الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إسرائيل تقتل و تبرر وتحاكم نفسها

حسام محمد يونس

2010 / 6 / 9
الارهاب, الحرب والسلام


أثار هجوم قرصنة قوات البحرية الإسرائيلية موجة سخط عالمية ووضع إسرائيل في مواجهة عالمية على المستوى الدبلوماسي ، فقد اجتاحت التظاهرات مدن العالم احتجاجا على المجزرة التي قام بها مجموعة من الكوماندوز الإسرائيلي بحق نشطاء أسطول الحرية الذي يقل مساعدات إنسانية وطبية للسكان المحاصرين منذ ما يزيد على الأربع سنوات ، والتي أدت إلى استشهاد نحو 20 متضامناً إضافة إلى عشرات الجرحى ، وتراوحت ردود الفعل الدولية بين الاستهجان ودعوة العديد من الهيئات الدولية لعقد اجتماعات طارئة لمناقشة هذه القرصنة الإسرائيلية ، والتي خرقت كافة المبادئ الإنسانية والشرائع والقوانين والأعراف الدولية .

وساد جو من الحزن والحداد على المستويين الدول و الإقليمي بعد المجزرة الإسرائيلية ، وبشكل خاص على المستوى المحلي الفلسطيني ، فقد تهيأ الفلسطينيون واستعدوا للخروج بمسيرات شعبية من شتى المناطق الفلسطينية للترحيب بالأسطول البحري .

و لم تكتفِ إسرائيل بذلك ، فإلى جانب هذه الهجمة البربرية فقد قدمت مجموعة من سيل من الادعاءات و التبريرات في سياق اعتدائها على السفينة على لسان رئيس وزرائها ، بأن قواته كانت تتصرف دفاعاً عن النفس ، فقد برر عدد القتلى ، الذين كانوا على متن القافلة بأنهم هم الذين اعتدوا على الجنود الإسرائيليين بالسكاكين والعصي ، مما اضطر الجنود إلى التحول إلى جنود مقاتلين للدفاع عن أنفسهم ، فهذه القافلة لم تكن قافلة سلام بل قافلة تأوي أنصار العنف و الإرهاب. وجدير بالذكر أنه لم يكن هناك أي شيء على متن السفينة من شِأنه أن يهدد الأمن الإسرائيلي ، حيث كانت القافلة تحمل مواد البناء ، والكراسي المتحركة الكهربائية وأجهزة تنقية المياه لسكان غزة ، لصالح 5000 أسرة لا يزالون في خيام بعد الخراب والدمار الذي سببه عملية الرصاص المصبوب .

فضلاً عن الرسالة الأخلاقية و القيم النبيلة التي يحملها هذه القافلة الأسطول وهي للأسف فقدناها عروبياً ، والانتصار لكل المبادئ السامية والدينية وحماية الكرامة الإنسانية للشعب الفلسطيني المحاصر في فلسطين كلها ، في أن هناك من يهتم بالشأن الفلسطيني ، هناك من يهتم بالمحاصرين و بالشهداء ، هناك من يبحث عن فلسطين حرة ، في رسالة موجهة ضد الاحتلال الإسرائيلي . الذي كشف عن وجهه الحقيقي للعالم . ومن ثم فكان العزم نحو كسر هذا الصمت الرهيب تجاه الممارسات الإسرائيلية غير الإنسانية في حق الشعب الفلسطيني ، لكي تكون نقطة انطلاق نحو كسر و تحطيم قيود هذا الحصار الجائر على قطاع غزة . من خلال تسليط الضوء على الأساليب و الممارسات الإسرائيلية .

فهؤلاء الجنود الإسرائيليين الذين تحولوا إلى مدافعين عن أنفسهم وفق الإدعاء الإسرائيلي ، قد أطلقوا الرصاص على قافلة الحرية قبل اقتحامهم لها ، بل إن الضحايا الذين استشهدوا ، كانوا قد قتلوا على الفور نتيجة أن الاستهداف كان في منطقة الرأس ،وتجاهل الجنود دعوات النشطاء في نقل الجرحى من السفينة لتلقي العلاج و القتل كان يتم بعناية فائقة وبصورة مستهدفة ، فقد قتل الجنود الإسرائيليين متطوعاً تركياً أنشأ نظاماً متطوراً ينقل وقائع حية من العدوان على النشطاء ، فقد كانت أولوية الجنود الإسرائيليين وقف بث مشاهد العدوان لأن النشطاء الأتراك نشروا على السفينة نحو مئة كاميرا كانت تبث صوراً بانتظام وانقطع البث عندما قتل هذا المتطوع الذي كان يدير الشبكة . وفقد شهادة أحد الناجين و التي تم نشرها في صحيفة الإندبندت البريطانية في عددها الصادر يوم الاثنين الماضي .

و إلى جانب الإدعاءات الإسرائيلية السالفة الذكر فقد رفضت أيضاً الدعوات والاقتراحات المقدمة من الحكومات والهيئات والمنظمات الدولية بشأن تشكيل لجان تحقيق دولية تقوم بتحقيق سريع ومحايد وذي مصداقية وشفاف . فقد واجهت كافة الضغوط الدولية من خلال إعلانها على أنها ستشكل لجنة تحقيق إسرائيلية للنظر فيما جرى مدعيةً انه دولة ديمقراطية ستراعي الحياد و النزاهة ، ولا تأخذ قراراته من مجلس دولي ، في خطوة تعتبر محاولة التفافية على الرأي العام العالمي ، لأن ما حدث قرصنة في المياه الدولية يبعد عن إسرائيل بمقدار 77 ميل تقريباً ، فليس لإسرائيل أي حق قانوني في ذلك ، وما حدث ليس شأناً إسرائيلياً داخلياً يتم التحقيق فيه على هذه النحو ، كما حدث في اللجنة المشكلة برئاسة فينوجراد بعد الهجمات الإسرائيلية على لبنان في صيف 2006 ، كما أن القتلى ليسوا مواطنين من إسرائيل ، فالقاتل قد نصب نفسه قاضياً على جريمته .

فلاشك أن هذا العمل الإجرامي الإسرائيلي سواء بالقرصنة و القتل ، وتزييف الوقائع بالادعاءات الكاذبة ، و إنشاء لجنة تحقيق صورية للتخفيف من حدة الانتقادات الدولية و تلميع صورتها في الخارج لهو صورة من صور إرهاب الدولة‏ المنظم ،‏ وأكثرها انتهاكاً لأبسط معايير حقوق الإنسان وللقانون الدولي الإنساني و لقواعد الأعراف الدولية و الإنسانية ولشرائع الأديان السماوية و غير السماوية‏ ، ولقيم المجتمع الإنساني .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حادث مفاجئ جعله رئيساً مؤقتاً لإيران.. من هو محمد مخبر؟ | ال


.. مراسم تشييع الرئيس الإيراني في تبريز| الأخبار




.. نتانياهو -يرفض باشمئزاز- طلب مدعي الجنائية الدولية إصدار مذك


.. مقتل الرئيس الإيراني: هل تتغيّر علاقات طهران بدول الخليج وال




.. بايدن: ما يحدث في غزة ليس -إبادة جماعية- نحن نرفض ذلك