الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا الدستور؟

عمران العبيدي

2010 / 6 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


قد يستغرب البعض من طرح هكذا سؤال بأعتبار ان الاجابة عليه بسيطة وتكاد تكون معروفة لدى الغالبية ،ولكن لابأس من طرحه والاجابة عليه ، فالدستور يوضع ويسن ليكون وثيقة وقانون ينظم الحياة السياسية في اي بلد ، ويكون وثيقة محترمة وملزمة للجميع ولايمكن التجاوز عليها ، وأذا ما اريد حذف او تغيير فقرة او بند او نص فأن ذلك يخضع لمعايير وضوابط لايمكن تجاوزها وهو لايخضع لأرادة شخص معين بل يخضع لارادة الشعب ، والشعب وحده من يحق له الموافقة والرفض .
في العراق عانينا من الدساتير المؤقتة التي يضعها ( الحاكم بأمر الله القائد الاوحد) يغيرنصوصها ويضيف ويحذف حسب مزاجه وبما يؤمن له البقاء وما على الشعب سوى الرضوخ والاذعان .
بعد التغيير تمت كتابة الدستور وخضع لأجراءات لاقراره ،وتوافقت عليه اغلب الكتل السياسية وصوت عليه الشعب ،وبالتالي ، من غير المنطقي ان يتم التدوال بين الحين والاخر طروحات تتحدث عن تعطيل فقرة أو تأجيل العمل بها لأننا لابد ان نسأل انفسنا لماذا وضعنا الدستور اذا كان يخضع لمزاجية البعض ؟لماذا استفتى عليه الشعب أذا كانت فقراته وبنوده مطواعة بيد بعض الساسة بهذا الشكل ,,؟ألا يعد ذلك مخالفة صريحة للدستور ؟ , أم ان بعض السياسيين يريد ان يضع ارادة الشعب خلف ظهره ..؟، صحيح أن الدستور ليس منزلا من السماء ،وصحيح انه قابل للتغيير وفق لبعض المتطلبات ، ولكن لابد من اخضاعه للضوابط الصحيحة في عملية التغيير وخلاف ذلك فأن اي اجراء يشكل استهانة باصوات الاف الناس التي صوتت على الدستور ،حتى وان تضمن ذلك الدستور بعض الهفوات التي تستوجب التصحيح والتوضيح .
أن مايتم تداوله عن بعض الاخبار حول تعطيل هذه الفقرة الدستورية او تلك او العمل بالضد من بعض الفقرات يشكل حالة خطيرة تجري من اجل ارضاء هذا الطرف او ذاك للمشاركة في تشكيل الحكومة المقبلة ، حيث يجري الحديث حول تأجيل العمل بالفقرة الخاصة بالغاء( مجلس الرئاسة وجعله يقتصر على رئيس الجهورية ونائب له في الدورة الحالية ) .
ليس هناك اعتراض على اي تغيير يراه البعض ضروريا للدستور ،ولكن ان يتم تجاهل من له الحق في قبول ذلك او رفضه، فذلك مؤشر على عدم احترام وعلى عدم اهمية رأي الشعب ،وأن المسألة لاتعدو خاضعة لمصلحة هذا الطرف أو ذاك ..!
قد يقول البعض ان مايجري هومجرد رأي ،فلماذا هذا الحجرعلى الاراء..؟ وهنا لابد من القول أولا ان رأي السياسي ليس كأي رأي ،وعليه يجب ان لاتكون فيه اية مخالفة دستورية ، والرأي يعني هنالك نوايا وهي نوايا مخالفة للدستور ،وأن وجدت منفذا بسيطا ستأخذ طريقها للتنفيذ .وعند ذلك يكون الحديث عن وجود دستور محترم امر غير واقعي ومن يخرق الدستور مرة يفتح المجال لخروقات اخرى وللتذكير فقط نقول ان لاتوجد في الدستور فقرة بسيطة يمكن تجاوزها واخرى مهمة بل ان الدستور بتمامه مهم ويجب ان يخضع للاحترام ابتداء من فقرة موعد انعقاد الجلسة الاولى الى اخر الفقرات والبنود .
ان اي تجاوز لايعني سوى اننا عدنا الى ماكنا عليه ونعتقد انه لا داعي للحديث عن حياة دستورية وقوانيين وبنود ، فسابقا كان الدستور يغير بجرة قلم واليوم بمزاج سياسي .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصدر أمني: ضربة إسرائيلية أصابت مبنى تديره قوات الأمن السوري


.. طائفة -الحريديم- تغلق طريقًا احتجاجًا على قانون التجنيد قرب




.. في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. صحفيون من غزة يتحدثون عن تج


.. جائزة -حرية الصحافة- لجميع الفلسطينيين في غزة




.. الجيش الإسرائيلي.. سلسلة تعيينات جديدة على مستوى القيادة