الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المالكي بين خيارين: رئيس وزراء شكلي او ترك رئاسة الورزاء

شذى الجبوري

2010 / 6 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


واخيرا تمت المصادقة على الانتخابات العراقية من قبل المحكمة الاتحادية بعد حوالي ثلاثة اشهر على اجراء الانتخابات العراقية. ومع ذلك ان المصادقة على الانتخابات لا يعني باقتراب تشكيل الحكومة قريبا لأنه لم تتوصل الكتل السياسية الفائزة الى اتفاق على تشكيل الحكومة لحد الان بسبب التنافس الشديد بينها والعقبات التي اعقبت الانتخابات و منها الطعون بالانتخابات واجراءات الاجتثاث لعدد من المرشحين الفائزين في الانتخابات لذلك يتوقع تشكيل الحكومة الى ربما شهور اخرى وربما بعد انتهاء شهر رمضان المقبل.
فما زالت الكتلة العراقية بقيادة علاوي تصر على المطالبة بتشكيل الحكومة لانها حصلت على اعلى الاصوات وانها ستطالب بذلك عند انعقاد اول جلسة برلمانية لمجلس النواب المتوقع انعقاده في غضون 15 يوم . وما زالت قائمة أئتلاف دولة القانون بقيادة المالكي والتي احرزت المركز الثاني بعد العراقية متمسكة بفقرة الدستور الذي يعطيها الحق بتشكيل الحكومة اذا ائتلفت مع كتل فائزة اخرى وشكلت اكبر كتلة داخل البرلمان ولهذا السبب لجئت الى الائتلاف مع التحالف الوطني العراقي بقيادة عمار الحكيم للحيلولة دون نجاح القائمة العراقية بتشكيل الحكومة وحصول المالكي على رئاسة وزارية ثانية. ولكن لحد الان لم يتوصلا الائتلافين الشيعيين الى اتفاق بشأن اسم المرشح وخصوصا ان المالكي لا يريد التنازل عن ترشيح نفسه الامر الذي يرفضه الصدريون بشدة.

ويبدو ان امكانية حصول ائتلاف بين قائمة علاوي والمالكي اصبح مستبعدا على الرغم من الجهود التي تبذلها واشنطن من خلف الكواليس لانجاح تقارب بين علاوي والمالكي وذلك بسبب وجود الكثير من العقبات منها اختلاف في الايديولوجيات و الاليات وكذلك التدخلات الايرانية. ويبدو ان واشنطن والعالم العربي يرحب بحكومة عراقية يشكلها ائتلاف بين المالكي وعلاوي لانها ستكون متوازنة طائفيا وقادرة على الحد من النفوذ الايراني في العراق. ومع ذلك حكومة كهذا يسيطر عليها اغلبية عربية قد تشكل تهديدا للاكراد لانها وبدون شك لن تحقق لهم كل طموحاتهم بلاضافة الى ذلك انها لا تضم بقية الكتل الفائزة الامر الذي يجعلها حكومة مشلولة لان الكتل المعارضة ستكون قادرة على سحب الثقة منها خاصة اذا حصلت هذه الكتل على دعم خمس عدد اعضاء البرلمان أي 65 عضوا. وفي محاولة لكسب السنة في القائمة العراقية وحثهم على ترك القائمة العراقية والانضمام الى كتلته، كشف المالكي عن استعداد قائمته لقبول اعضاء من القائمة العراقية فقد قال المالكي في مقابلة مع الواشنطن بوست في مغازلة صريحة للسنة في قائمة علاوي "ان القائمة العراقية والمكونات السنية ....يجب ان يحصلوا على مناصب سيادية وليس مناصب ثانوية."

