الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الهرويين الأفغاني يقضي على 80 روسياً يومياً

عماد الدين رائف

2010 / 6 / 11
السياسة والعلاقات الدولية


روسيا تطلب تدمير حقول الأفيون... وأميركا ترفض
الهرويين الأفغاني يقضي على 80 روسياً يومياً

اختتمت في موسكو، في 9 حزيران الجاري، أعمال منتدى دولي بعنوان "إنتاج المخدرات في أفغانستان تشكل تحديا للمجتمع الدولي". المؤتمر الذي عقد بمبادرة من وكالة أنباء نوفوستي الرسمية، وبدعم جهاز مكافحة المخدرات، ومؤسسة "مجلس السياسة الخارجية والدفاعية" البحثية الروسية، يعتبر الأول من نوعه. إذ حضره ممثلو 40 دولة، والأمم المتحدة، منظمة شانغهاى للتعاون، منظمة معاهدة الأمن الجماعي، الاتحاد الأوروبي، ومنظمة حلف شمال الأطلسي، وغيرها من المنظمات الدولية والمؤسسات العامة.
وينظم هذا المؤتمر في وقت من المفترض أن يدخل حيز التنفيذ مطلع تموز المقبل "الاتحاد الجمركي لروسيا الفدرالية وروسيا البيضاء" وآخر بين روسيا وكازاخستان، الذي سيرخي بظلال ثقيلة على خط تجارة المخدرات من المنبع في أفغانستان وصولاً إلى القارة الأوروبية، فتجد "كازاخستان نفسها معنية بشكل مباشر في الحد من تسهيل حيوية مافيا المخدرات وزيادة الاتجار بها، وفق الخبير الكازاخي نيكولاي ليفين. إذ أنها الممر الطبيعي لهذه الحركة، وتفعيل الاتحاد الجمركي الروسي – الكازاخي، يعني بالضرورة "اختفاء الجمارك عن جانبي الحدود".
يحدث ذلك في ظل توجس كبير لدى أجهزة الأمن الروسية حول قدرة السلطات الكازاخية على تأمين حدودها الجنوبية بشكل يحد من حركة "مافيا المخدرات". لكن، على كل حال، يؤكد سائقو الشاحنات الثقيلة التي عبرت خلال الأسابيع القليلة الماضية الحدود الكازاخية – الروسية أنه لا توجد أي مؤشرات على تفكيك المعدات الموجودة لدى نقاط الجمارك، لا في كازاخستان ولا في روسيا حيث الرقابة على البضائع المستوردة أكثر دقة. وفي المقابل لا يوجد تقارير حول تقليل عديد قوات الجمارك الكازاخية. بل على العكس من ذلك كما يؤكد ليفين "في منطقة اتيراو الكازاخية أضيف إلى عديد وحدات الجمارك ثلاثين شخصاً، وأعتقد أن فكرة الاتحاد الجمركي هي لتسهيل مرور البضائع، وسيفقد معناه مع بقاء الجسم الجمركي على طرفي الحدود".
على الطرف الآخر، يستعيد تجار المخدرات نشاطهم ولا بد أنهم يشعرون براحة كبيرة لإمكانية اختفاء معدات الجمارك، إن تم بالفعل تفكيكها، وقد نوقشت هذه المسألة في اجتماع لمحافظي الأقاليم الحدودية في روسيا وكازاخستان الربيع الماضي في أورالسك من دون نتيجة تذكر.
وسجل في العام الماضي ازدياد في حجم عبور المخدرات عبر كازاخستان إلى روسيا مقارنة بالعام 2008، مع انخفاض بسيط مطلع العام الحالي. لكن ذلك لا يعتبر مؤشراً على النجاح في محاربة المخدرات، بل من الممكن اعتباره مؤشر على تراكم كميات كبيرة من المخدرات داخل كازاخستان تحسباً وانتظاراً لتفعيل الاتحاد الجمركي وتسهيل مرور هذه الكميات على الأراضي الروسية، ولا تستبعد أجهزة الاختبارات الروسية أن يزداد معدل عبور المخدرات إلى أوروبا نتيجة لذلك.
يذكر أكثر من نصف مليون شخص يعملون في أفغانستان في زراعة الخشخاش وإنتاج الهروين، وأن طريق تهريبه شمالاً تمر عبر قرغيزستان، تركمانستان، وطاجيكستان (التي تحظى بالنسبة الأكبر)، ثم تلتقي تلك المسارات على أراضي كازاخستان. وتبدو عملية مكافحة التهريب في بلدان آسيا الوسطى غير مجدية، ومثيرة لسخرية المراقبين مقارنة مع الجهود الروسية المبذولة، فخلال العام الماضي استطاعت قوات الأمن الروسية أن تضبط حوالي ثلاثة أطنان داخل أراضيها تم تهريبها عبر كازاخستان. رافق ذلك تغييرات كبيرة في أساليب المهربين عبر الحدود الواسعة التي تتخطى سبعة آلاف من الكيلومترات معظمها من السهوب المفتوحة، مستعملين المركبات الكبيرة، وخط السكك الحديدية ألماتا – موسكو، بالإضافة إلى تنوع المهربات لتصل إلى حشيشة الكيف والماريخوانا.
