الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فرمان من فرمانات خال السيد الرئيس 4

خسرو حميد عثمان
كاتب

(Khasrow Hamid Othman)

2010 / 6 / 13
سيرة ذاتية


حاميها حراميها
بعد أن استمعت الى كل من وكيل مديربلدية مصيف صلاح الدين والمحاسب فيها عن الهستيريا الذى أصاب الناس، فجأة، بالتجاوز على أراضى الدولة بطريقة عشوائية ، وبعض المفارقات التى حدثت مثل: أحدهم لم يتمكن من الحصول على مادة الجص لتحديد المساحة التى قرر، من جانبه، أن يكون مالكها، لربما ارتفع سعر الجص الى مستويات خيالية فى تلك اللحظة. اهتدى الى فكرة (بارعة) وهو استخدام مادة الطحين، لكونها متوفرة بكثرة ورخيصة الثمن وموجودة فى كل البيوت، لكنه لم يتمكن الأفلات من تجاوز بقرة كانت متواجدة بالقرب من (أرضه) وهى تلحس الطحين، من بعده، بحيث لا تترك أثرا لمن يأتى من بعدها ليستدُل بأن هذه القطعة من الأرض قد حُجزت، لأن ابنته لم تكن تملك القدرة والقوة الكافية على منع هذه البقرة الملعونة من التجاوز على خطوط الطحين، الثخينة، التى كان الرجل يخططها لتثبيت حدود قطعة أرضه الجديدة....
سألت و.مدير البلدية: كيف كانت البداية؟
الجواب: لقد استغل كل من مدير الناحية وضابط الشرطة وموظف البدالة وجود الحجى خال السيد الرئيس فى المصيف، قدموا له طلبات، عرائض، لتخصيص أراضى سكنية لهم فى المصيف ، ووافق الحجى بقلمه وبخط يده على طلباتهم بمنح كل واحد منهم قطعة أرض سكنية وبمساحات محددة ، وباشروا بالبناء فورا فى أماكن اختاروها لأنفسهم وضمن المساحات التى حددها لهم الحجى.......
فى الطريق الى مقر عمل مدير الناحية بصحبة و. مدير البلدية، مشيا، تذكرت ما قاله لى مدير عام الدائرة الصناعية فى وزارة التخطيط (صباح كجه جى) قبل سنوات عديدة، أثناء محاولتى اقناعه بقبول استقالتى من العمل فى دائرته ليتسنى لى العمل فى أربيل حيث سألنى بجدية: أين؟ أجبته، بصورة عفوية: البلدية مثلا. وقال لى: والله انت مخبل (مجنون) ياأخى، مهندس بمثل قدراتك يُحاول أن يُقنعُنى و يترجانى أن أقبل استقالته حتى يتسنى له التعيين والعمل فى المقبرة......!
أجبته فى حينه: انه حكم الضرورة ياأستاذى....
كم تمنيت، فى تلك اللحظة، أن يكون الأستاذ صباح بجانبى وأهمس فى أذنه بعد أن أطلعه، بحذر، على ما خفى من أمور: تمعن جيدا فى هذه التراجيديا القذرة و المتواصلة أبدا، التى لا ينتهى مشهد من مشاهدها بمأسات الا ويُهئ المسرح ليبدأ مشهد أخر لينتهى بمأسات أعمق وأشمل ، انه مسرح، مُعد بامعان واتقان، وليست مقبرة، يا أستاذى الفاضل .
لم يكن مدير الناحية ولا ضابط الشرطة متواجدان فى أماكنهما. توجهنا الى حيث كان البناء يسير على قدم وساق على الأرض التى منحتهم الحجى بفرمانه. لقد وصلنا أول الأمر الى موقع بناء ضابط الشرطة، حيث كان البناء واصلا لحد السقف، وكان الضابط متواجدا فى الموقع، يُشرف على العمال بدلا من أداء مهامه قلت له: ماذا تفعل( يا فلان)، وهل تعلم بأنك، بعملك هذا، تخلُق لى ولغيرى مشاكل خطيرة لا أول لها ولا أخر؟
أجاب ضاحكا وبنشوة كبيرة: انها فرصة تأريخيةلا أدعها تفلت من يدى.
قُلتُ له: الا تخاف أن يُهدم غدا ما تبنيه اليوم وتتعرض الى خسارة انت فى غنى عنها.
أجاب: هل يوجد رجل يتجرأ أن يُفكر بهدم هذا البناء الذى يُبنى على أرض مُنحنا أياها بفرمان من مثل مثل هذا الرجل (كان يقصد خال السيد الرئيس).
قلت له: هل انت متأكد بان البلد خال من مثل هذا الرجل؟
أجاب: بكل تأكيد.
فى طريق عودتنا الى بلدية المصيف، كنت أشعر بأننى لم أعُد بخفى حنين وحده وانما بتحد سافر من لص(بالأحرى لصوص) فاقد لكل شعور انسانى، ينتظر الفرصة ليضرب ضربته فى العلن و بوقاحة وصلافة، دون أدنى مراعات لشرف مهنته والأمانة الملقات على عاتقه بحكم وظيفته ولا لما يُصيب الأخرين من ويلات أو المصلحة العامة من ضرر فادح.
قبل أن نصل البلدية قلت لوكيل مدير البلدية: سأثبت لهذا الضابط بأن فى هذا البلد رجل واحد على الأقل ان لم يكونوا كثيرون، أنا متأكد بأنك تكتم هذا السر، كتمانا شديدا، ليبقى بينى وبينك فقط الى أن يأتى وقته، دعهم فى حالة ارتخاء و اطمئنان مطلقين، وتراقب الحجى لحين عودته الى بغداد وتُخبرنى شخصيا بموعد مغادرته النهائية للمصيف، لأننى مصمم على ازالة هذه التجاوزات الثلاثة، تحت اشرافى المباشر، قبل أن يصل الحجى الى بغداد. وتكون أنت بعيدا وخارج ميدان المواجهة التى تحدث بدون أدنى شك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شهداء وجرحى إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزلا في مخيم النصيرا


.. الشرطة الأمريكية تعتقل طلبة معتصمين في جامعة ولاية أريزونا ت




.. جيك سوليفان: هناك جهودا جديدة للمضي قدما في محادثات وقف إطلا


.. سرّ الأحذية البرونزية على قناة مالمو المائية | #مراسلو_سكاي




.. أزمة أوكرانيا.. صاروخ أتاكمس | #التاسعة