنيف ونسينا اقوال وافعال ائمة ال البيت عليهم السلام (نسينا كظم الغيظ والعفو والتسامح
هولاء الشباب يجي ان يكونوا قدوة في ذلك البلد وهم الانتسسبوا بالخزي والعار وانا شخصيا رايت وسمعت كيف يتعاملون مع من لهم بشرة سوداء و كيف يطلقون العبارات والكلمات مستهزئين
كفاكم يا شباب العراق بعدا عن الدين حبذا لو كنت قد قرات بان الجالية العراقية اجتمعت لمساعدة العراق في الداخل عوضا عن انهم دخلوا في خلاف مع خالية مسلمة من بلد اخر!!!!!

اخر الافلام

.. الشيف عمر.. طريقة أشهى ا?كلات يوم الجمعة من كبسة ومندي وبريا


.. المغرب.. تطبيق -المعقول- للزواج يثير جدلا واسعا




.. حزب الله ينفي تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي بالقضاء على نصف


.. بودكاست بداية الحكاية: قصة التوقيت الصيفي وحب الحشرات




.. وزارة الدفاع الأميركية تعلن بدء تشييد رصيف بحري قبالة قطاع غ