الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين ياسر عرفات و أبو مازن: مسافات في مفهوم سلام الشجعان

بوجمع خرج

2010 / 6 / 11
القضية الفلسطينية


الحــــــــــدث
اعترف السيد ابو مازن رئيس السلطة الفلسطينية الغير منتخب منذ يناير 2009 قائلا في زيارته للولايات المتحدة يوم 09 يونيو 2010 "أنا لن أتنكر لحق الشعب اليهودي على أرض إسرائيل وفي ذلك طبعا إقرار الجنسية الإسرائيلية لكل يهود العالم في الوقت الذي يبقى فيه سبعة ملايين فلسطيني بدون. وحسب الصحافة الدولية فان السيد عباس التقى بمجموعة "الأيباك" ومجموعة "بني بريث" المساندة لإسرائيل والمدافعة عن السامية ومؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأمريكية الكبرى و الرئيس الأمريكي السيد أوباما. وللإشارة فإن هذا يحدث بعد يومين من طلب وجهته إسرائيل لفرنسا تدعوها إلى توقيف بث قناة القدس لحماس من "أوتيلسات"
كيف ولمــــــــاذا
هكذا فإن السيد عباس يربط بين مفردات التاريخ ربما لتسريع نهاية الزمن كما تعتقد ذلك المسيحية الصهيونية وبالتالي إعادة خلق دولة يهودية. وحسب اعتقاد معتنقيها سيتم ذلك دون خوف من التسبب في طوفان أو كوارث مروعة. وفي هذا الصدد وللتذكير فإن الحاخامية كانت دائما تعارض فكرة إنشاء دولة يهودية رغم أن صلاح الدين كان قد اقترح فكرة تليق بهم. فهل هؤلاء الجماعات التي التقى بها السيد أبو مازن ينظرون إليه كرجل سلام أم كعدو للمسيح؟
فأما عن التفكير في خلق كيان يهودي فان المسالة تعود إلى القرن السابع عشر إلى أول رئيس جعل دولته إسرائيل الثانية مناديا بخلق دولة يهودية وهو الانجليزي لبروتيستاني "أوليفيي كرامويل". إلا أنه بعد إعادة تنظيم المملكة لبريطانية سيطرد أتباعه إلى أن ظهر وزير الملكة فيكتوريا "بنيمين إسرائيلي" الذي يعتبر المرجع الأساس للمحافظين الجدد.
وهكذا ستظهر وطنية ثيودور هيرتزل التي ستجعل المسيحية المتصهينة تجد غايتها عند اليهود العلمانيين ومنه تبين للإسرائيليين بعد حرب 1967 أهمية الوزن الانتخابي للطوائف الإنجيلية فتضاعف الاهتمام بأحد رموزها الكبار القس "جيري فالويل" والذي من خلاله سيتم إعلان القدس عاصمة اليهود في تجاوز للقانون الدولي. فهل السيد ابو مازن إذن يحقق لبنيامين ناتنياهو حلما كبيرا كان قد تحالف لأجله المسيحية الصهيونية والمحافظين الجدد منذ سنة 2003 في لقاء كبير بالقدس بحضور اولمرت الذي سيليه تأسيس تحالف الكوكيس اليهودي المسيحي وعلاقة بهذا فان القس "دجون حاجي" يعتبر هو المرجع في نظرية التحالفين اليهود والمسيحيين بحكم ان الله كان قد تعاقد معهما رغم أن جيري فالويل كان في البداية غير مقتنع به. ولعلي بهذا أصل إلى نقطة ارتكاز هذه المداخلة لأذكر بان القس "دجون حاجي" كان يقول رسميا على أنه لن يمدح إسحاق رابين ذلك انه في نظره باع "أرض الميعاد".
في انتظار السيد المسيح ؟
