الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مذكرة إلى السيد رئيس الوزراء العراقي حول تعيين سفراء العراق في الخارج

نصير الجادرجي

2004 / 8 / 12
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


بغداد في 3/8/2004
السيد رئيس الوزراء المحترم
الموضوع/ تعيين السفراء
بعد التحية..
لا شك أن سيادتكم يعلم حق العلم، أننا كنا وما زلنا شركاء في العملية السياسية لبناء العراق الجديد، سواءً وكنا في المسؤولية أو خارجها كما هو الحال في الوقت الحاضر. وقد تابع سيادتكم شخصياً مواقفنا الصريحة في مختلف الظروف التي مرت منذ بداية عملنا المشترك في اللجنة السباعية ومجلس الحكم، وكنا نتفق معكم في اغلب الطروحات التي كان إطارها خدمة العراق وشعبه.
ولم نشعر باية حساسية من جانبكم والاخوة الاخرين عندما بدأنا العمل المشترك لأن رائد الجميع المصلحة العامة.
وعليه نتقدم بمذكرتنا لشخصكم الكريم وبنفس الروحية السائدة بيننا والتي نحرص كل الحرص على استمرارها. وقد لمست شخصياً ذلك الحرص من جانبكم على استمرار هذه الروحية البناءة راجين التفضل بالاطلاع واتخاذ ما ترونه مناسباً خدمة للعراق الموحد وشعبه العزيز.
السيد الرئيس
يمارس السفير بما يمتلكه من مؤهلات ثقافية وسياسية وعلمية ونفاذ الشخصية ، دوراً مؤثراً في تنظيم العلاقة وتطويرها بين دولته والدولة المبعوث لها، فالسفيرهو الذي يتابع إمكانيات التعاون السياسي والاقتصادي والاجتماعي بين دولته وتلك الدولة ويعمل على توسيعها وتطويرها، ويعكس الوجه الحضاري لدولته، وبناءً على ذلك، ينبغي انتقاء السفراء بعناية فائقة تأخذ بنظر الاعتبار كافة هذه الجوانب .
ولدى مراجعة القائمة التي أصدرتها وزارة الخارجية قبل أيام وأسمت 49 سفيراً لتمثيل العراق في مختلف دول العالم، لا بد من بيان الملاحظات التالية:
1. ان العديد من السادة السفراء يفتقرون الى المستوى المطلوب من المؤهلات الدبلوماسية والثقافية والسياسية التي تعينهم لاداء دورهم كسفراء للعراق بالرغم من توفر أعداد كبيرة من ذوي المؤهلات والمخلصين من بين أفراد المجتمع العراقي.
2. إن البعض من السادة السفراء قد اكتسب الجنسية لدولة اجنبية ـ مع عدم اعتراضنا على ازدواجية الجنسية ـ وأقسم يمين الولاء للدولة المعنية ومن ثم نسب سفيراً للعراق في الدولة المنسب إليها، وهنا نتساءل لمن يكون ولاء ذلك السفير هل للعراق ام للبلد الذي منحه الجنسية؟ إن ذلك الإجراء يمثل مخالفة وسابقة غير مألوفة للتقاليد والعرف الدبلوماسي، نقول ذلك مع احترامنا وتقديرنا لاشخاصهم وكفائتهم للاستفادة بتعيينهم سفراء في دول غير التي منحتهم الجنسية.
3. يشاع عن بعضهم ممن كان الى وقت قريب مرتبط بالنظام السابق وان بعضهم ارتكب اعمالاً ضد أبناء الشعب، الأمر الذي يدعو الى تدقيق هذا الامر لما له انعكاس على نفوس أبناء الشعب العراقي.
4. وإذا كان تمثيل التيارات والأحزاب السياسية العريقة أحد الأسس التي اعتمدت في هذا الاختيار، فان الحزب الوطني الديمقراطي ليس له من يمثله في هذه القائمة، رغم توفر من هم بدرجة عالية من المؤهلات الثقافية والعلمية والسياسية من بين أعضائه ورغم قيامه بطلب ترشيحهم الى أصحاب القرار لهذا الغرض. فضلاً عن ذلك نرى بعض التيارات والأحزاب قد مثلت في هذه التشكيلة بعدد من السفراء.
5. ان بعضاً من السادة المعينين عاشوا لفترة طويلة خارج العراق بعيدين عما عاناه الشعب العراقي طيلة الفترة الماضية وما عانه ويعانيه الآن ولم يتعرضوا للمخاطر الأمنية، ولم يعرف عنهم أنهم كانوا ضد النظام السابق كما انهم لم يساهموا في العملية السياسية لبناء العراق الجديد ومع ذلك عينوا سفراء في حين اهمل من هم احق بالتعيين بكل المقايس.
أن قيادة الحزب الوطني الديمقراطي اذ تطرح هذه الملاحظات إنما تأمل في إعادة النظر في هذه القائمة أو على الأقل العمل على تلافي ما قد يترتب عليها من آثار ضارة على العمل الدبلوماسي العراقي.
مع خالص التقدير..
نصير كامل الجادرجي
الأمين العام للحزب الوطني الديمقراطي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تبلغ نهائي يوروفيجن 2024 وسط احتجاجات على مشاركتها ب


.. كيف سيتعامل الرئيس الأميركي المقبل مع ملف الدين الحكومي؟




.. تساؤلات على إثر إعلان الرئيس الأميركي وقف شحنات السلاح الهجو


.. نشطاء أتراك أعلنوا تأجيل إبحار سفينة مساعدات إلى غزة بسبب تع




.. محاكمة ترامب في نيويورك تدخل مراحلها الحاسمة| #أميركا_اليوم