أمام هذا الواقع نشطت الديبلوماسية الروسية على أكثر من صعيد لدرء خطر تدفق المخدرات إلى أراضيها منذ مطلع العام الحالي، واضعة نصب عينيها الضغط على الإدارة الأمريكية لتدمير حقول خشخاش الأفيون في أفغانستان. وقد عبر الرئيس الروسي دميتري مدفيديف في المؤتمر عن صعوبة المسألة، وأن حلها يحتاج إلى تعاون وجهد دوليين، وتوقف أمام المشكلة بالأرقام، حيث توفي أكثر من مليون شخص حول العالم خلال العقد الماضي بسبب تناولهم للهيرويين الأفغاني. وتابعه وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف مؤكداً على ضرورة تدمير حقول زراعة الأفيون.
كما صرح بذلك غير مرة رئيس الهيئة الفدرلية الروسية للرقابة على تداول المخدرات فيكتور إبفانوف، ورأى أن "يبلغ حجم إنتاج المخدرات في أفغانستان حاليا ضعف معدل الإنتاج العالمي السنوي للمخدرات منذ عشرة أعوام"، وذلك إن لم نحسب 16 مليون شخص من المتضررين بدنيا أو معنويا. فالمخدرات تقضي في روسيا سنويا على حياة 30 ألف شخص على الأقل. ولم يوفر المسؤولون الروس مناسبة لاستنهاض التعاون الدولي عامة، والأمريكي خاصة بهذا الخصوص، فرأى أناتولي سافونوف، المبعوث الخاص للرئيس الروسي لشؤون التعاون الدولي في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، في حل مشكلة تهريب المخدرات في أفغانستان مفتاحا لمعالجة باقي مشكلات هذا البلد. وقال سافونوف الزائر للولايات المتحدة حاليا، في كلمة ألقاها في مركز واشنطن للدراسات الإستراتيجية والدولية مطلع حزيران الجاري: "إذا تحدثنا عن تعاوننا مع الولايات المتحدة في الجبهة الأفغانية، فتجدر الإشارة إلى أن مشكلة المخدرات الأفغانية تبقى زاوية حادة".
وعقد رئيس الهيئة الفدرالية الروسية للرقابة على تداول المخدرات فيكتور إيفانوف في مؤتمرا صحافيا نظمه له مكتب وكالة "نوفوستي" في بكين، اعتبر فيه "أن المخدرات الآتية من الصين إلى روسيا تشكل حوالي 10% من إجمالي المخدرات التي تدخل البلاد". وصرح إيفانوف من موسكو في 3 حزيران الجاري أنه يتوجب على المجتمع الدولي اتخاذ قرار بتدمير حقول الخشخاش في أفغانستان. واستوجب الحراك الديبلوماسي نشاطاً مكثفاً من وكالة نوفوستي الرسمية خلال شهر كامل عبرت عنه حركة رئيسة تحريرها سفيتلانا ميرونيوك معتبرة "أن الهيرويين القادم من أفغانستان، الذي يقضي يوميا على أكثر من 80 شخصا يوميا في روسيا وحدها".
كل ذلك لم يحرك في الإدارة الأمريكية ساكناً، ففي تعليق السفير الأمريكي في موسكو جون بايرلي على الأمر أشار إلى أن "واشنطن مقتنعة، على خلفية الخبرة التي اكتسبتها على مر السنوات الماضية، بأن تدمير حقول خشخاش الأفيون إجراء غير مثمر، بل ويعطي نتائج عكسية، عادة". وعلى حد قوله، فإن "اللجوء إلى هذه الوسيلة يحرم المزارعين الأفغان من مدخولهم مما يدفعهم للانضمام إلى صفوف حركة "طالبان" وهو أمر لا يصب في مصلحة الولايات المتحدة أو روسيا أو الناتو". مؤكداً إثر المؤتمر أن بلاده "لا تنوي القيام بعمليات واسعة لتدمير حقول خشخاش الأفيون في أفغانستان".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجامعات الأميركية... تظاهرات طلابية دعما لغزة | #غرفة_الأخب


.. الجنوب اللبناني... مخاوف من الانزلاق إلى حرب مفتوحة بين حزب 




.. حرب المسيرات تستعر بين موسكو وكييف | #غرفة_الأخبار


.. جماعة الحوثي تهدد... الولايات المتحدة لن تجد طريقا واحدا آمن




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - كتائب القسام تنشر فيديو لمحتجزين ي