الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق بحاجة دستورية الى(مدير تنفيذي)لا الى(زعيم تأريخي)؟!

محمود حمد

2010 / 6 / 10
اخر الاخبار, المقالات والبيانات



مازالت..
• الأقبية السرية تضطرم بالتذابحات!
• ووسائل الإعلام تصطخب بالتسقيطات!
• والشوارع تتوجع من المفخخات!
• والحدود تشكو من التدخلات!
و(النشامى) ركاب الحافلة التي رافقت قوات الغزو يتصارعون لاشغال جُحر)الزعيم التاريخي!( الشاغر الذي خلفه الدكتاتور بعد الغزو وهروبه الى جُحرِ النجاة!!
وليس هناك من مؤشر يُنْبِئ بظهور سياسي مهني عاقل ينتمي لثقافة " الديمقراطية التنموية العادلة " يتطلع لخدمة الشعب والوطن في " وظيفة عامة " كوظيفة " المدير التنفيذي لحكومة العراق" التي نص عليها الدستور في المادة 78:
( رئيس مجلس الوزراء هو المسؤول التنفيذي المباشر عن السياسة العامة للدولة ، والقائد العام للقوات المسلحة ، يقوم بإدارة مجلس الوزراء ، ويترأس اجتماعاته ، وله الحق بإقالة الوزراء بموافقة مجلس النواب).
فـ (المسؤول التنفيذي) الذي يتولى (إدارة) مجلس الوزراء هو (مدير تنفيذي) فحسب..وليس (زعيم تأريخي !)!!!
و(المدير التنفيذي) موظف عام:
1. يلتزم بما نص عليه الدستور من كون وظيفته العامة ليست بديلا لمجلس الوزراء ..
بل هي ( ادارة مجلس الوزراء ).. المجلس الذي يمارس الصلاحيات التالية وفق النص التالي للمادة 80 من الدستور:
(1) تخطيط وتنفيذ السياسة العامة للدولة ، والخطط العامة ، والاشراف على الوزارات ، والجهات غير المرتبطة بوزارة.
(2) اقتراح مشروعات القوانين.
(3) اصدار الانظمة والتعليمات والقرارات ، بهدف تنفيذ القوانين.
(4) اعداد مشروع الموازنة العامة والحساب الختامي وخطط التنمية.
(5) التوصية الى مجلس النواب ، بالموافقة على تعيين وكلاء الوزارات والسفراء واصحاب الدرجات الخاصة ، ورئيس اركان الجيش ومعاونيه ، ومن هم بمنصب قائد فرقة فما فوق ، ورئيس جهاز المخابرات الوطني ، ورؤساء الاجهزة الامنية.
(6) التفاوض بشأن المعاهدات والاتفاقيات الدولية ، والتوقيع عليها ، او من يخوله.
• خلافا لـ (الزعيم التاريخي!) الذي لاسلطان عليه ، ويترسب في خلايا ـ عقيدته ـ ان اعضاء مجلس الوزراء محض طبّالين ومُزَمِّرين في حضرته!
2. يخضع المدير التنفيذي ( رئيس مجلس الوزراء ) للمساءلة ـ التضامنية ـ من قبل المجلس الذي يقوده ( مجلس الوزراء )..وللمساءلة ـ الرقابية بل والإقصائية ـ من قبل الهيئة التي تراقب المجلس ( مجلس النواب )..وللمساءلة ـ النَبذيَّة ـ من قبل الجمعية العامة التي اختارت المجلس واختارته ( صناديق الاقتراع عندما يحين موعد الانتخابات )..
• خلاف (الزعيم التاريخي!) ـ المعصوم عن الخطأ!ـ الذي يضع نفسه فوق المساءلة..ويُحَرِّم على الناس الاستفهام!!
3. (المدير التنفيذي)..يتولى ( إدارة المجلس ـ مجلس الوزراء ) المكلف بتنفيذ الخطة التي اعتمدتها الهيئة التي تراقب المجلس الذي يقوده..
ونعني(مجلس النواب)..
• خلاف (الزعيم التاريخي!) الذي يفرض على الجميع تنفيذ اهوائه دون رقيب او حسيب!..
ويذهبُ الى الفناء الابدي ـ بلسانه وقدميه ـ من تَجَرَأ على الشك بعظمة ومعصومية وقدسية ( الزعيم التاريخي!)..الذي لَمْ ولَنْ تُنجِبُ ولاّدةٌ غيره على الارض ولا في المريخ!!
4. (المدير التنفيذي)..يطبق التشريعات بكفاءة ووعي ومسؤولية وحرص..
• خلاف (الزعيم التاريخي!) الذي يُصدر التشريعات ويُطبقها ويُلغيها ويُجوِّفُها حسب أهوائه!
5. (المدير التنفيذي)..موظفٌ محدود الأجَلِ والأجرِ!
