الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وهم التغيير في بيان البرادعي وجمعيته

معاذ عابد

2010 / 6 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


بدء الدكتور البرادعي بيانه موضحا ان قرارات البيان ناتجة عن" لمسه ضرورة التغيير"، بسبب لقائه بمصريين من مختلف الانتمائات السياسية والمذهبية والجنسية و من أطر مختلفة وبسبب هذا اللقاء تفضل الدكتور البرادعي بعد أن لمس الحاجة للتغيير أو لمس اجماعا على ضرورة التغيير.

المفترض من إصلاحي هزيل لا من شخص يحمل مشروع تغيير أن يكون الدافع من أجل هذا التغيير هو القناعة الذاتية و الشعور المشترك مع الذين اجتمع معهم على ضرورة هذا التغيير لا أن يلمس إجماعهم.

فهو هنا قد ركب الموجة التي صورته بطلا تاريخيا جاء لينقذ مصر من الأختناق السياسي الذي تعانيه، وصدق الإصلاحيين السلبيين بأنه قادر على التغيير وما زاد الطين بله هو كيفية التغيير الذي سيقوم به.

يقول البيان:

"، ومن أجل هذا كان هناك اتفاق عام على ضرورة توحد جميع الأصوات الداعية للتغيير في إطار جمعية وطنية طلب مني أن أكون في مقدمتها ومن خلفها،"
ومن اجل أن الدكتور البرادعي قد لمس اجماعا فقد لمس أيضا ضرورة أن يكون هناك اتفاق على توحد الأصوات الداعية للتغير في اطار مؤسسة واحدة هو أمامها كقائد وخلفها كموجه، شيء جميل ومهم فتوحيد القوى الرافضة للوضع الحالي في اطار وطني يوحد الجهود المشتتة ويركز على ايجاد تكتل سياسي نخبوي مدعوم بقاعدة لابأس بها في الشارع المصري قد تشكل في حال جدية المشروع وتأكيده على المطلبية بضرورة التغيير سيشكل وزنا مقابلا لوزن النظام والمنظومة ولا يتوقع منه أن يكون بقوتها وامكانياتها الأدارية وصلاحياتها ولكن قد يكون له وزن سياسي يشكل تهديدا على استقرارمنظومة الحكم المتعفنة .

ولكن توحيد هذه الجهود كان منصبا باتجاه اصلاحي واحد وهو المطالبة بنظام سياسي ديموقراطي وعدالة اجتماعية المطالبة بأشياء ومسميات فضفاضة كالديموقراطية.

أي ديموقراطية يقصدون؟؟؟ هل هي تلك التي نادى بها بوش في الشرق الأوسط؟
أم هو المقصود من تسمية كوريا الشمالية بالديموقراطية،؟؟ أم تلك التي تنادي بها وتمارسها الحكومة في الأردن وفي لبنان في التشيلي؟؟

الديموقراطية الفضفاضة ذات البعد الليبرالي العلماني التي لا تحمل أي برنامج سياسي مواز للنظام الموجود.

بل ويؤكد على منطلق آخر وهو العدالة الاجتماعية:
هل هي الأشتراكية ؟
واي نوع منها هل هي العدالة الاجتماعية من باب الإصلاحية الليبرالية؟؟ والوصفات الرأسمالية كمذهب تسريب الثروة مثلا؟؟؟

هذه الغايات الفضفاضة الغير محددة المعالم سياسيا لا تعدو سوى أن تكون برنامجا دعائيا وضربا من الشعارات الإصلاحية الفارغة ولا أفرغ منها سوى الوسيلة وطرق تحقيق هذه الغايات الواسعة.

انتخابات رئاسية حرة ونزيهة من باب التغيير الفوقي الهزيل وقد ذكرت عبثية هذا الأصلاح في مقال سابق وهو "البرادعي المنتظر"


والجميل أن المطالب لأصلاح النظام الأنتخابي أيضا هزيلة كالبيان فيطلب البرادعي في بيانه أن يتم التالي:
1. إنهاء حالة الطوارئ
والبيان لم يوضح ولم يركز على أن مطلب انهاء حالة الطوارئ هو أساسي من أجل تحقيق السلم الاجتماعي وترسيخ أسس المسألة الشعبية وإيقاف الحالات القمعية بحق الشعب المصري وفئاته المختلفة من عمال وطلاب وفلاحين بل من أجل أن يتوصل البرادعي ومريدوه الى انتخابات نزيهة لا من أجل ايقاف التنكيل بالمواطنين ومصادرة الرأي لصالح النظام المصري والحزب الوطني الحاكم وثلة الفساد والرجعية المتحالفة مع الكومبرادور ووكلاء رأس المال الأجنبي المتربعة على عرش الدولة الفاسدة أصلا.

