الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بصحة العودة للوطن !؟

حسين محيي الدين

2010 / 6 / 9
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


منذ أكثر من أربعة عقود ونحن نرددها كلما التقينا في سهرة من سهراتنا التي كنا نقتطفها من ليالي الغربة القاسية على النفس . في كل بضعة سنين يدخلها زوار جدد ويخرج منها آخرون . منهم من يتساقط كأوراق الخريف فيقع في أحضان الأرض ليتحول إلى أمل جديد نضيفه إلى أمالنا الكثيرة ومنهم من يحولها إلى واقع حقيقي فتحرقه الحروب الجائرة أو يحرقه النظام بمحارقه وهي كثيرة ومنهم من يتحول إلى فظاءات أخرى من فظاءات العالم الواسع . بدأت رحلتي معها على ضفاف النيل وفي باراتها ونواديها الليلية وكان روادها عرب وأجانب ومن كل أقطار الأرض ممن يبحثون عن العلم ويسعون إلى التغير في أوطانهم نحو الأفضل . كل منا تلاحقه دكتاتورية بلده أو محتليه فهذا مأمون الشكعه وذلك بشار صلاح الدين العنبتاوي وزيد عبد العزيز الدوري وزياد إبراهيم فيصل الأنصاري وعبد الله ألركابي ولحبوبي والكثير من الأسماء ممن ينتسبون إلى التيار القومي الديمقراطي . تأبطتها واتجهت نحو الجزائر بلد المليون شهيد وبين بسكرة وقسنطينة ووهران وباتنة و وادي صوف وجدتها في قلوب كل العراقيين وما أكثرهم . ولكن في هذا البلد الذي منحني الكثير من الحب والمعرفة تجد الضحية والجلاد . اليسار العراقي وهو يعاني من هول الضربات ومفاجئاتها ومن أحلام حولها صدام حسين إلى كوابيس يلاحقهم بها أينما حلو . وجلادين يتربصون بهم ليفسدون عليهم خلوتهم وهم أعين النظام ووكلائه . كانت حمراء كدماء العراقيين يتحلق حولها مناضلين ومثقفين ثوريين وشعراء وفنانين وأساتذة جامعيين . شاكر السماوي والمرحوم عزيز وفاضل السلطاني وزياد الخزاعي والسيدة خلود وعلي كريم سعيد والكثير من ذوي الرأي والأصدقاء والأحبة مدرسة اليسار العراقي ونخبته الكل يحمل في صدره حب الوطن وهمومه بينما كان الطاغية يضع الحجر الأساس لحربه ألمدمرة وتستمر المعاناة وتضيق الحلقات وتتساقط أوراق الخريف ويتحول الكل إلى فظاءات أخرى من فظاءات العالم . وفي جبال كردستان وقصاباته ونحن نحمل السلاح لتحرير الأرض من اعتي دكتاتورية عرفها العالم ونحن نلوذ بها ونتحلق حولها بيضاء تذهب عن عقولنا الخوف والسير بالمجهول ونتساقط كأوراق الخريف ألواحد تلو الأخر ونحن في داخل العراق الذي لم يتحرر بعد من الجلاد وتدور الدوائر فيتهاوى النظام تحت أقدام القوى الجبارة وتتهاوى معه أحلامنا ونتسابق مع الزمن علنا نكون السباقين في تحقيق حلمنا ؟ ولكن للقوى الجبارة أيدي خفية تسرق أحلامنا بل تسرق الوطن نفسه ويبقى حلمنا في صحة العودة للوطن قائم . ثم ماذا ؟ وجدتني أكررها وأنى في مدينتي الجميلة وبصحبة من تبقى من الغرباء وفي أحد سراديب النجف ومع رائحة الموت ارددها بعد أن دب دبيبها (( بصحة العودة للوطن )) الوطن المفقود الوطن الحلم من سرق الوطن أين هو الوطن ؟ -- بصحة العودة للوطن !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاخ حسين محيي الدين
محمد علي محيي الدين ( 2010 / 6 / 9 - 19:08 )
ما أثقل الذكريات وأكثر الآمال المذبوحة والأحلام المضاعة في العراق الجديد لقد تسلق السلالم أولئك نفسهم ممن صفقوا لقاسم ورقصوا لصدام وأسالوا الدموع في المآتم وتحت أعواد المنابر هذه هي المحصلة النهائية يتسلق من يعرف من أين تؤكل الكتف ومن يرتدي لكل حلة لبوسها فيما ينزوي المناضلين في السراديب يندبون وطنا بكوه أعواما ليكون لقمة سائغة للأنتهازيين


2 - الى العزيز محمد علي محيي الدين
جعفر الموسوي ( 2010 / 6 / 9 - 21:54 )
المتسلقون الذين ذكرتهم لقد اصبحوا داخل كل القوى السياسية الأسلامية واليسارية.؟ وخاصة التي لم تفز في الأنتخابات، وشكرا


3 - يا من تعب يا من شكه
علي الشمري ( 2010 / 6 / 9 - 23:09 )
الاخ العزيزحسين محي الدين المحترم
ان من المتعارف عليه ,يكون صاحب الثوابت العقائدية والوطنية معذب طيلة حياته ,عكس المنافقين والانتهازيين الذين يتحينون الفرص للقفز الى سلم المسؤلية,,
ان كثير من الذين كانوا يدعون انهم مناضلين ويريدون تحرير العراق من الطاغية ,تراهم اليوم قد تشابكت أيديهم مع المحتل واصبحوا من اعوانه مقابل المنصب,وأن قيمهم الوطنية قد تلاشت امام صورة الدولار الامريكي,
تقبل تحياتي


4 - الواقع يجب ان لا يثبط العزيمه على العمل
سمير فاضل ( 2010 / 6 / 9 - 23:16 )
الأخوه حسين ومحمد علي محي الدين المحترمين.