• خلاف (الزعيم التاريخي!)..طاغيةٌ مُطلَقُ السلطة ومُلتَصِقٌ بها حتى التعفن!
6. (المدير التنفيذي)..يَقوى بنجاح خطط التنمية..
• خلاف (الزعيم التاريخي!) الذي يقوى بنجاح خطط القمع!!
7. (المدير التنفيذي)..يرتقي للمنصب على كفاءته ونزاهته المهنية ومن خلال الاختيار الجمعي الواعي الحر له..
• خلاف ( الزعيم التاريخي!)..يقفز للمنصب من على ظهر دبابة او يتسلل اليه في ظلمة التخلف المجتمعي وسُبات التأريخ!!
8. (المدير التنفيذي)..مُنتِجٌ مُبدعٌ يولَدُ من رحم ثقافة عصره..
• خلاف (الزعيم التاريخي!)..قَبّارٌ يُولَدُ عندما تُقبَرُ ثقافة عصره!!
9. (المدير التنفيذي)..يلتزم بالدستور ويحترمه لأن وجودهُ مضمون بالدستور..
• خلاف (الزعيم التاريخي!)..يَبغَضُ الدستورَ ويَحتقرُهُ لأن وجودهُ نقيضٌ لشرائع الدستور!!
10. (المدير التنفيذي)..يحتاج لفرق البُناة المبدعين وتنفيذ خطط التنمية المستدامة لإقناع الناس بمبررات بقائه في منصبه ، في الجولة التالية..
• خلاف (الزعيم التاريخي!)..يحتاج الى كتائب الموت المتخلفة ، وهجير التخويف الشامل المستديم ، والدجل المُعَبأ بالوعيد..لفرض إلتِصاقِهِ المُتأبدِ بعرش السلطة!!
وفي هذه المرحلة الحرجة من تاريخنا التي تتميز بصلابة القشرة السياسية ـ التحاصصية ـ القامعة لكل نشوء تنموي متمدن يحاول اختراقها للنفاذ الى فضاء التواصل مع المجتمع الحر المُختنق بدخان التخلف..حيث يتشابك:
• التطرف العقائدي بالتعصب الطائفي والعرقي!
• هزال المسؤولية الوطنية بتفشي التدخل الوبائي الخارجي!
• عشو البصيرة بلهيب المطامعّ!
• هزال الارادة بتعاظم وتفاقم الأزمات!
• أنين الحاجة لـ (رجال دولة ديمقراطيون) باصطخاب الغوغاء حول الاصنام!
• تَصَدُّعِ اسوار الحُرُمات والثروات بغَفلة الناطوراو تَغافله!
• صرير البؤس في النفوس والشوارع بإنفلات اللصوص في البيوت!
مما يتطلب من جميع القوى المحبة للحرية والديمقراطية والساعية لتخليص الوطن من الاحتلال وتطهير المجتمع من التخلف..ان تجمع صفوفها من اجل:
1. بناء الدولة العاقلة..
2. الحكومة الكفوءة والنزيهة..
3. المعارضة الرقابية القوية..
4. الشعب الحر المُدرِك لمصالحة..
5. الاقتصاد المُنتِج..
6. الثقافة المُثمرة..
ان القوى الساعية للتغيير التنموي تواجه طغيان تخلف الوعي المجتمعي السائد .. الباحث عن صنم يَعبُدُهُ..حتى وان إنتزعه من أسلاب الماضي او من أكوام الخردة في الحاضر؟!
ذلك التخلف الموروث المتسرطن الذي يشكل البيئة الموبوءة لصناعة (الزعيم التاريخي!!) الوارث للانساب العرقية والطائفية البدائية..
حتى وان كان (طرطوراً اجوفاً)..
التخلف..المُعشعش في العقول والسلوك والمواقف والرؤى..الذي يُلفق لـ(الزعيم التاريخي!) الذرائع ، ويُحيك له مختلف الاوهام ، ويَبتني له الاساطير ، ويُبَجِّل له الاكاذيب ، ويَمنحه الالقاب المقدسة وغير المقدسة!!
لقطع الطريق امام تبلور ثقافة (المدير التنفيذي للحكومة) القادم من بيئة الكفاءات الشعبية الوطنية النزيهة!
ان الوعي الحر المتنامي التأثير لإنتاج (موظف عام ) كفوء نزيه يسائله الناسُ إن أخفق ويَثنوا عليه إن أصاب..يعد المناخ المعرفي الضروري والحتمي للخروج من ركود الظلمة الذي تَلَبَدَ على وعي قطاعات غير قليلة من السكان ، وزَجهم في مستنقع التطرف والعنف ، وعَطَّل عقولهم ولَوَّث نفوسهم..واستدرجهم الى إقصاء العقلاء منهم عن مواقع إرشادهم الى تنمية انفسهم ووطنهم!
ومع تدهور الاوضاع الامنية ، وانحدار الخدمات العامة ، وتفشي الفساد الاداري والمالي في مفاصل الدولة والمجتمع ، وتفاقم الخواء السياسي لدى القوى المتنفذة في دولة المحاصصة..تتزايد التدخلات الخارجية من قبل دولة الاحتلال ، ومن الدول الاقليمية والعربية التي تضع فيتو على هذا الميل التاريخي التطوري نحو الاختيار الحر لـ ـ المدير التنفيذي لحكومة العراق ـ!
لان موقف تلك الدول نابع في الاساس من النهج الرافض لمفهوم وثقافة وممارسات وجذور( المدير التنفيذي ) المُتغير بتغير البرامج التطويرية..والمُتبدل بتبدل المراحل الإنجازية .. والمُتطور بإرتقاء المتطلبات الحضارية..والمُختلف باختلاف الاجيال العصرية..والمُتجدد بتنامي الاحتياجات الانسانية!!
هذا ( النموذج لرجل الدولة الديمقراطي) الذي تخشاه تلك الانظمة..المتناقض مع ( نموذج دولة الرجل) التي تفرز (الزعيم التاريخي المستبد!) الذي تتشبث به انظمتها:
الرمز المقدس..
الوارث والموروث..
المتأبد..
المالك لكل شيء..
والعليم بكل أمر..
والدواء لكل داء!!!
• ويرصد اي متابع لبيب ـ او حتى عابر غافل عن المعلومات ـ مدى فَضاضة وصَلف التدخل في الشؤون الداخلية العراقية من قبل البعيد والقريب من الدول والجماعات الارهابية!..
• ولم يكن هذا الاستخفاف بكرامة وارادة العراقيين وسيادة وطنهم ناجما عن قوة مُثُلِ وحُجج ونمط حكم تلك الاطراف المُتَدَخِّلة..
• بقدر ماهو انعكاس لفساد ـ الطبقة ـ السياسية العراقية واسترخاص بعض شخوصها لانفسهم امام من يتوهمون بانهم منقذيهم في حومة التذابح على الامتيازات البائسة المتشظية من تخبط السلطة الفاشلة في العراق.
• وينبع الموقف الهزيل لهؤلاء السياسيين ـ المُستَجِدين ـ او ـ المُعاد إنتاجهم ـ امام ( ضغوط التدخل الخارجي ) من شعورهم بالذعر من المجهول الذي ينتظرهم..الناجم عن غدرهم بالمصالح الوطنية العليا ولُهاثهم الشخصي لإشغال ( جحر الزعيم التاريخي!) الشاغر و(الجحور) المُلازمة له التي خَلَّفتها (حوشيته)!!
• وليس بعيدا عن هذه الفوضى بالمفاهيم والممارسات والخطابات والنوايا..تلك المحاولات الرامية الى تقزيم منصب ( رئيس مجلس الوزراء ) بعد ان استمات ـ المتحاصصون ـ لتعظيمه عندما تساوموا على تقاسم مواد الدستور
فيما بينهم وـ بَصَمَ ـ لهم عليه ملايين الناخبين الباحثين عن الخلاص والمُخَلِّص؟!
فلماذا يريدون ـ اليوم ـ تحجيم هذا المنصب ؟!
هل :
خشية من إفراز ( الزعيم التاريخي!!) الذي سيسحقهم جميعا، بعجلة الاستئثار بالسلطة؟!
ام سعيا لتقاسم غنيمة التَسَلُّط التي يسعى لها جميع المتحاصصين، ويعجز اي منهم عن إستلابها بمفرده؟!
واخيرا نتساءل :
هل في مكونات القشرة السياسية العراقية البائنة للعيان على سطح الاحداث وزَبَد الاخبار من هو مُتَطَهِرٌ من وَهْمِ ( الزعيم التاريخي!) ومؤهل للوظيفة العامة ـ المدير التنفيذي للحكومة ـ ؟!
ام ان العراقيون ـ العقلاء ـ في حقول السياسة المُشمِسََة او في قرارة الدهاليز المُظلمة قادرون على الدفع بوجوهٍ غير مُستَهلَكة ـ او مُعاد إنتاجها ـ لتولي هذه الوظيفة الخدمية المحدودة الأجل والأجر؟؟!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - انت على حق
نسرين السامرائي ( 2010 / 6 / 10 - 12:43 )
مادامت (التذابحات والتسقيطات والمفخخات والتدخلات ) تفعل فعلها على ارض الواقع ومادات الديمقراطية ضربت جذورها الى اعماق الارض العراقية ومادام شعبنا الأبي بلغ من الرقي والتطور ما لم يبلغه اي شعب اخر على وجه المعمورة فانت على حق ماحاجتنا الى زعيم تاريخي ؟ لا نحتاج الا الى موظف صادرة وواردة وأعداد من خيول المآتة لتهش عن حقولنا مضايقات الطيور
انت على حق سيدي العزيز