يريدون انهاء حالة الطوارئ لا لوجوب الغائها منذ زمن بعيد بل من أجل انتخابات نزيهة ومراهنة غبية للبرادعيين .

ثم يطلب البيان أن يشرف القضاء المصري على الانتخابات..وماذا اذا كان القضاء المصري وقضاته تابعين للمنظومة الحاكمة ؟؟؟

هل يعتبر مجرد وجود قضاء مشرف على انتخابات يثبت أنها نزيهة؟؟؟

ثم يطلب البرادعيين في بيان التغيير أن تراقب الأنتخابات منظمات مجتمع مدني محلية ودولية، وبقية المطالبات المنطقية تؤكد أن الأنتخابات اذا تمت بهذه الصورة ستكون نزيهة.


الرهان الغبي

يراهن البرادعي وشلته على المطالب والشروط التي تعتبر كفيلة نوعا ما بتحقيق انتخابات نزيهة.
ولكن هل نتيجة الأنتخابات ستكون كما يتوقع البرادعي وشلته؟؟

في ظل تحكم من الحزب الوطني ومؤسساته في مصر المؤسسات التي تحكم قبضتها على الدولة ومرافقها من حيث الأساليب والطرق في التعامل سيكون من الصعب أن يوافق النظام على أن تستخدم الوسائل الدعائية بشكل مواز ومتساوي فالنظام في مصر سيجند عشرات الآلاف من كوادره من أجل دعم الحزب مؤسساته في الأنتخابات.
الحزب بإمكاناته المهولة ماديا وسياسيا ويكفي أن يصدر أمر عسكري للجنود والمجندين بالتصويت حتى يتبخر البرادعي وأحلام أتباعه .

الوجهاء المحليون الذين يسعون للمحافظة على الأمتيازات المقدمة لهم من قبل الحكومة لن يقفوا كحجر عثرة في الوصول لحالة انتخابية نزيهة وعادلة فحسب بل سيكونون أهم المصاعب أمام البرادعيين وغيرهم .

ناهيك عن تسخير الملايين من الدولارات في الماكينة الانتخابية التابعة للنظام ومن خلال الوسائل الأعلامية المتنوعة لدرجة أنك اذا فتحت على قناة فضائية مصرية _وما أكثرها_ سترى على الشريط الاخباري أن الحج أبو محمود عمدة قرية دنب الريس مركز التوريث محافظة المنوفية وأولاده وعموم أل الحج ابو فوفو يؤازرون السيد الرئيس حسني مبارك وخذ من هذه الر سائل...رسائل.

والمشكلة الاهم أن النظام المصري لا يتعبر نزيها أبدا ً فإذا وضع مليون في ماكينته الانتخابية فسيضع عشرة في ماكينات وهمية تعطل على ماكينة البرادعيين وسيضع 100 مليون من اجل التعطيل وافساد وتخريب البرامج والمنظومات البرادعية ولا أقل من دفع عناصر الأستخبارات الى الشارع وافتعال مشاجرات عظيمة بين الناخبين وسيتدخل الأمن المركزي لفض النزاعات ويوفر غطاء بسيطا لأبسط ما يمكن أن يعطلها فتبديل صندوقين لن يكون صعبا في هذه الحالة وخصوصا اذا تدخلت مخابرات النظام المدربة اسرائيليا والموجهة امريكيا.

ان المعادلة بسيطة ورهان البرادعيين خاسر تطلعات وآمال ومطالبات تواجه نظاما ومنظومة وإمكانيات لا حدود لها...وعجبي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هدنة غزة تسابق اجتياح رفح.. ماذا حمل المقترح المصري؟ | #مراس


.. جنود أميركيون وسفينة بريطانية لبناء رصيف المساعدات في غزة




.. زيلينسكي يجدد دعوته للغرب لتزويد كييف بأنظمة دفاع جوي | #مرا


.. إسرائيليون غاضبون يغلقون بالنيران الطريق الرئيسي السريع في ت




.. المظاهرات المنددة بحرب غزة تمتد لأكثر من 40 جامعة أميركية |