الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسائل قافلة الحرية سياسية أولا ... وأخيرا

سامر أبو رحمة

2010 / 6 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


إن التركيز على تناول الجانب الإنساني كهدف لقافلة الحرية هو بالضرورة حرف للمضامين الجوهرية للرسائل التي توجهها وفي مقدمتها:
- اولا اسمها الذي لم يحمل طابعا إنسانيا بل تحرريا يؤكد حق شعبنا في الحرية وتقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة التي مهد الاحتلال لمنع وحدتها لجغرافية الواحدة قبل اندلاع الانتفاضة الثانية بأساليب متنوعة في تناقض مع الاتفاقات الموقعة . ودلالات اخرى كالقارب 8000 نسبة لعدد أسرانا في سجون الاحتلال، وإم في راشيل كوري نسبة لمتضامنة الدولية التي سحقتها دبابات الاحتلال في رفح .فالأسرى والشهداء لم يقدموا أرواحهم غالية من أجل الحد من المعاناة ،والتخفيف من الحصار والجوع والمأساة التي خلفها الاحتلال ،وانما لانهاء الاحتلال سبب المأساة ونتيجتة كل اخفاقاتنا بدءا بالنكبة وانتهاءا بالهزائم والتنازلات والحلول الهزلية التي تفرض لتصفية القضية.

- ثانيا : المشاركين من الشخصيات اليسارية والإسلامية والمثقفين ونواب البرلمانات الاوروبية والعربية واكثر من 750 ناشط حقوقي وإعلامي في اكبر حملة دولية هادفة لكسر الحصار وإعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية كقضية تحرر وطني وديمقراطي وأن الشعب الفلسطسنس وقضيته ما زال لها مناصرون من احرار العالم ومثقفوه رغم الاثار الكارثية للانقسام ورغم الممارسات الاسرائيلية الهادفة لتشويه وشرذمة القضية كمقدمة لإنهائها ،فمضمون الفعل المقاوم لهذا التجمع بارزا ويظهر في شكل مستجد و مؤثر في الراي العام الدولي وستكون اكثر فعالية في اطار استراتيجية موحدة للمقاومة الفلسطينية والدعم العربي لتخطي آلامنا سياسا بحل جذري يتضمن احتمالات أبعد من مبادرة سلام وبكائيات وشجب واستنكار لفضح حقيقة الاحتلال العنصري الهادف ليس إلى طمس الهوية فقط وانما شطب كل ما هو فلسطيني من الوعي لتبرير اسباب وجوده.

- ثالثا كسر الحصار وفضح طبيعته العدوانية وما تتضمنه من عقاب جماعي للشعب الفلسطيني منافي للقانون الدولي وينتهك حقوق الإنسان تحت ذرائع واكاذيب مضللة فالحصار ليس حصار لحماس أو لمنع إطلاق الصواريخ والتي قامت الحرب على أساسها ،وإنما الفصل التدريجي لقطاع غزة عن الضفة لإجهاض مشروع إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وتوجيه القطاع للاعتماد على مصر لقطع الطريق على الارتباط مع الضفة ولتعميق الانقسام السياسي والجغرافي بين غزة والضفة بمراكمة الظروف التي من شانها إضافة ذرائع جديدة لمنع قيام الدولة الفلسطينية حيث عرضت دولة الاحتلال إقامة ممر بحري تحت رقابة دولية لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة في تأكيد على أن الحصار هادف للفصل الجغرافي والسياسي وليس إضعاف حماس التي زادت قوة بفعل الحصار وتكيفت معه.