2 - العراق بحاجه الى سياسيين لا تيارات
هادي العلي ( 2010 / 6 / 11 - 10:19 )

الحكومه هي قيادة دوله وقيادة اي دوله هي قيادة سياسيه حتما أكان قائدها فرد او مجموعه منظمة ,فان كانت مجموعة فبرأس سواء مجموعة صغيرة ام كبيره ولكل رأس صفاته السلبيه والايجابيه, وعلى كل حال فالقيادة السياسيه لابد ان تكون سياسية اولا وهدا واضح من اسمها اي ان تكون معدة و مؤهله لتوجيه حركة الدولة الداخليه والخارجيه الى غايات مرسومه عبرمنظومة علاقات اقتصاديه وثقافيه مؤثرة في المجتمع الوطني والاقليمي والدولي وبدون دلك فان الدوله تكون بلا قيادة اي بلا حكومة وبالتالي تصبح الدوله في مهب الريح تتلاعب بها التيارات كما تتلاعب الامواح في سفينة طافيه اي مثل السفينه بلا ربان


3 - العراق و مشكلته
هادي العلي ( 2010 / 6 / 11 - 10:22 )
ومشكلة العراق هي هده مع سبق الاصرار فقيادته القائمة أوالمفترضه ليست سياسيه لا بافرادها ولا بمجاميعها وهي لا تريد ان تكون سياسيه وتصر ان تبقى مجرد تيار او حزمة موجه تضرب بالسفينه يمينا او يسارا شمالا او جنوبا لدلك ترى السفينة تتمايل بتلاطم التيارات وسوف لن تستقر تلك السفينه الا ادا توفر لها الربان ومساعدين له حتما لان التيارات لا غاية مرسومة لها سوى انها مكونات حركية ناجمة عن تاثيرات حركية اعظم منها وكدلك على المستوى الاجتماعي تكون تلك المكونات ناجمه عن كتل و تراكمات تاريخيه هائلة جاريه ومؤثره في العادات والتقاليد الاجتماعيه وهي غالبا تاخد طابع المعتقد الديني لدلك فان زعمائها مجرد زعامات دينيه او ما يطلق عليها بالمرجعيات.ان افراز نخب من هده التيارات لتقود الدوله سوف تؤدي بها الى الفوضى ولن تستطع مرجعياتها ان توفر لها سوى التشبث بالمتراكم التاريخي وهدا لم ولن يؤهل تلك النخب لكي تكون قائدا سياسيا اي موجها للدوله داخليا وخارجيا الى غايات مرسومه عبرمنظومة علاقات اقتصاديه وثقافيه مؤثرة في المجتمع الوطني والاقليمي والدولي


4 - القول الصريح
هادي العلي ( 2010 / 6 / 11 - 10:39 )
لدلك اقولها بصراحه ووضوح ادا لم تقوم بهدا الواجب احزاب لها انظمة وبرامج وتعمل بشكل ديموقراطي سواء في علاقاتها الداخليه ام في علاقتها ببعضها فلن تقوم قائمة للعراق

اخر الافلام

.. جمعية -مالوف تونس- تقيم حفلا في باريس


.. لماذا استبعدت روسيا ولم تستبعد إسرائيل من مسابقة الأغنية -يو




.. تعليق دعم بايدن لإسرائيل: أب يقرص أذن ابنه أم مرشح يريد الحف


.. أبل تعتذر عن إعلانها -سحق- لجهاز iPad Pro ??الجديد




.. مراسلنا: غارة إسرائيلية على بلدة كفركلا جنوبي لبنان | #الظهي