الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحرية تقود الشعوب وابتسامة الأرواح منذ صبرا وشاتلا

بوجمع خرج

2010 / 6 / 9
القضية الفلسطينية


عن العنوان:
إنه تكريم للفنان دولاكروا في لوحته الشهيرة الحرية تقود الشعب وهو عبارة عن فرنسية شجاعة وقد انزلق ثيابها من على صدرها دون عرالء مشين بسبب اندماجها التحرري مع الشعب في نكران للذات تتوسط ثوارا برمزيات الغني والفقير وما بينهما وهي تلوح براية فرنسا وفي الخلف فضاء الحرب والصراع والمعانات
فأما عن اختياري لهذا التكريم فذلك فقط لأذكر السيد ساركوزي أن أصوله اليهودية لا يمكنها أن تأخذ به خارج هويته الفرنسية التي هي في أقواس نصرها وشارعها الاليزيه رمزا للإنسانية وليست داعمة لمن هنئهم السيد أوباما من مصر في خطابه الذي أعده له إسرائيليون لا يهمهم لا يهود ولا عرب ولا مسلمين لا ثورات ولا إنجيل ولا قرآن وفيه كلام اختتم به ذلك الخطاب الذي استعملت فيه مفاهيم من الرسالات السماوية بشكل موقظ للشكوك جاء فيه "هنيئا لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يُدعونَ".
منطق اللعبة ومنطق القدر
الآن تحولت إسرائيل إلى عرافة لتدرك متأخرة حسب هلوستها المتصهينة أن المسالة فيها تشفير سياسي crypto-politiques وهكذا اتهمت الإنسانيين الذين ببساطة كسروا الحصار المدعم من طرف الناتو... علما أنهم في حقيقة الأمر هم جاؤوا في سياق تفعيل قرار مجلس الأمن 1860 على الأقل في نقطته الثالثة التي يهنئ فيها المجلس كل المحاولات الرامية إلى فتح ممرات إنسانية وآليات أخرى لإيصال المساعدة الإنسانية إلى غزة. فأما عن التعاظم المفرط من حيث تجاوزات الوعي الدولي والتي هي من ثقافة الإسرائيليين لنا في المغرب مثل جاء فيه: من يدعي القوة يموت بالضعف
فسبحان الله لكل شيء إذا ما تم نقصان. فكيف للموساد أن لم تعلم عن الشيء الذي سبب إحراجا للحلف الأطلسي والذي لم يجد رئيسه بدا من أن يقول : على إسرائيل أن تطلق صراح كل المعتقلين بعد تورط في النقاش كاد يسبب مشاكل داخلية للحلف خطيرة تتحمل مسؤوليتها الولايات المتحدة في تواطؤ أسطولها السادس مع الإسرائيليين ؟ وكيف للموساد أنه لم يدرك ذكاء الإنسانية التي في مسالمتها هي قوة وليست ضعفا كما قالها الدلاي لاما حسنها لا وال صغيرا للصينيين الماويين حينا دخلوا التيبيت بالقوة؟
القضية بسيطة جدا ذلك أن مهاجمي الأسطول وقع لهم خلط في المجال البحري ولم ينتبهوا أنه دخل المياه التركية. فهل هو ظلام الليل أم ظلام القلوب وهي التي تعمى كما في الكتاب الحكيم "إنما تعمى القلوب". أذكر فقط المؤمنين لعل الجميع يتساءل عن اين هو الأسطول الأمريكي السادس المكلف بحراسة المجال من القرصنة وما الذي أعمى قلبه ....هل هو حب مفرط للجمال الإسرائيلي الدامي؟
وفي السياق الحرب النفسية والتراشق فإن الإيرانيين كانوا يقظين مغتنمين هذه الوضعية ليردوا على الغفلة الأمريكية في تحد حربي للأطلسيين مبرزين على أنهم قادرين على حماية أي أسطول داخل البحر الأبيض المتوسط في تلميح وتحذير لمن يفكر في الخليج.
لقد قام أسطول الحرية لما دخل المياه التركية مباشرة بعد خروجه من مياه القمر برفع راية تركية كبيرة الحجم بلونها الأحمر وهو ما جعل المحكمة الدولية بلاهاي تنظر إلى إسرائيل بالمعتدية ومنه اعتقد شخصيا على أن اللون الأحمر أصبح مفزعا للإسرائيليين كما يحدث للثور الاسباني.
إن أهمية هذا تكمن في كون المادة الخامسة من معاهدة الحلف الأطلسي تقول على أن أي اعتداء على أي دولة عضوة للحلف يعتبر هجوما على كل أعضائه ومنه لها الحق في إطار حق الدفاع عن النفس كما هو مصرح به في البند 51 من ميثاق الأمم المتحدة سواء عن انفراد أو جماعيا
و هكذا وقعت إسرائيل في لعبة الشطرنج تحت "شاه" بما يسمى " الركن الصغير" fianchetto ولكن بدون "مات" لأن السيد نائب الوزير الأول التركي فضل أن يسمي الفعلة الإسرائيلية "قرصنة" بدل "خطأ سياسي" وربما قد تكون هذه التسمية ناتجة عن اتصال السيد أوباما مباشرة بعد الحدث بالسيد اردوغان لتفادي التصدع داخل الحلف الأطلسي الذي رغم ذلك لم ينجو من تشنجات أدت برئيس راسموسن إلى توجيه نداء جزري لإسرائيل استجابت له في ظرف 24 ساعة بإعلانها إطلاق سراح كل المحتجزين باستثناء الشيخ ...ولعل الأهم في هذا هو أنه يمكن لتركيا أن تنتزع حق مرافقة الأساطيل المقبلة التي تسعى لفك الحصار عن غزة لكن يبقى السؤال مطروح حول نجاعة أهمية استعمال الركن الصغير شطرنجيا والذي يستعمل في فتح اللعب بشكل جد حديث .
