الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الديمقراطية على الطريقة الاسرائيلية

أمير الحلو

2010 / 6 / 9
مواضيع وابحاث سياسية



كما حلم الرأسماليون الأوائل بان نظامهم الجديد القائم على مقولة آدم سميث (دعه يعمل دعه يمر) سيفتح الآفاق أمام البشرية نحو الحرية والتقدم ، فقد أعتقد دعاة الديمقراطية المطلقة أن هذا النظام سيجعل البشرية والانسان الفرد بعيشون حياة الحرية الكاملة من دون تدخل الدولة أو الأخرين .
ولكن ما الذي حصل بالفعل ؟ صحيح أن الصناعة قد تقدمت بشكل كبير في الانظمة الرأسمالية ولكن السؤال : كم صاحب هذا التقدم من أزمات أقتصادية دولية كبرى في القرن العشرين ثم في بدايات القرن الحادي والعشرين حيث الأزمة الأقتصادية الأخيرة التي جعلت الدولة تتخلى عن (أدم سميث) وتتبع نهج (أوباما) في شراء الشركات الخاسرة أو دفع ديونها وتحولت الدولة الى مهيمنة ومشرفة على الأقتصاد وتزج بالمخالفين في السجون وتفرض الغرامات الباهظة .
اما في حقل الديمقراطية فلا أريد هنا الحديث عن ديمقراطية امير كا والغرب (المسيطر)عليها بشرياً والكترونياً من قبل الدولة مع وجود فسحة يشعر معها المواطن داخلياً انه حر في حين ان تلفوناته وحركته في الشارع وكل تصرفاته مراقبة الكترونيا وتخرج (عند الحاجة)، ولكن حادثة سفينة الحرية التركية والسفن المرافقة لها والتي هجمت عليها القوات الاسرائيلية في المياه الدولية وقتلت تسعة من ركابها الأتراك واقتادتها الى موانئها ، جعلتني أراجع ما (يشاع) في منطقتنا من أن قوة اسرائيل وتقدمها هي بسبب (ديمقراطيتها) والمتمثلة في الانتخابات النيابية وتبوء رئيس الوزراء للسلطة من خلال عدد مقاعد حزبه أو بالائتلاف مع أحزاب أخرى للحصول على الاغلبية المطلوبة ، كما حصل مع نتيناهو مؤخراً ، ولكني أتساءل عن (ديمقراطية اسرائيل) بعد هذه الحادثة المدانة أخلاقياً وسياسياً ودولياً ، فقد مارست النائبة في الكنيست الاسرائيلي والمنتخبة ديمقراطياً (حنين زغبي) حقها الدستوري في ابداء وجهة نظرها تحت قبة البرلمان لأنها كانت شاهدة عيان في السفينة التركية ، وعندما ادلت بشهادتها الحقيقية ، شاهدنا المنظر تلفزيونياً بقيام النواب اليهود المنتخبين مثلها ديمقراطياً بشتمها ومحاولة ضربها ثم طردها مع بعض النواب العرب خارج مبنى الكنيست مصحوبين باللعنات (الصهيونية) ، ثم صدر قرار بسحب حصانتها البرلمانية وأمتيازاتها كنائبة (منتخبة من قبل الشعب ) : كما طال الموضوع النائب العربي في الكنيست (أحمد الطيبي) فقد رفعت عنه الحصانة لأنه احتج على سلوك الحكومة العدواني أزاء سفن تحمل سلع وبضائع ومساعدات لشعب غزة المحاصر .
أليس من حقنا أن نتساءل عن معنى الديمقراطية التي تتبجح بها اسرائيل ونلوم أنفسنا لأننا نفتقد المثل الاسرائيلي في الديمقراطية ؟
من هنا أستطيع القول أن الرأسمالية لها حدودها والديمقراطية لها مستلزماتها التي تنطبق عن من تريده الطبقات الحاكمة مهما كانت مسميات أحزابها ، أمامن يخرج عن (الطور) فلا ديمقراطية ولا برلمان ولا حصانة ، بل ديكتاتورية صرفة ومكشوفة .
ذكرتني هذه الحادثة بقصة طريفة وقعت معنا عام 1976 عندما كنا وفداً عراقياً زائراً الى جمهورية أرميينا السوفيتية ، وقد دعتنا اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الارميني الى مائدة عشاء عامرة حافلة بالشراب والطعام و(السيكاير) وهي من انتاج أرمني نوع (آخ تامارا) ولكن الفنان الكبير سلمان شكرأخرج من جيبه علبة سيكاير تركية كانت سائدة في العراق اسمها (بافرا)وأراد تدخين سيكارة فاذا بالسيدة هاكوبيان مسؤولة المرأة في اللجنة المركزية تقول مانصه : الى هنا تتوقف الاممية فلن نسمح بوجود (شيء) تركي في أرميينا ، وطلبت بعصبية أن يضع العلبة في جيبه !
إذن الى هنا تتوقف الديمقراطية في اسرائيل !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - دائما محكومه بسقف
فيصل البيطار ( 2010 / 6 / 9 - 11:32 )
الديموقراطيه دائما مصحوبه بسقف المصالح الإقتصاديه للسلطه في الرأسماليات الغربيه وبضمنها إسرائيل ، إلا أن هذه الأخيره تتميز فوق هذا بعنصريتها التي دفعتها لإحتلال أرض شعب آخر والتوسع الدائم على حساب ما تبقى من أراضيه وتمييز عنصري كما بينت سيدي لما حصل في الكنيست بشأن نواب عرب .
تحيه لك سيدي الكريم ودمت .

اخر الافلام

.. نتنياهو يرفض ضغوط عضو مجلس الحرب بيني غانتس لتقديم خطة واضحة


.. ولي العهد السعودي يستقبل مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سو




.. جامعة أمريكية تفرض رسائل اعتذار على الطلاب الحراك المؤيد لفل


.. سعيد زياد: الخلافات الداخلية في إسرائيل تعمقها ضربات المقاوم




.. مخيم تضامني مع غزة في حرم جامعة بون الألمانية