الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تركيا : محاولة النفاذ لأوربا عبر غزة

فتحي بن خليفة

2010 / 6 / 11
مواضيع وابحاث سياسية



إلى أي مدى ستنجح تركيا في ركوب القضية الفلسطينية ؟ وهل ستنجح في مراوغتها للعبور إلى الاتحاد الأوربي عبر بوابة غزة؟ أو عبر الدخول على خط "الصفيح الساخن" الإيراني؟
الجواب الخاص بالشطر الثاني، من هذا التساؤل، صعب وغير هين، أما جواب الشطر الأول، فسهل ولين:
نعم .. و لم لا .. فالورقة الفلسطينية كما السور القصير، يركبه و يتخطاه كل من هب و دب .. بل و شعوب المنطقة العربية برمتها، وبدون استثناء، هي كما يقال في العامية الليبية: ( زي الجحش القصير أللي ايجي ايفحج )، فإذا كانت كل أنظمة الحكم المتخلفة، ورموزها الكارثية، تحكم وتتحكم بدون استثناء، فهل سيعجز الطربوش التركي العريق عن الركوب و الامتطاء ؟
إذاً السؤال: كيف تأخرت تركيا كل هذا الوقت في ركوب هذه القضية، وشعوب تلكم القضية، كما صنعت في سابق عهد و أوان الأستانة.؟
والسؤال الأهم: أين كانت عدالة القضية الفلسطينية،، والنخوة الإسلامية العثمانية،، حينما بادرت تركيا بالاعتراف بإسرائيل ؟ وتبادلت معها السفراء بعد تبادل السفارات ؟
أين كان ملف غزة الشقيقة، وملف إيران الجارة اللصيقة، في أجندة التحالف الاستراتيجي العسكري مع تل أبيب، والمناورات العسكرية المشتركة ، و من كان يا تري العدو المشترك؟
السؤال: ماذا عن الموساد الاسرائيلي الذي يملك اليوم أهم وأخطر مراكز تجسس في منطقة الشرق الأوسط، هناك على الأراضي الحدودية التركية المحاذية لإيران ؟
كيف يستوي أمر مساندة المضطهدين المحاصرين في غزة، من لدن من يضطهد الأكراد ويحاصرهم ويفنيهم قتلاً وتجويعا ؟ مالفرق بين نصر الله و أوجلان ؟ ماذا عن مجازر الأرمن، يا بشر العروبة والإسلام ؟
أم أن مسلسل الأساطيل التركية، "يا مساطيل" الأعراب، كما هي مسلسلات مهند و لميس ، مجرد ديكور زائف، ومكياج مكشوف، وسيناريو ضحل وتافه ، يتلاعب بالعواطف و يضحك على الدقون، ومع ذلك له ما له من شعبية وقبول ؟
الجدير بالتأمل والتمعن في كل ذلك المشهد المضحك المبكي، هو صور: أردوغان، المرفوعة، والأعلام التركية المرفرفة في مختلف عواصم الانتكاسة العربية الأبدية، كأنصع مؤشر على بؤس تلك الشعوب ويأسها من نفسها في أن تحدد مصيرها، وطغيان غريزة الانقياد البهائمية، التي تطبعت بها وألفتها، فقبلت بأيً كان، ومهما كان أن يركبها، وسيان باسم القومية أو العقيدة، أو حتى الجيرة والجريرة.
فهنيئا لتركيا ورقتها الرابحة، مرحلياً، وصفقاتها الناجحة تجاريأ و سياحياً و إعلامياً، مع القطعان العروبية، والتي ستفتح لها خزائن حكوماتها المكتنزة، ومكنون صدور شعوبها المكبوتة، مؤقتاً ، إلى أن يأتي راكب أخر جديد.
إلا أن البوابة الأوربية، يا "أركاداش" لن تفتح إلا بترسيخ الديمقراطية، وتعزيز العلمانية واحترام حقوق الإنسان كأن من كان.
قلم / فتحي بن خليفة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علي... ابن لمغربي حارب مع الجيش الفرنسي وبقي في فيتنام


.. مجلة لكسبريس : -الجيش الفرنسي و سيناريوهات الحرب المحتملة-




.. قتيل في غارات إسرائيلية استهدفت بلدة في قضاء صيدا جنوبي لبنا


.. سرايا القدس قصفنا بقذائف الهاون جنود وآليات الاحتلال المتوغل




.. حركة حماس ترد على تصريحات عباس بشأن -توفير الذرائع لإسرائيل-