الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في اللحظات التاريخية المهمة تشكلت الحداثة الشعرية-5

قيس مجيد المولى

2010 / 6 / 12
الادب والفن


توسعت حلقة الحداثة الأوربية لتظم جيلا بعد جيلا وتشترك هذه الأجيال ليمثل كل جيل عصره على المستوى النسبي ولتمثل هذه الأجيال القفزات الحداثوية في الشعر الأوربي مذ خروج الثلاثي (رامبو- بودلير – مالارمية ) الى العالم مبشرين بوضع الخيال بدلا من الواقع وتمرويةالوضوح وتحت تأثير الأسس الفلسفية والميتافيزيقية وكان الإهتمام الثر لهذه الحداثة الأوربية وعلاوة على ماكتب من نصوص مغرقة بنصاعة الحلم وبالوجد العميق للتوتر وقدموا تلك المفردات المترعة باليأس والإحباط والموت والتي كانت كأوليات لمفردات إستلهم منها المحدثون العرب نظامها المشابهة لتصوير ظلامية الروح الإنسانية ورغبتها بالتمرد فزخر القاموس الجديد لرواد الحداثة (شعر ) بالمئات من المفردات الجديدة والتي أستخدمت قبل ذلك إستخداما يتلائم مع تصور المحدثين الأوربيين لحاجتها لبناء شخصيتهم الشعرية الجديدة ،
يكفي أن نحصي مابأزهار الشر للذهاب بتعريف بودلير إلى الهاوية ويكفي أن نحصي من تلك المفردات الجديدة مابمدينة رامبو :
(هكذا أطل من نافذتي وأرى أشباحا جديدة تدور في دخان الفحم الأزلي الكثيف ) ومن تلك الموجعية يتحرر الجمال من الدمار والقبح وليس بأقل حال تلك الإستخدامات المتشعبة مع مالارمية والجيل الذي تلى من الشعراء الأوربيين وفق ذلك التنافر في الإداء في شكل القصد وأسلوب التعبير عنه حين هرب المحدثون الأوربيين من اللغة المحددة الأبعاد وبالتالي من موسيقاها الصارخة ومن جزئيات المعاني لتوليد اللغة المنشطرة ضمن علاقاتها المشحونة بالمتغيرات اللحنية ،،
لقد تبلورت عدة عوامل لقبول الجديد الأوربي على مستوى الفكر أولا وعلى مستوى الأشكال الأدبية الأخرى ثانيا وقد ساهمت حركة الترجمة ونشاط الإستشراق وقيام التجمعات العلمية والأدبية والجدل الفلسفي في تنشيط أواصر اللقاء مابين الغرب والشرق ولابد من حصيلة منها يلتقي عندها الطرفان إلا وهي إنتهاك القديم بفعل الجديد الحيوي الذي واكب النظريات الفكرية والإقتصادية والإجتماعية وحل من عقدة الخوف واليأس في مواجهة الأزمات النفسية ، ولاشك أن المجتمع العربي كان بحاجة لتثوير وجوده واليقضة من غفوته إذ أصبح ذلك شكلا من الأشكال العضوية لتطوره ضمن أغلبية ساحقة تسعى لحياة إنسانية كريمة تستطع من خلالها الوصول لغاياتها الروحية
كل ذلك مهد ولو بشكل بطئ لقبول هذا التغيير وقبول متحسساته فقد إتجه النص الجديد الى إكتساب المقدرة الرمزية والإيحائية حين حرر إنفعاله من الإطمئنان وجعله خصما له وحين إختلطت في نفس الشاعر مؤثرات التجارب البشرية فلم يعد الشاعر يحفل بالمكان ولا التعبير عن الزمان وفق مدلولات أحداثه بل عبربهما إلى عزلة أمنه يستطع من خلالها تفكيك وجوده ومسخه ثم العودة لذاته وبعثها من جديد ،
فقد تصدى المحدثون لكل شئ أتاحت لهم مخيلتهم الشعرية وأسسوا لهم طقسية جديدة تحمل الخصوصية في طعمها ومذاقها
تحدث بودلير عن السر والسياب قارب إكتشافه ومالارميه عن السحر وأدونيس نجم بخياله فأخضعه وتلذذ رامبو بالسحر والألغاز وغاب الكل في تأمل عميق للإحساس الأمثل بالإيحاء بدلا من الفهم الذي يستدعي العقلانية في الترتيب ،
بالمقابل وجد النقاد العرب الذين لازموا فترة الحداثة العربية أنه لابد من الإرتباط مع العالم وذلك عن طريق فهم تلك المتغيرات في الشعر الأوربي مادامت الحداثة العربية قد أرست قواعدها كبنى شعرية جديده تعبر عن شعر المستقبل فأسهموا بالنقد والتحليل عبر التأكيد أن الذي يحدث للشعر خاصة وللمنظومة الفكرية عامة هو ليس حدثا عابرا بل يستحق التسمية بأعتباره ثورة في الشعر الحديث وقد خدم النقاد العرب ثورة الحداثة الجديدة كونهم رافقوها مرافقة وليدية وتجانسوا وأطروحات مؤسسيها ومناصريها
رغم إنقسام الإتجاهات الثقافية بين معسكرين
ممثلا بالتراث العربي الإسلامي والإتجاه الغربي ومادياته ،

[email protected]
شاعر عراقي- مقيم في قطر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -مندوب الليل-..حياة الليل في الرياض كما لم تظهر من قبل على ش


.. -إيقاعات الحرية-.. احتفال عالمي بموسيقى الجاز




.. موسيقى الجاز.. جسر لنشر السلام وتقريب الثقافات بين الشعوب


.. الدكتور حسام درويش يكيل الاتهامات لأطروحات جورج صليبا الفكري




.. أسيل مسعود تبهر العالم بصوتها وتحمل الموسيقى من سوريا إلى إس