الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بصراحة ابن عبود: السيستاني مريض، ام اسير، ام رهينه، ام متواطئ؟؟؟

رزاق عبود

2004 / 8 / 11
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


في الستينات من القرن الماضي، وبعد المد اليساري الكبير،الذي اعقب ثورة 1958 في العراق، سمعنا، ولأول مره بالأسلام السياسي الشيعي . وتداول الناس اسم حزب الدعوه ألأسلاميه، وأسم الصدر، وكتبه اقتصادنا، وسياستنا..الخ. بعضهم يقول ان الولاده كانت اقدم. ولكن الكثير ربط مباشرة بين فتوى محسن الحكيم "الشيوعيه كفر والحاد" وبين بزوغ نجم الأحزاب الأسلاميه الجديده . فبعد ان فشلت كل محاولات ألأنجليز، ونوري السعيد في استصدار مثل تلك الفتوه المشوؤمه. نجحت المخابرات المركزيه ألأمريكيه ، وربما بدعم من شاه ايران السابق في فتح باب جهنم لملايين العراقيين، واغلبهم كانوا من اليساريين الشيعه . ثم انقلب السحر على الساحر. وضمت المقابر الجماعيه الاف من الشيعه المتدينين من تبعه الحوزات، وألأحزاب ألأسلاميه الشيعيه . وبذلك وقع زعماء الشيعه "المتسيسين" في البئر الذي حفروه لأخوانهم من العراقيين ألأخرين.

وقبل ألأستمرار في الحديث لابد من تأكيد حقيقتين تأريخيتين. الأولي ان كل تاريخ الشيعه في العراق منذ انتقال الخلافه الى الكوفه هو تاريخ سياسي، واسطع تجلياته ثورة الحسين ثم انتفاضات، وثورات، واعتصامات، ومظاهرات الشيعه حتلى يومنا هذا. والحقيقه الثانيه هي ان مؤسس التشيع السياسي الحديث وفيلسوفه، وابه، الروحي، ومؤسس حزب الدعوه ألأسلاميه الشهيد محمد باقر الصدر رفض، وبأباء اصدار ذات الفتوه ايام صدام. ورفض مساومة حياته بمبادئه. وربما هنا يكمن سر العلاقه الجيده بين الحزب الشيوعي العراقي، وحزب الدعوه ألأسلاميه. فالشيوعيون العراقيون يقدرون هذا الموقف الشجاع والمبدئي، ويعدون الصدر من شهداء الشعب العراقي العظام، و يحيون ذكراه سنويآ.

ومنذ تلك الفتوه اللعينه، وبسبب تعدد المرجعيات، ثم الثوره ألأسلاميه ألأيرانيه، والقمع الصدامي، وألأوضاع السياسيه في العراق، والمنطقه، وغيرها من المؤثرات فأن الشارع السياسي الشيعي في العراق لم يعد "للأسف الشديد" موحدآ. ليس بسبب حق ألأجتهاد الذي يتميز به المذهب الشيعي بل بسبب تعدد ألأرتباطات، والوجهات، والتوجهات السياسيه التي تبتعد وتقترب بمسافات مختلفه عن ألأصل. واليوم يوجد ألمئات، ان لم يكن ألألاف، من ألأحزاب السياسيه الشيعيه. مع اختلاف حجمها، وتاثيرها بالطبع.

ويبدوا ان مرجعية السيستاني هي ألأقوى، وألأكثر تأثيرا بين عامة الناس الغير مسيسه "متحزبه" . ليس بسبب صمته ايام صدام حسين. وانما بسبب اعتداله، وميله لأبعاد رجال الدين عن الممارسه السياسيه المباشره. ولكن، وبعد ألأحتلال، وعودة قيادات، وكوادر ألأحزاب الأسلاميه الشيعيه الى العراق، ومشاركتها في الحكم، ومحاولة بعضها ألأسئثار بالشارع الشيعي. ظهرت خلافلت البيت الشيعي الى العلن خاصة مع محاولات التهميش، وألأبعاد المقصوده، وغير المدروسه بسبب المصالح ألأنانيه الحزبيه الضيقه. اضافة الى محاولة العديد من السياسيين اليوم لأستغلال انتمائهم الطائفي، والعشائري لدخمة مصالحهم الخاصه، والحزبيه.

وبعد اقحام اسم السيستاني في مسألة ألأنتخابات، ثم ما نسب اليه من ان النجف خط احمر في حين ان العراق كله محتل . وبذا كان هذا التصريح محاوله خبيثه لأقصاء المرجعيه عن دورها الأرشادي المعهود، بعد ان ورطت في التصريجات السياسيه الرنانه، التي ربما لم تكن من مصدر موثوق. فلا زلت اشك ان السيستاني قد صرح بذلك. بعضهم يريد ان يورطه في مسألة التعنت في مسألة النجف خط احمر. وبعضهم يحاول التلميح الى وضعه الصحي، او اصله ألأيراني، أو...أو... وبعضهم يستغل تشدد مقتدى الصدر للمساومه، وطرح نفسه بديل معتدل. حيث لا خطوط حمراء، ولاهم يحزنزن، مع ما تقدمه السلطه من مغريات، وامكانيات، وفرص آنيه، ومستقبليه. فعصفور في اليد خير من عشره على الشجره.

قد يكون السيستاني مريضا. ولكن مجرد تزامن سفره " تسفيره" مع ألأحداث الحاليه المؤسفه في النجف، وكونه سافر الى بريطانيا ذات الباع الطويل في التعامل مع المرجعيات الشيبعيه منذ ثورة العشرين وقدرتها على العلاقه القلقه مع ايران ألأسلاميه. وتعنت الحكومه العراقيه في حسم الموقف عسكريا. يشير الى دور الديبلوماسيه البريطانيه الخبيثه في ألأحداث. حيث تحفظ ماء وجه السيستاني وغيره في مسألة الخطوط الحمر. فهو مريض، وغائب عن الساحه" وكأن ليس له وكيل يقوم بأبداء راي المرجعيه". وبنفس الوقت خدمه متبادله للأحزاب الشيعيه ألأخرى المشاركه في الحكم مع قوات ألأحتلال، والحكومه الحاليه. مقابل سكوتها على قصف النجف، تشتري تصفية خصم عنيد، ومنافس مشاكس مثل مقتدى الصدر. واعتقد ان كلا الطرفين: قوات ألأحتلال، وألأحزاب الشيعيه المشتركه في الحكم تنفذ سياساتها، ومخططاتها بأيدي اخرى سرعان ما تطالب بثمن يوازي ضخامة خدماتها.

فاين الحقيقه. والى اين يسير العراق؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ترامب يؤيد قصف منشآت إيران النووية: أليس هذا ما يفترض أن يُض


.. عاجل | المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: هذا ما سنفعله مع إيران




.. عاجل | نتنياهو: لم نستكمل تدمير حزب الله وهذا ما سنقوم به ضد


.. قصف مدفعي إسرائيلي وإطلاق للصواريخ أثناء مداخلة مراسلة الجزي




.. نائب عن حزب الله للجزيرة: الأولوية لدينا حاليا هي لوقف إطلاق