الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مدافع الحرب الباردة في المنطقة الخضراء ..

جاسم المطير

2010 / 6 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


مدافع الحرب الباردة في المنطقة الخضراء ..
لا ادري كيف ستنتهي (الحرب الباردة في المنطقة الخضراء) بعد أن اشتد أوارها خلال الصراع بين رئيس الوزراء نوري المالكي ومكتبه ومستشاريه وبين احمد البراك رئيس هيئة حل المنازعات حول الملكية العقارية . كان الصراع بينهما منذ زمان طويل ، كما يبدو ، لكنه من نوع (الصراع السري) الذي يضغط فيه كل واحد منهما على الآخر في ضوء المصالح الخاصة ، البعيدة عن مصلحة الوطن والناس . كان كل من البراك والمالكي مشدودا إلى اتجاه معين قد ينصره على الآخر بأساليب مبتعدة كثيرا عن الديمقراطية والشفافية . كان الطرفان طيلة السنوات الأربع الماضية صامتين قسرا عن مواجهة الآخر . لا المالكي يتهم البراك بالفساد الإداري ولا البراك يتهم المالكي بنفس الفصيلة من التهم ولا احد غير بعض المستشارين والمحيطين بالطرفين يعرف وربما بصورة موجزة تفاصيل العلاقة والخلاف بين الرئيسين المتوترين .
لكن لحظة انفجار أنبوب العلاقة حلت يوم 6-6- 2010 على صفحات جريدة " الحياة " اللندنية انكشف فيها فقدان توازن العلاقة الجوهرية بين القطبين المتصارعين بعدما قرر رئيس الوزراء أو (مجلس الوزراء) تنحية احمد البراك من منصبه بــ(أسلوب انقلابي) تم فيه استخدام )قوة بوليسية ( احتلت مقر البراك وأطاحت به ، بوظيفته وبسلطته ، مما أفضى إلى تعيين رئيس جديد (وكالة) لهيئة فض النزاعات العقارية ، يقال أنه من نفس فصائل دم بعض مستشاري نوري المالكي، قرابة وطائفة ، مما دفع برئيسها احمد البراك ، المنحى من قبل الرئيس المنتهية ولايته ، أن يلجا إلى الصحافة مقدما بعض المعلومات ، التي يعتقد أنها السبب في تنحيته بتأكيده على اتهامات بالفساد المالي وبالمتاجرة بأملاك المواطنين العراقيين من قبل رئيس الوزراء ومكتبه وحزبه . هذا اتهام خطير وكبير ، نستكشف من وراء ستاره عمق الصراعات الساخنة في دوائر الدولة العليا ، وبين قادتها ، بينما ردت مجموعة نوري المالكي الاستشارية من خلال طعون كثيرة بالسيرة الوظيفية لرئيس فض المنازعات حول بعض دعاوى ومشكلات الملكيات العقارية بالمنطقة الخضراء ، التي تتداخل فيها الكثير من المشروعات السياسية والمالية والاقتصادية المدانة بالفساد ، والتي تمثل جزءا كبيرا من علامات (الحرب الباردة) بين القوى الإسلامية السياسية خصوصا ، حيث (العيون الرقابية) بينها تتسابق والتصريحات تتصارع وتتبادل اتهامات الفساد وهدر المال العام أو نهبه . كما وجدنا خلال الأشهر الأخيرة من عمر البرلمان العراقي أن هناك أكثر من اتهام غير مشكوك فيه عن قيام اغلب أعضاء البرلمان نفسه ، حالهم حال الكثير من الوزراء الطامعين وكثير من المستشارين الفارعين ، قد لعبوا بالمــُلك حتى سقط الكثير من أراضي الدولة وأملاكها في المنطقة الخضراء وعلى ضفاف نهر دجلة ، وغيرها من مناطق بغداد المشرقة ، ضحايا تحت أقدامهم بأرخص الأسعار ، بعيدا عن القيم الأخلاقية .
لقد تم استقطاب المواقف الشخصية في كل دائرة ومبنى من دوائر ومباني المنطقة الخضراء وبانت ثورات غضب صحفي بين احمد البراك ونوري المالكي ، من دون تحديد مسئولية كل طرف من الطرفين المتناقضين في القضايا المتعلقة بالفساد ، خصوصا وان الاتهامات المتبادلة تحتشد أمام أنظار وأسماع المواطنين العراقيين من دون القدرة على تحديد من هو الصادق ومن هو الكاذب ومن هو الناهب ، إذ بإمكان كل طرف أن يستخدم وسائل الإعلام ليسخر من الطرف الآخر ، ليقلب وقائع التاريخ كيفما يشاء ، في فترة من فترات (الفرصة) في مسرحية العملية السياسية العراقية ، التي طالت 3 شهور ، بلا برلمان ، بلا حكومة ، ومن دون اعتبار مصلحة الوطن والشعب .
المشكلة اليوم هي قدرة كل من نوري المالكي ومستشاريه واحمد البراك أن يفرضوا على الشعب غموضا في مواقفهم ، ولبسا في تصريحاتهم ، مما يؤدي إلى خسائر جسيمة في الوقت والجهد في دولة لا ادري هل بإمكاني القول أنها (دولة منتهية ولايتها) أم أنها (دولة من نوع سيء) لا تكترث بأي شكل من أشكال مبادئ سيادة القانون . كما أنها لا تكترث بالصرخات التي يطلقها أبناء الشعب ، يوميا ، بوجه المسئولين الحكوميين ، الذين لا يستطيعون التفريق بين الزمان والمكان ، بسبب قطيعة قادة الدولة مع مصالح الشعب بما يملكه أكثرهم من جاه ومال هو الأثمن والأرقى بنظرهم جميعا وفي مقدمتهم رئيس الوزراء المنتهية ولايته ، حيث يستغلون (الحرب الباردة في المنطقة الخضراء) لكي يحققوا أحلامهم في المكاسب الرأسمالية فينقلوا أنفسهم إلى مرحلة قيادة الطبقة البورجوازية الجديدة في العراق الجديد ، التي تعني في جوهرها هزيمة الديمقراطية والعدالة الاجتماعية .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بصرة لاهاي في 9 – 6 – 2010