وعلاقة بهذا اعتقد أن تركيا ربما تسعى من خلاله - ومعها حلفائها – إلى اقتحام المربع الاستراتيجي في الحلف الأطلسي من خلال موقعها الجيو استرتيجي فقط هل أمنت نفسها في نقطة ضعف اللعبة؟ وفي هذا الصدد يتبين على أن زيارة السيد ميدفيديف إلى تركيا والسيد احمد إنجاد لحضور لقاء لم يكونا مستدعيان إليه وهو ما أدى بإسرائيل لمقاطعته قد يعني الكثير في الضمانات الضرورية للدخول إلى مثل هذا الملعب ورغم ذلك يبقى التساؤل عن المتغيرات الممكنة وفق طبيعة المبادرة التركية في ما أعلنت عنه في شان تحسين العلاقات مع إسرائيل بربطه بفك الحصار عن غزة ...الخ
نقطة ضعف اللعبة والمتغيرات
أكيد أن الجواب يكمن في ما قامت به إسرائيل هنيهة قبل الهجوم على أسطول الحرية وذلك في جنوب تركيا من خلال الدفع بالأكراد للهجوم على القاعدة العسكرية البحرية اسكندرون 31 ماي في الليل إ بدعم من طرف إيهود براك ونتنياهو وقد أسفر عن سبعة قتلى وهو ما نستنتج منه أنه في الاحتمالات التركية ولو أنها في الحسبان قدرت إمكانية مهاجمة الأسطول من طرف إسرائيل لكنها كما للولايات المتحدة والحلف الأطلسي جميعهم لم يتوقعوا همجية الهجوم علما أن موقع الحدث وان له حماية من داخل ميثاق الحلف الأطلسي لكنه يبقى غير كاف لردع إسرائيل التي اعتمدت خطأها كما لو انه إرادي تحت ذريعة أنه لها الحق في القيام بواجبها في ردع كل ما له علاقة بالإرهاب لذلك اتهمت الإنسانيين بالتشفير السياسي crypto-politiques في الحين أنه قد يليق به التشفير الروحي الذي جعل الحدث كما في اللوحات الزيتية للقرن الثامن عشر والتاسع عشر حيث تظهر ملائكة عبارة عن صبيان بأجنحة يحملون سلالا فيها ورود يطوفون بأسطول الحرية...فأما عن الصبيان هنا فهم أرواح ذبحت منذ صبرا وشاتلا ولا زالت تموت أمام عجز العالم.
وفي هذا الخضم استطاعت تركيا أن تبرهن على أنها تحيط علما كل ما يعنيها كدولة دستورية ديمقراطية... بإلقائها القبض على وزير العدل السابق "سيفي أوكتاي" مباشرة بعد الهجوم على قواعدها العسكرية البحرية الذي ينتمي إلى شبكة إيرجينيكون وهي تابعة للحلف الأطلسي وقد زكى هذا العمل الدعاية القائلة بالطريقة التي نهجها الحلف الأطلسي في أربع محاولات لانقلابات عسكرية في تركيا وفي ذلك ورطة انكلوساكسونية تكشف عن ازدواجية تدعم بها الأكراد والأرمن والقبرصيين لإضعاف تركيا
يمكن للجنة القدس...
ومن هذا المنطلق فان العرب مطالبين بالعودة إلى الجامعة العربية للجلوس الجاد باغتنام هذه الفرصة وذلك للتفكير في كيفية الدخول إلى الملعب بقيمة نوعية وهي ليست مستحيلة بل الكل الدولي في حاجة إليها وطبعا هذا ممكن رغم كل الخلافات القائمة وبالتأكيد لو تحل قضية الصحراء الغربية بما يرضي الأطراف المتنازعة سيكون للعرب موقعا تمفصليا هاما جدا في خلق انسجامية بحر متوسطية قادرة على خلق دينامية تحمل معها التشنجات البحر متوسطية ومن ثم الشرقية
لقد تذكرت في هذه الملك الراحل الحسن الثاني رحمه الله الذي كان يغتنم مثل هذه الفرص وقد اشتغلت معه في وضعيات أصعب بكثير من هذه استجابة لنداءاته التي كان يطالب من خلالها مشاركة كل من له قدرة ذلك أن لجنة القدس في موقعها المحايد يمكنها أن تدعو إلى هذا اللقاء ولو أن الملك محمد السادس محاط بأصدقاء ومستشارين ووزارة خارجية أبانوا جميعهم عن ضعف كبير دبلوماسي...
* بوجمع خرج / احد صانعي سلام أسلو المجهض








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رياح شديدة وأمواج عاتية.. الإعصار بيريل يضرب الكاريبي


.. الإسكتلنديون غاضبون بسبب تأخر تلقيهم الاستمارات للتصويت في ا




.. الدكتور خليل العناني: الخارجية الأمريكية تحاول حفظ ماء الوجه


.. وزارة الداخلية التركية تفرض إجراءات جديدة في ولايات حدودية م




.. حملة بايدن تسعى لتبديد الشكوك بتبرعات مليونية