ولكي يثبت المالكي لمنافسيه من الشيعة والاكراد والسنة انهم ممكن ان يثقوا به مرة أخرى وانه سيتوقف عن نزعته في الانفراد بالاقرارات يجب عليه تقديم الكثير من التنازلات حتى يستطيع ان يحصل على مباركتهم له بولاية ثانية. المالكي في الوقت الحاضر يواجه اعتراضا شديدا من قبل جميع الكتل المنافسة حتى الكتل الشيعية المتحالف معها في الائتلاف الوطني العراقي وخصوصا الصدريين ولكي يحصل على موافقتهم على توليه رئاسة ثانية عليه ان يقدم الكثير من العروض المغرية مثل منحهم وزارات مهمة كوزارة الصحة والنقل والعمل.وادرك المالكي مدى معارضة الصدريين لترشيحة فقام بزيارة سريعة الى كردستان للحصول على دعم قائمته ودعم ترشيحه لولاية ثانية وخاصة لان مسعود البرزاني اطلق مؤخرا" تصريحات حول أحقية القائمة العراقية بتشكيل الحكومة كونها الكتلة الفائزة و انها ما زالت الكتلة الاكبر. وهذا يعني انه سيقدم لهم تنزلات مقابل حصوله على دعمهم لان الاكراد كانوا دائما واضحين بانهم لا يتفاوضوا مع اي كتلة لتشكيل ائتلاف معهم دون تحقيق مطالبهم. و السؤال المهم: هل المالكي يستطيع ان يتوصل الى اتفاق معهم بشأن كركوك وهي العائق الاكبر في تعثر المفاوضات بين الاكراد واي كتلة اخرى تريد التفاوض معهم؟

وقد طالب الاتئلاف الوطني مؤخرا بتقويض صلاحيات المالكي ومنها تعيين ثلاث نواب لرئيس الوزراء، كل نائب مسؤول عن بعض المهام كالامن والخدمات والماليه وتشكيل لجنه امنية مسؤولة عن الامن في كافة انحاء العراق تمثل كل الاحزاب الكبيرة . فاذا وافق المالكي عن هذه المطالب مقابل حصوله على موافقتهم لتوليه رئاسة ثانية فانه سيجرد من معظم صلاحياته كرئيس للوزراء ويصبح قائد شكلي للعراق وهذا ما يسعى اليه الصدريون والمجلس الاعلى . ولكن يبقى امام المالكي خياريان: اما القبول بالتنازل عن الكثير من صلاحياته لبقاءه رئيسا شكلي للوزراء او التنازل عن ترشيحة واتاحة الفرصة امام مرشح اخر.

ورغم العروض التي قدمها المالكي الى المتحالفين معه للحصول على موافقتهم لتوليه رئاسة ثانية لكنه ما زال غير مقبول من قبلهم لعدم ثقتهم به ولذلك سيبحثوا في النهاية عن بديل يكون اكثر قبولا من قبل كل الكتل السياسية وممكن السيطرة عليه بسهولة ولكنهم سيحتاجوا الى وقت اطول قبل ان يتوصلوا الى قبول هذا البديل لكي لا تعاد تجربة المالكي الذي كان ضعيفا في بداية توليه رئاسة الوزراء ولكنه انقلب عليهم نهاية المطاف. وفي اخر تصريح حول المرشح الاكثر حظا لرئاسة الوزراء، كشف حيدر السويدي عن الائتلاف الوطني العراقي لشرق الاوسط عن وجود مقترح لمرشح تسوية يكون مقبولا من قبل جميع الكتل العراقية للخروج من ازمة تشكيل الحكومة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الانسان من صانه نفسه
محمود ( 2010 / 6 / 13 - 12:42 )
لو قدمت ياسيادة المالكي الجزء اليسير لابناء الشعب لما رفضك القسم الكبير من ابناء جلدتك فكفى تمسكا وتملقا وتوسلا وتنازلا فالحياة اجمل تكون عند الاعتذار على السرقات والفشل وعدم تقديم الخدمات وتقديم الاستقالة ياسيادة المالكي فالعراق ليس فقط صدام والمالكي وعلاوي والجعفري الخروف

اخر الافلام

.. تطبيق يتيح خدمة -أبناء بديلون- لكبار السن الوحيدين ! | كليك


.. تزايد الحديث عن النووي الإيراني بعد التصعيد الإسرائيلي-الإير




.. منظمة -فاو-: الحرب تهدد الموسم الزراعي في السودان و توسع رقع


.. أ ف ب: حماس ستسلم الإثنين في القاهرة ردها على مقترح الهدنة ا




.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يلاحقون ضيوف حفل عشاء مراسلي البيت ا