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - صديقي الرائع جاسم المطير
محمد الرديني ( 2010 / 6 / 9 - 03:30 )
تحية شوق اليك وارجو ان تصلك كلماتي وانت بخير وعافية رغم انك لاترد على تحياتي عبر الايميل
المهم لابد انك تتذكر في ايام اشباب كنا نمر على سوق الجمعة في البصرة لنتفرج على مباراة-عركة- الديوكة التي استقطبت جماهير من محبي الفضول ومشاهدة هذا الصراع الذي ينتهي دائما بجروح خطيرة في كليهما
ورغم هتافات التشجيع للديك الاقوى والفائز من قبل الجماهير المحتشدة الا ان النهاية تريهم كم هو مثخن بالجراح هذا الديك الفائز
اما الديك الخاسر فقد انبطح على الارض ورفع قدميه الى السماء وكأنه يقول هل من دجاجة تروي لي غليلي
تحياتي صادرة من الشريان الابهر الذي يستقبل الدم ولا يخرجه ابدا


2 - اقتحام مقر ارهاب
محمود ( 2010 / 6 / 9 - 23:24 )
ان اقتحام مقر البراك بقوة بوليسية تضع علامات استفهام كبيرة والسؤال هو
لماذا لم تؤخذ الامور الرسمية والقانونية بنظر الاعتبار من قبل المالكي
هل هناك عقود سرية وخطرة لاجل سرقتها او اخفائها او توقيعها
فعملية اقتحام مقر من قبل رئيس الوزراء ليس مجرد صراع وانما علامات استفهام كثيرة

اخر الافلام

.. ترقب نتائج الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية المبكرة..


.. مفاوضات الهدنة.. ضغوط متزايدة على نتنياهو لقبول الاتفاق




.. الناخبون الفرنسيون يصوتون في الجولة الثانية من الانتخابات ال


.. اعتراض صواريخ في سماء جبل ميرون أطلقت من لبنان




.. قوات الاحتلال تقصف مدرسة العائلة المقدسة في غزة