الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لو حدث ذلك في دولة أخرى ...!!!

جهاد عقل
(Jhad Akel)

2004 / 8 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


" لا سامية ..."

عندما طلب الحديث مع مراسل التلفزيون ، لم يتوقع أحد من الحضور ما سيقوله .... لكنه كان متوترا ..الصمت خيم على الجميع وانطلق قائلا للمراسل وهو ينظر الى العدسة :" لا يقاطعني أحد ...لو حدث ما يحدث معنا هنا نحن اليهود في دولة أخرى حيث تتم عملية تجويع لنا ولاطفالنا لسمعنا المسؤولين في الحكومة يقولون هذه لا سامية ...هذه لا سامية ... " ؟! سكت المتحدث ولم يضف كلمة واحدة .. مثلما فعل بقية الحضور .. انه عامل اسرائيلي يهودي يعمل في مؤسسة دينية ،لم يحصل على راتبه منذ (30) شهرا مثل زملائه الآخرين وعددهم يزيد عن سبعة آلاف عامل ، يقدمون الخدمات الدينية للمواطنين في مختلف انحاء البلاد ، والمسؤول عن دفع أجورهم الحكومة .لكن حكومة اليمين المتطرف بقيادة شارون – نتنياهو ، تقوم بتجويع هؤلاء العمال وعشرات آلاف آخرين ممن يعملون في الحكم المحلي وتحولهم وأطفالهم الى رهائن – جياع لتنفيذ مخططات اقتصادية تعتمد على نهج الليبرالية الجديدة ، التي تؤدي في المحصلة الى اغناء الاغنياء وبالمقابل افقار العمال وغيرهم من المستضعفين .



اسرائيل الاخرى

وزير المالية بنيامين نتنياهو قام بعرض اقتراح الميزانية لسنة (2005) في مؤتمر صحفي عقده مساء يوم الاحد(8/8) . لم يتورع سيادة الوزير عن استعمال البلاغة اللغوية والاوصاف المختلفة لعرض "انجازاته" الباهتة جدا جدا .. تمايل راقصا وهو يصف " السيارة" الغارقة في الوحل - الاقتصاد الاسرائيلي- وكيف استطاع هو ولا أحد غيره من تحريكها لتبدأ" بشائر " خروجها من هذا الوحل .. وحل الركود الفظيع والبطالة والفقر وتقليص ميزانيات الرفاه والصحة والتعليم ..

الوزير نتنياهو أطلق العنان لخياله الخصب جدا جدا .. مؤكدا أن النمو الاقتصادي على الابواب والازدهار ستتفتح أزهاره سريعا ... لننعم بأيام العسل التي سيجنيها النحل من هذه الازهار... لكن هذه الاوهام لم تقنع العامة من الناس ، لا ولا العمال الذين تهبط أجورهم بدلا من أن ترتفع نتيجة سياسة هذه الحكومة ... بل جيوبهم تمزقت وهم يبحثون فيها باستمرار علهم يجدون فيها مبلغ ما لشراء كيس حليب أو رغيف خبز لاطفالهم . حتى البعض من أرباب رؤوس الاموال الذين يزداد غناهم يوما بعد يوم على حساب العمال والشرائح الضعيفة ، لم يتورعوا عن توجيه الانتقادات لمشروع الميزانية هذا والضربات المؤلمة التي يحملها للعمال وغيرهم ...بل الى " اسرائيل الاخرى".



تقرير فظيع

دائرة الاحصاء المركزية ، هي الدئرة الرسمية للمعطيات الاحصائية ، أصدرت تقريرا تناولت فيه أوضاع المواطنين المعيشية في العام (2003) ، هذا التقرير الذي أصدرته الدائرة بعد أقل من (24) ساعة من المؤتمر الصحفي اللامع الذي عقده نتنياهو جاء صفعة مدوية للوزير بما حمله من معطيات قاسية عن سكان "اسرائيل الاخرى" ...... نعم المعطيات هدمت البناء الاعلامي الذي بناه الوزير نتنياهو ، الذي يركض لاهثا نحو كرسي رئاسة الحكومة ، بعد اعتزال شارون قريبا أم بعيدا... لذلك لا يتورع عن استعمال كافة الاساليب من أجل الوصول الى هذا الكرسي الهام .. واتضح أن "النمو الاقتصادي " الذي تشدق به كان مجرد وهم لا غير ... التقرير يكشف أن (46%) من المواطنين في اسرائيل لا يستطيعون توفير وتغطية المصاريف الشهرية التي يحتاجها بيتهم ، مما يؤدي الى العيش في قلق دائم . وأن (37%) منهم لا يتوقعون أي تحسن في أوضاعهم الاقتصادية خلال السنوات القادمة ، وأن (24%) يتوقعون أن وضعهم هذا سيزداد سوءا عما هو عليه اليوم .

التقرير يكشف أيضا أن (14%) من المواطنين (حوالي 550 ألف شخص) اضطروا "التنازل عن الاكل بسبب الاوضاع الاقتصادية الصعبة" ، وأن (38%) تنازلوا عن تدفئة البيت أو تبريده من أجل التوفير في مصاريف الكهرباء، وأن (16%)ممن يحتاجون للأدوية تنازلوا عنها لعدم توفر الاموال لديهم و (45%)ممن يحتاجون الى علاج أسنان ضروري تنازلوا عنه أيضا ..يضاف الى ذلك (54%)تنازلوا عن اقتناء الملابس والاحذية بسبب الضائقة التي يعيشون فيها، وأن (14%)قاموا بقطع الهاتف والكهرباء عن بيوتهم لعدم توفر المال . أما بالنسبة لصيانة البيت وحمايته من الدلف في الشتاء ومن الرطوبه وغيرها اتضح أن (45%)من العائلات لم تقم باعمال صيانة ضرورية لبيوتها بسبب الضائقة المالية والمعيشية التي تعيش فيها ، لكن النسبه في هذا البند (الصيانة) بلغت لدى المواطنين العرب (84%)مقابل(54%)لدى المواطنين اليهود ، جميع المعطيات الواردة في التقرير الاحصائي تظهر أن الوضع بين المواطنين العرب هو أسوأ بكثير مما هو عليه في المعدل العام.

عن هذه المعطيات لا يتحدث وزير المالية نتنياهو ولا رئيسه شارون ... انهم يتحدثون عن الحرب والعربدة العسكرية فقط... ويواصلون حلم اليقظة للنمو الاقتصادي ... الذي يسير باتجاه واحد... الا وهو جيوب ارباب رؤوس الاموال فقط. وبذلك يواصلون اغفال ما يجري في اسرائيل الاخرى ، اسرائيل المرضى والفقراء ... اسرائيل العاطلين عن العمل والجياع ...لهذا لا نتوهم كثيرا من الاوهام التي يحاول نتنياهو زرعها في خيال الغلابى .. لان الحقيقة نعيها ونعيشها ونلمسها على جلودنا ولذلك نحن أدرى منه بألمها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. معركة ساخنة بين بايدن وترامب؟ | المسائية


.. الإصلاحي بيزشكيان والمحافظ جليلي يتأهلان للدور الثاني من الا




.. ميقاتي: لبنان سيتجاوز هذه المرحلة والتهديدات التي نتعرض لها


.. حماس تدعو الأردن للتحرك من أجل مواجهة مشروع ضمّ الضفة الغربي




.. أبرز التحديات التي تواجه الديمقراطيين في حال أرادوا استبدال