الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سر معاداة العراق

حمزة الشمخي

2004 / 8 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


من يتتبع الشان العراقي بكل تفاصيله وظروفه وتعقيداته ومستجداته , وعلاقته مع دول الجوار العربية والاقليمية منها , لا يمكنه للوهلة الاولى معرفة واكتشاف سر تصاعد معاداة العراق من قبل بعض الدول المحيطة به , وخاصة بعد سقوطالنظام الدكتاتوري في 9 نيسان 2003 وهزيمته السريعة والمفاجئة للبعض منهم . وحصول تطورات ومتغيرات ومستجدات سياسية كثيرة على صعيد الوضع العراقي بعد الاحتلال الامريكي وحلفائه , ومحاولات الحركة الوطنية العراقية بكل اطيافها العمل من اجل تكوين اطار وطني فاعل وقادر على مواجهة الاحتلال بكل الاشكال والاساليب والطرق النضالية , وهذا يتطلب بالتاكيد الدعم والتضامن والمساندة الفعلية من قبل دول الجوار قبل غيرها .
لكن للاسف نرى ان سياسات وتوجهات واعمال البعض من الجيران لا يؤكد ذلك , بل تساهم وتعمل بشكل مباشر وغير مباشر على تخريب العملية السياسية الجارية في البلد , واتخاذ المواقف السياسية ذات الطابع العدائي للتطلعات والتوجهات العراقية , وفتح الحدود المشتركة وعدم السيطرة عليها وحمايتها من هب ودب من الارهابيين والمرتزقة , واحتضان البعض من الهاربين الصداميين المطلوبين للعدالة العراقية على اعمالهم الاجرامية , ودورهم في المقابر الجماعية , وسارقي اموال الشعب , والمساهمين في رسم السياسات العدوانية التوسعية من خلال شن الحروب والغزو والتي الحقت افدح الاضرار بالعراق والبعض من هذه الدول .
من كل ما تقدم يطرح السؤال هنا ما سر معاداة العراق اذن ؟ . من المعروف ان من اولويات العلاقات الدولية , وبديهيات العلوم السياسية ان ضمانة استقرار وامن اية بلد معين في منطقة ما يعني بالضرورة ضمانة كفيلة لاستقرار والحفاظ على امن البلدان المجاورة .
لكن يرى المرء عكس ذلك في الحالة العراقية الراهنة , ويمكن تلمس ومعرفة سر هذا العداء للعراق من خلال خوف وفزع هذه الانظمة من نجاح النموذج العراقي , بعد زوال الاحتلال الامريكي وحلفائه .
هذا النموذج الذي سيصبح الفريد من نوعه في المنطقة في حالة نجاحه , والساعي الى البدء في عملية التحول التدريجي نحو الديمقراطية والتعددية السياسية وتداول السلطة وتحقيق الاتحادية ...الخ .
كل هذه القضايا ارعبت وهزت كيان بعض الانظمة المجاورة , لانه في حالة نجاح التجربة العراقية سوف تنعكس على شعوب المنطقة وخصوصا الدول المجاورة , والتي ستتحرك وتنشط لتنسيق وتنظيم قواها الوطنية لتغيير الانظمة المفروضة عليها منذ سنين دون ان تختارها هذه الشعوب .
ان هذه الانظمة الداعية بالشعارات والاقوال فقط للوحدة العربية , والجهاد في سبيل تحرير القدس , ومحاربة المحتل في كل الاراضي المحتلة , والدفاع عن حقوق المستضعفين ونصرة المظلومين ... الخ .ولكن ان البعض من هذه الانظمة بكل شعاراتها القومية والاسلامية والتحررية , تحرم شعوبها من ابسط حقوقها وحريتها وعملية اختيارها لنموذج الحكم الذي تريد.
بعد كل هذا وبدل ان يتحول العداء الى المحتل الامريكي وحلقائه, ومساعدة الشعب العراقي ودعم كل قواه الوطنية والديمقراطية لتجاوز هذه المحنة , يتحول عداء هذه الانظمة للعراق خوفا من نجاح تجربته وامتدادها الى بعض دول الجوار, بعد طرد المحتل وزواله الى الابد وعودة السيادة الوطنية الكاملة والاستقلال التام للعراق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ثلاثة قتلى إثر أعمال شغب في جنوب موريتانيا • فرانس 24


.. الجزائر: مرشحون للرئاسة يشكون من عراقيل لجمع التوقيعات




.. إيطاليا تصادر طائرتين مسيرتين صنعتهما الصين في الطريق إلى لي


.. تعازي الرئيس تبون لملك المغرب: هل تعيد الدفء إلى العلاقات بي




.. إيران .. العين على إسرائيل من جبهة لبنان.|#غرفة_الأخبار