الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


Ernst Jandl

محسن ظافرغريب

2010 / 6 / 9
الادب والفن


تُوفي Ernst Jandl في مهوى رأسه "فيينا"

رُغم أن Ernst Jandl اشتهر بقصيد المرح، إلا أن أشعاره الأخيرة كانت متشائمة:

"بالأمس شابٌ أنا وغبي/ اليوم عجوزٌ أنا وغبي/ أتعرى أمام جمهوري/ وفجأة يغرقون في الصمت".

مساء 9 حزيران 2000م، تُوفي الشاعر النمساوي Ernst Jandl في مسقط رأسه "فيينا"، عن عُمر ناهز 75 عاماً، مخلفاً إرثاً طليعياً - كلاسيكياً.

وُلد Ernst Jandl في "فيينا"، في أول آب 1925م. لم يُعر أحداً اهتماماً باكورة قصائده، نشر شعره مطلع منتصف القرن الماضي في المجلة الفييناوية "سبل حديثة Neue Wege". ولأنه عمد لمفردات أقرب إلى شعر الكاتب المسرحي والشاعر الألماني الشهير "برتولت بريشت"، رائد المسرح الملحمي "برتولت بريشت" و الشاعر التعبيري "أوغست شترام"، ولغة النثر وتفاصيل الحياة اليومية، ووجه برفضه كشاعر بلا لغة، نشر ديوانه في أهم دور النشر الأدبية في ألمانيا "Suhrkamp".

في الثامنة عشرة من عمره، جُند في جيش هتلر. وخاض غمار الحرب العالمية الثانية فانُتزع من وسط بيئته وأحلامه ليُقذف به إلى ساحات الوغى حيث الدعاية النازية تتحدث عن حب الوطن وشرف الشهادة، فكتب Jandl عن الاتجار بالشعارات: "يقول الأب: خذ بيدي/ تقول الأم: لله والوطن!".

وقع Jandl أسيراً في قبضة القوات البريطانية، وبعد بعد أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها أطلق سراحه وعاد إلى "فيينا". درس علوم - أدب اللغة الألمانية والإنجليزية. وتخرج في عام 1949م، وحصل عام 1950م على شهادة دكتوراه في الأدب، وعمل مدرساً في مدرسة ثانوية حتى أواخر عقد سبعينات القرن الماضي. عام 1973م، أصبح عضواً في تجمع أُدباء (جراتس)، و تدرج فيه إلى نائب الرئيس، وأصبح رئيسا له بين عامي 1983 - 1987م. نشر Jandl باكورة دواوينه عام 1956م بعنوان "عيون أخرى". في هذا الديوان بدا الشاعر واضحاً -شكلاً ومضموناً - بالُبعد عن البلاغة والمُحسنات البديعية. حاول تنقية لغة الشعر من الترهل والإسفاف في الإبهام والتهويم، لم يُثرثر، إنما اعتمد الإختزال أسلوباً، وتعمد الإخلال بالترتيب المألوف للجملة، وخرق قواعد النحو والصرف. كان Jandl على خطي رواد سبقوه، مثل "شترام" الذي خر صريعاً على جبهة قتال الحرب العالمية الأولى، يقول عنه Jandl: "هو أوغست شترام/ جداً اختصر/ القصيدة الألمانية/ هو أوغست شترام/ اختصرت حياته/ الحرب العالمية الأولي/ أما نحن / فلدينا وقت أطول / لنثرثر".

وكما يتضح في قصيدة "إيكاروس" من باكورة دواوينه. وإيكاروس (عباس بن فرناس): بطل أسطورة عربية - يونانية، حاول الطيران مستخدماً أجنحة ثبتها بالشمع على جسده، فلما علا فقد أجنحته وسقط في البحر. وقد استخدم الأدباء هذا "الموتيف" كثيراً للتعبير عن اقتران الهزيمة بالنصر والنصر بالهزيمة في كثير من الأحيان. Jandl يختزل القصة في بضع كلمات لاغير: "إيكاروس طار/ إيكاروس سقط/ إيكاروس سقط/ عاليا فوق الآخرين".

مع زوجته على طريق الدادا رفيقة دربه في الشعر والحياة الشاعرة Friedrike Mayröcker

عام 1954م إلتقى Jandl شخصية كان لها أثر كبير في حياته شاعراً وإنساناً، الشاعرة الشابة Friedrike Mayröcker التي وجد فيها توأم روحه. بدأت بينهما صداقة عميقة، دفعت كليهما إلى الإنفصال عن زوجه كي يكملا رحلة الحياة معاً. ومن خلال الشاعرة May röcker، تعرف Jandl على "جماعة فيينا الأدبية"، ما طبع قصائده بعد ذلك بسمات مذهب الدادا الرافض للثقافة البورجوازية والمدنية الحديثة عموماً.

لم ينشر Jandl ديواناً له إلا عام 1966م بعنوان "عال وعالية". حقق الديوان شهرة عريضة، و يحتوي على كل السمات المميزة لشعر Jandl التجريبي المتأثر بحركة "الشعر المحسوس. الفارق الأساس بين Jandl وكثير من رواد ذاك النوع من شعر الصياغة اللغوية الرشيقة التي طبعت أعماله وأوصلتها إلى الجمهور الذي ظل لا يعرف شيئا ًعن زملائه المجربين الجادين.

القصائد لاقت نجاحاً عندما كان Jandl يلقيها بنفسه. أصبح Jandl ابتداء من ثمانينات القرن الماضي، نجم إلقاء يتهافت الناس على عروضه الشعرية التي تصاحبها دوما موسيقى الجاز!، ويتهافتون أيضاً على الاسطوانات التي سجل عليها بعض أشعاره!!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المخرج كريم السبكي- جمعتني كمياء بالمو?لف وسام صبري في فيلم


.. صباح العربية | بمشاركة نجوم عالميين.. زرقاء اليمامة: أول أوب




.. -صباح العربية- يلتقي فنانة الأوبرا السعودية سوسن البهيتي


.. الممثل الأميركي مارك هامل يروي موقفا طريفا أثناء زيارته لمكت




.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري