الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عقل حكيم ....و قلب امرأة

البتول الهاشمية

2004 / 8 / 12
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


" لن يصلح هذا الكوكب إلا خطر يأتيه من الخارج "
مهلا وقبل أن تتهموني بالتنظير وتستنفروا بنادقكم علي فالعبارة ليست لي بل للكاتب الكولومبي الشهير غابرييل غارسيا مركيز أحد أهم أعمدة الأدب في القرن العشرين وواحد من نجوم مسلسل نوبل الطويل ومع هذا فان العبارة حتى لو تفوه بها رجل عادي في ساعة ضجر لهي اكبر واهم من أن ندعها تمر هكذا بغير اخذ ورد على اعتبار أنها طرحت قضية غاية في الحساسية فماذا فعلا لو أن خطرا داهما كما يحدث عادة في مسلسلات الأطفال هدد امن الأرض فهل ستنسى البشرية ساعتها خلافاتها وتلتقي الأيدي المتحاربة لمواجهة الزائر الثقيل وهل يمكن أن يعني هذا بشكل آخر إن مصدر شقاء البشرية إنما هو بسبب السكينة المطبقة حولنا ....لا أدري إن كنت املك الجرأة الكافية لقول خلاف ذلك ومع هذا فلي رأي و من حقي أن اعرضه عليكم
مع أنني اعترف مسبقا أنني لم اصل حد أن أكون تلميذة في مدرسة مركيز ولست بالمستوى الذي يؤهلني لأكتب رواية بحجم الحب في زمن الكوليرا أو مسرحية كخطبة لاذعة ضد رجل جالس وشهرتي لا تتعدى عشاق مركيز في قرية صغيرة ومع كل هذا فانا لن اسلم مع الأستاذ الكبير في أن الخطر الخارجي سيقودنا إلى أن نتجاوز أطماع وخلافات بعمر الإنسان على الأرض
بداية سأنطلق في سوق حججي في أننا نعيش زمنكم أيها الرجال فانتم اللذين تحكمون وتسيسون وتتخذون أضخم القرارات بالحرب والقتل وحتى لا تقبلوا بان يأرخ غيركم ثم تطلوا علينا بعد كل تلك النرجسية لتخبرونا إن النساء هي فتنة الأرض مع أن التاريخ المكتوب بأيديكم يشهد لنا أننا لم نتورط في مذبحة صغيرة واحدة ..فكيف ستفسرون ذلك التناقض ...فريق آخر منكم ذهب ابعد من ذلك واعتبر إن رحم المرأة يمتد إلى عقلها وان مستقبل الأرض وأمنها اكبر من أن يترك لمجموعة من المشاعر التي لا تصلح لإدارة نفسها وكأن مشاعر الرحمة والحنان لامكان لها في عالم اليوم ..وزعمكم هذا يبرر بان السيادة يجب أن تدين للعقل ولا نملك إلا أن نرد عليكم ..ماذا فعلتم للأرض بتلك العقول يا سادة ...حروب لم تهدا ..دمار يومي مثل رغيف الخبز ...حرائق بحجم البسيطة لا تفرق بين صغير أو شيخ ...هل هذا هو المنطق وهل تلك هي الحكمة ...أنا لم اقرأ عن امرأة ألقت قنبلة ذرية على شعب نائم امن ولم اسمع إن نساء أداروا حرب عالمية اقتات نيرانها المال والاطفال لأجل أطماع شخصية فبلقيس لم تشن حربا واحدة وزنوبيا قضت عمرها وهي تحصن مملكتها خوفا من جشعكم وظل مخدع كليوباترا وفيا لحبيب واحد لا لآلاف الجواري التي كانت تزين قصور كبار الملوك ...حتى الجيش البريطاني لم يعرف استراحة طويلة كتلك التي شهدها في عصر تاتشر فهل مازلتم مصرين على إن المرأة مصدر شقاء البشرية
النكتة انه مكتوب في التاريخ العربي القديم إن البسوس هي التي أشعلت حربا دامت أربعين سنة بين تغلب وبكر دون أن يسالوا أنفسهم أهي التي اتخذت قرار الحرب وأين كانت عقول كبار حكماء القبيلتين عندما تناحروا قرابة النصف قرن لأجل ناقة امرأة مختلة ..يزعجنا معشر النساء أن نعرف أن اعتى الإمبراطوريات لم تعرف إلا رجال فوق كراسيها يقودون الجحافل في النهار ويتسامرون في الليل بشر وكيد المرأة
ما قصدت قوله أستاذي مركيز إن العالم لا يحتاج عدو تأتينا به من مجرات بعيدنا فقد مللنا الحرب والنار ونريد أذن عطوفة و عواطف ومشاعر إنسانية رقيقة لا ابتسامات صفراء على وجوه الساسة فيما أيديهم تتحسس المسدسات تحت الأحزمة
نحتاج لقيادة رجل .........بعقل حكيم
.........وقلب امرأة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -محاولة لاغتيال زيلينسكي-.. الأمن الأوكراني يتهم روسيا بتجني


.. تامر أبو موسى.. طالب بجامعة الأزهر بغزة يناقش رسالة ماجستير




.. مشهد تمثيلي في المغرب يحاكي معاناة أهالي غزة خلال العدوان


.. البرازيل قبل الفيضانات وبعدها.. لقطات تظهر حجم الكارثة




.. ستورمي دانييلز تدلي بشهادتها في محاكمة ترمب