الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محاربة الفساد

علي الخياط

2010 / 6 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


لم يعد خافيا على احد من المتابعين بان ظاهرة الفساد الاداري والمالي من اخطر الظواهر التي تساعد على انهيار الاقتصاد وتاخر البلاد ،ويدفعها في اتجاهات لاتحمد عقباه نحو النفق المظلم،شكل الفساد المالي والاداري وخاصة حين يكون على مستوى عالي النطاق وبحماية من لدن مسؤولين رفيعي المستوى تهديدا للديمقراطية وحكم القانون ،وخاصة في المجتمعات الفتية في تجربة الديمقراطية والبلدان النامية ،مما يشكل تقويضا واعاقة للاستثمارات المالية ويمنع تدفق الشركات الاجنبية ورجال الاعمال والاقتصاد للاستثمار في البلاد،وبغية مكافحة افة الفساد تتخذ معظم الحكومات استراتيجيات لمكافحة الفساد الحكومي وهذا ما طبقته الولايات المتحدة الامريكية عام 2006 ووضعت الاستراتيجية القومية لتدويل الجهود ضد الفساد وخاصة العالي المستوى ،وتعتمد هذه الاستراتيجية على اشراك شركاء الولايات المتحدة الاجانب والمؤسسات المالية في جهود حازمة من اجل تطوير ممارسات افضل لكشف ومصادرة الاموال المسروقة ،وتعزيز مشاطرة المعلومات لاسيما ان ثمة مظهران أساسيان للكفاح ضد الفساد على أعلى المستويات، هما حجب الملاذ الآمن عن المسؤولين الفاسدين، والاسترجاع وإعادة التوزيع الصحيح لأموال الأعمال الفاسدة وتأمين سرية المعلومات المتدفقة على اصحاب القرار. هناك من يوصف الفساد المالي بانه محض صفقة بين شخصين، يملك أحدهما المال ويملك الآخر السلطة، فيدفع الأول للآخر من المال ما يجعل الآخر يوظف سلطته لمصلحة الأول بما يناقض المصلحة المفترض على هذه السلطة تحقيقها،واذ ما لمسنا من الحكومات الغربية تطورا كبيرا واهتماما بالغا في محاربة الفساد والقضاء عليه كان من الاولى بالحكومات العربية والاسلامية ان تكون سباقة لمكافحة هذه الافة الدخيلة على مجتمعاتها وهذا ما اكده الاسلام الحنيف في محاربة الفساد والاستفادة المثلى والخيرة من المال في بناء الاخلاق الفاضلة في الاقتصاد وتنمية روح الخير والعطاء في بناء مجتمع حصين يعتمد على اسس صادقة وسليمة متبناة من الفكر الاسلامي الحنيف وثقافته السمحاء، كتب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام )الى بعض عماله على البصرة كتابا جاء فيه: ( أني اقسم بالله صادقا لئن بلغني انك خنت من فيء لمسلمين شيئا صغيرا أو كبيرا... لأشدن عليك شدة تدعك قليل الوفر , ثقيل الظهر , ضئيل الأمر والسلام) فأين حسم المسؤلين اليوم من الفاسدين.
من معوقات المسيرة الديمقراطية في العراق.. انها اعطت وقتا اطول من المعتاد لاناس لم يستطيعوا ان يساعدوا انفسهم، ولم يستطيعوا التخلص من عقدهم وامراضهم.. فكانوا بحق حجر عثرة في طريق بناء العراق الجديد ،المطلوب دعم مبادرة اطلاق الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد في العراق التي اطلقتها هيئة النزاهة للحد من ظاهرة الفساد واهدار المال العام ،والمطالبة باصلاحات ادارية لتقويم الاداء الرقابي وتفعيل دوره بما يتلائم وتطورات المرحلة المقبلة من تاريخ البلاد للنهوض الى مصاف الدول الديمقراطية الحقيقية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لأول مرة منذ 7 عقود، فيتنام تدعو فرنسا للمشاركة في إحياء ذكر


.. غزيون عالقون في الضفة الغربية • فرانس 24 / FRANCE 24




.. اتحاد القبائل العربية في مصر: شعاره على علم الجمهورية في ساب


.. فرنسا تستعيد أخيرا الرقم القياسي العالمي لأطول خبز باغيت




.. الساحل السوداني.. والأطماع الإيرانية | #التاسعة