فهل إذن باعتراف السيد ابو مازن لهذه الفرق بالجنسية الإسرائيلية لليهود هو عدم مدح السيد ياسر عرفات (كما دجون حاجي) الذي تصافح مع إسحاق رابين في سلام الشجعان و في وضعية كم هي صعبة ذهبا ضحيتها معا أم لديه سلام شجاع آخر جديد في شرق جديد؟ وما طبيعة هذه الشجاعة في غير اقتراحه لهم الاعتراف بجنسية سبعة ملايين فلسطيني بدون هوية ولم يضع رفع الحصار عن غزة كشرط لهذا الاعتراف ...؟ لننتظر إذن السيد أبو مازن على أمواج الطوفان الذي لا يرى فيه الصهيونية المسيحية والمحافظون الجد إحراجا وسفينة السيد المسيح المنقذة لهم كما يعتقدون. وفي هذا الصدد قال "دافيد بروك" متزعم الفيديرالية المسيحية الصهيونية المتعاطف مع الجمهوريين وهو احد ابن عمومة اهود باراك في شان إعادة تشكيل الشرق الأوسط: "الولادة المؤلمة" بذكره للإنجيل حسب "ماتيو" مضيفا من فقرة 24 " وسيأتي كثيرون يقولون انا المسيح يخدعون الناس . ولكم أيضا أن تسمعون عن حروب ووشايات الحروب فلا تقلقوا لأن ذلك يجب ان يحدث ولكن ليس النهاية وكل ذلك لن يكون سوى بداية ولاية مؤلمة"
لست ادري هل السيد ابو مازن في اعترافه هذا يتذكر أن السيدة كونداليسا رايس التي كان يعانقها بمحبة كبيرة ومعه في ذلك السيد دحلان بكياسة بالغة كانت رددت نفس الفقرة مضيفة "أن إسرائيل تقوم بعملنا وتشتغل لأجل الشعوب الحرة... إن الأمر يتعلق بحرب واسعة بين الحضارة اليهودية المسيحية وقوى الشر...وما علينا سوى مساندتها". وليس هذا من باب العتاب ولكن لا أرى أين موقعه في ما يسمى "القوة الذكية" أو القوة الناعمة التي هي الفلسفة الجديدة للبيت الأبيض الملتزم انحيازا بدعم إسرائيل وطبعا حلفائه ضد قوى الشر أي ضد حماس و سبعة ملايين فلسطينيا مشردا وطبعا الجماهير الإسلامية والعربية المتعاطفة مع هؤلاء من باب الإنسانية.
أم انتظار كودو (لسمويل بيكت) علمانيا ؟
أتمنى أن أكون خاطئا إذا قلت على أنه بين السيد أبو مازن وسلام الشجعان مسافات دونها مسافات. وعموما حتى لا أكون سلبيا اعتقد جادا على أن الوضع على الأرض بين البشر سواء الأشرار أو الطيبين فعلا يحتاج إلى حل ذكي وليس إلى قوة بمفهومها الكوارثي والطوفاني اللهم إذا هذه الأخيرة تدخل في قرار إلهي. وفي هذا المنحى لا اعتقد أن قتل أبرياء في باخرة سلمية أو في غزة فيه طيبة أو قوة ذكية ما عدا إذا كان يراد به استفزاز الإله في ما هل هو حق لإنزال المسيح بالقوة الذكية في معناها السلبي وحتى في هذه اعتقد أن في قصة سيدنا موسى حينما شاء أن يطمئن قلبه ما يكفي لعدم المغامرة في ذلك.
وأخيرا اعتقد أن السؤال الذي يفرض نفسه على الكل هو إلى أي حد يمكن لنا أن نؤمن في أنفسنا بان أدوات النضال من داخل القدسية في مفهومها المطلق والنسبي تحتاج إلى إعادة النضر فيها وتحيينها. إن هذا الأمر أراه يشمل كل أشكال النضال سواء العقائدية أو التسايسية...
بوجمع خرج/ من مهندسي اسلو المجهض








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حملة بايدن تسعى لتبديد الشكوك بتبرعات مليونية


.. كلمات فتاة غزية تجسد معاناة غزة والسودان من الجوع




.. الخارجية الأمريكي: تمت مشاهدة تقارير مزعجة عن استخدام الجيش


.. موقع إسرائيلي: حسن نصر الله غيّر مكان إقامته خوفا من تعرضه ل




.. وقفة لرواد مهرجان موسيقي بالدنمارك للمطالبة بوقف الإبادة بغز