اعتقد ان تعمل القوى الوطنيه التقدميه على ان تتحد في برنامج وطني واقصد بها قوى اليسار والفئات ذات المصلحه بهذا التوجه كالشيوعيين ، قاسميين، اكراد فيليه ، مسييحين، صابئه ، وكذلك القوى القوميه ذات التوجه الليبرالي مستثنين من لهم مخالفه او جنايه سابقاً او لاحقاً ، تتحد في جبهه عريضه ذات اهداف مرحليه يمكن تطويرها لاحقاً حسب امكانيات الظرف اللاحق - لان الايد الوحده ما تصفق - ،

رغم اني ارى وللآسف ان التوجهه الحالي العام للبلد فيه ضبابيه ولاسباب كثيره وهي لا تشير الى التفاؤل على المدى المنظور .. غير ان هذا الواقع يجب ان لا يثبط العزيمه على العمل على اخذ زمام المبادره على الارض وبدون مجامله لاحد والعمل على ازاحة التوجه الطائفي والقومي الشوفيني الذي تسيد ويا للمفارقه باسم التغيير والديمقراطيه .
تحياتي


5 - اريد ان اضيف نقطه
سمير فاضل ( 2010 / 6 / 10 - 00:05 )


يجب بل ومن المهم العمل على اعادة العوائل المهجره في سوريا والاردن ومصر حتى لو ان قسم من ابائهم بعثيون يبقون هؤلاء ابنائنا وبناتنا ولهم حق المواطنه كغيرهم فمن المعيب بل ومن المخزي ان نترك شباب وعوائل تتلاقفها رحمة القدر لذنب لم يقترفوه ، لنأخذ من ماندليا مثلاً .


6 - ردود
حسين محيي الدين ( 2010 / 6 / 10 - 06:06 )
الاخ محمد علي محيي الدين لن أتأسف على سنين قضيناها في صراع مع الدكتاتوريات التي تعاقبت الحكم في العراق بل على وطن أشعر بأنه ضائع وهذه حقيقة لمستها في سهرة جميلة مع رفاق كانت تجمعني معهم وحدة الهموم والغربة وعندما تناولنا الكأس الاول وبشكل عفوي نطق الجميع بجملة واحدة (( بصحة العودة للوطن )) وهذ العبارة كنا نرددها خارج الوطن ورددها الجميع وبدون استثنا في احد سراديب النجف بما يوحي بأننا لا زلنا خارج أرض الوطن السؤال أين هو الوطن ؟


7 - ردود
حسين محيي الدين ( 2010 / 6 / 10 - 06:20 )
الاخ جعفر الموسوي شكرا على مرورك الكريم بديهي جدا أن يجد الانتهازيون مكانا لهم وفي كل الاحزاب السياسية وهذه من طبائع الامور لكن الغير طبيعي أن لايجد المناضلون وطن كما يتمنون أن يعودا اليه وطن صاغه أعدائه أناأبحث عن وطني الذي تمنيت وملايين مثلي لم يهاجروا لضيق العيش بل لطلب الحرية عاد الكثير منهم ولكن فوجئو بهول ما ال اليه حال وطنهم . الطائفية والقتل على الهوية والفساد الاداري والسرقات والنهب والسلب والسجون والاعتقالات . هذا ما لا كنا نتمناه أو نتوقعه


8 - ردود
حسين محيي الدين ( 2010 / 6 / 10 - 06:34 )
الاخ علي الشمري شكرا على مرورك الكريم . التقيت مع العديد من العراقيين الشرفاء ممن يعنيهم العراق فعلا كان أحد هموهم أقامة عراق ديمقراطي تعددي برلماني تسوده العدالة الاجتماعية . أين أحلامهم . الدكتاتورية خلفت دكتاتوريات والبرلمان مركز الشفط المادي والعدالة الاجتماعية ليس لها معنى في فهم الجميع ممن هم على رأس السلطة . لا أحد يتمنى عودة عقارب الساعة الى الوراء . ياريت تعود عقارب ساعات العراق الى خمسينات القرن الماضي على أقل تقدير نعرف من هو عدونا لنصارعه . والله مليوصة يا حسين الصافي


9 - ردود
حسين محيي الدين ( 2010 / 6 / 10 - 07:02 )
الاخ سمير فاضل شكرا على مرورك الكريم . وحدة اليسار العراقي دعو ة تعني كل المناضلين من اجل عراق ديمقراطي تعددي حر وكريم ومنذ الاحتلال ونحن نؤكد على ضرورة الصيرورة هنالك بوادر أمل بعد أن وصل الجميع الى طريق مسدود لايستثنى منها أحد ممن لم يتورط بقتل أو سرقة أو تجاوزات تهدد وحدة العراق أتمنى أن تكلل بالنجاح لدحر هذا الغول الجاثم على العراق والعراقيين

اخر الافلام

.. التبوريدة: فن من الفروسية يعود إلى القرن السادس عشر


.. كريم بنزيمة يزور مسقط رأس والده في الجزائر لأول مرة




.. بعد إدانة ترامب.. هل تتأثر فرص فوزه في الانتخابات الرئاسية ا


.. لابيد يحث نتنياهو على الاستجابة لمقترح بايدن بخصوص اتفاق غزة




.. الوسطاء يحثون إسرائيل وحماس على التوصل لاتفاق هدنة في غزة