رابعا حاصرت الحملة الاحتلال كذلك بنجاحها في لفت الأنظار إلى القضية الفلسطينية وبنفي المزاعم الإسرائيلية بان القطاع غير محتل، وإلى جرائم الاحتلال الوحشية ،وإرهاب الدولة الذي يمارس ضد المدنيين العزل، والمجازر التي ترتكبها باعتبارها فوق القانون، والقرصنة البحرية التي مهدت لها بحراك دبلوماسي لمنع القافلة وبالتهديدات التي أطلقتها على لسان عنصرييها بأنها حركة عدائية ومغامرة رخيصة، في تأكيد على ادراك الاحتلال لمخاطر القافلة التي بالفعل حققت مكاسب مهمة لشعبنا المناضل على الرغم من الخسارة الكبيرة لتسعة متضامنين أتراك على السفينة مرمرة ،في مقدمتها ردود الفعل الدولية القوية لاسيما التركية التي جالت بعد المجزرة لفضح الخداع والتضليل والتزييف التي مارسته دوله الارهاب والمطالبة بتحقيق مستقل يكشف حقيقة المارقة والخارجة عن القانون وفي الجلسة الطارئة لمجلس الأمن حولها وان أتت بنتائج مخيبة للآمال ، ايضا بمواقف دبلوماسية لأكثر من 30 دولة شاركت بالقافلة وصفتها هآرتس بخسائر غير مسبوقة بتاريخها ، كذلك الشهادات والاعترافات، للناجين من المجزرة،والتي تمثل لائحة قوية لاتهام القراصنة ودولة الارهاب للعدالة و تشكل نقطة تحول مهمة في المواقف الشعبية و الرسميةو التي وضعت دولة الاحتلال والإدارة الأمريكية في الزاوية وحققت مكاسب مهمة لحركة حماس رغم حملات التضليل المستمرة التي تشنها ماكينة الإعلام لدولة الاحتلال في نفي الحصار وتبرير ه فان ما جاء في يدعوت الصحيفة العبرية يلخص النتائج(الاغلاق على غزة ولد في الخطيئة .. وسيموت بالعار)
-
- خامسا أبرزت القافلة أن تضامن الأحرار والمثقفين في العالم مع القضية الفلسطينية لا يكفي بل نحن بحاجة إلى إستراتيجية مقاومة موحدة ضد الاحتلال وبحاجة لموقف وطني فلسطيني موحد يواجه الاحتلال وجرائمه وان الانقسام له مخاطر على القضية لا تقل عن مخاطر الاحتلال على الهوية والجغرافيا والمشروع الوطني ، وأننا بحاجة إلى إعادة النظر في الورقة المصرية كوسيلة للمصالحة بتجاوزها على أسس أكثر مناعة وتحصين لوحدة وطنية قادرة على الاستمرار والنهوض بالقضية على اعتبار المرحلة كمرحلة تحرر وطني وديمقراطي يضم كافة القوى ويوحدها في حاضنة تحقق الأهداف الوطنية لا تعيق تحقيقه،ا بالاتفاق على موضوع الانتخابات وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على أسس ديمقراطية ووطنية تحصن الموقف الفلسطيني وتحمي المكتسبات لوطنية التي ناضل شعبنا لعقود من اجل تحقيقها،و تمهد لمخرجات تحمي مشروع مقاومة الاحتلال وتصون الحقوق المشروعة لشعبنا وفي مقدمتها حق العودة وتقرير المصير، وتواجه مشاريع الاحتلال التصفوية التي تجهض إمكانية حل الدولتين بما تمارسه من تهويد للقدس وتوسيع الاستيطان في الضفة تمهيدا لضم معظمها لدولة الاحتلال ،والاستمرار في بناء الجدار ،وضم منطقة الأغوار ، وفك الارتباط الجغرافي والسياسي بين غزة والضفة ،و القرارات العنصرية التي تأصل هذا الفصل والمتعلقة بعرب 48 وسكان القدس وآخرها 1965 القاضي بترحيل أكثر من 70 ألف فلسطيني إلى غزة وما يحمله من دلالات سياسية وإستراتيجية فيما يتعلق بنوايا دولة الاحتلال بإجهاض حلم الدولة الواحدة المستقلة وعاصمتها القدس في ضوء الوقائع التي يفرضها والوضع العربي والدولي الراهن الذي يجعل من الوحدة عنوان رئيس باعتبار إعادة توجيه البوصلة للاحتلال ومخططاته ،وللمشروع الوطني الفلسطيني لا إلى مكاسب سياسية مؤقتة لطرف أو آخر على حساب القضية الوطنية.

- سادسا في ضوء الحديث عن الحرية هل يشكل فك الحصار عن غزة وعودة المفاوضات المباشرة مع الاحتلال حلولا جذرية للقضية الفلسطينية ؟ وهل تؤدي عودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل الانتفاضة الثانية سياسيا واقتصاديا وانتعاش الوضع المعيشي للناس إلى انتهاء الصراع تحرير الأرض والإنسان و؟ لقد كانت أوضاع الناس المعيشية قبل انتفاضة ال87 أفضل حالا وكانت ظروف العمل متوفرة إلا أن وجود الاحتلال والقضية الفلسطينية استدعت نشوب الانتفاضة وعليه فان التراجع الذي حل بالمشروع الوطني يجب دراسته بشكل جدي واعادة الاعتبار للوحدة الوطنية والنظر للقضية من جانب وطني ديمقراطي تحرري يؤسس لاستعادة الحقوق الوطنية المسلوبة لا إلى تفريغ الطاقات في الصراع الداخلي في إطار تقويض طرف للآخر على قاعدة إما أو والنظر للانقسام على انه الخطر الأكبر على المشروع الوطني التحرري.

- سابعا التركيز على الجانب الإنساني دفع بالاحتلال في إطار حملته المضادة للإعلان عن تخفيف الحصار على غزة استجابة للانتقادات في هذا الجانب، وكأن الحل لقضية الحصار والاحتلال هو توفير احتياجات الناس رغم التدمير الممنهج لقطاعات الإنتاج كافة في القطاع ،ووصول نسب الفقر والبطالة إلى معدلات مرتفعة،ورغم حالة اللجوء والمنافي التي يعيشها شعبنا قبل ذلك والمجازر التي اقترفت بحق ابناءه فإن الجانب الانساني في تراجع بسبب الاحتلال ، إلا أن إعادة الاعتبار للجانب السياسي وإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة المستقلة واستعادة الحقوق الوطنية المشروعة لشعبنا ،لهي المطالب الجوهرية التي يجب إعادة الاعتبار لها ،وترتيب البيت الفلسطيني الداخلي ليستجيب لمتطلبات النضال من أجل تحقيقها .
بدماء الشهداء حقق أحرار العالم نصرا آخر على إرهاب الدولة المنظم ،الذي تجلى في احدى صوره البشعة والمقيتة بالقرصنة البحرية التي مورست على المتضامنين العزل الذين تجمعوا لكسر الحصار على غزة ، الذي بلغ عامه الثالث على التوالي ،على متن السفن الثمانية في فجر يوم 31 مايو، 2010 ، في المجزرة –رياح شيطانية- التي ستبقى شاهدا على حقيقة الاحتلال الدموية والإجرامية وانتهاكه للقيم والأعراف والقوانين الدولية
وشاهدا على أن شعبنا لم يكن وحده في الميدان ،بل معه كل قوى التحرر الوطني في العالم وان القضية العادلة بحاجة إلى حلول عادلة يناضل أحرار العالم جميعا من اجل تحقيقها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماكرون يرحب بالتزام الصين -بالامتناع عن بيع أسلحة- لروسيا •


.. متجاهلا تحذيرات من -حمام دم-.. نتنياهو يخطو نحو اجتياح رفح ب




.. حماس توافق على المقترح المصري القطري لوقف إطلاق النار | #عاج


.. بعد رفح -وين نروح؟- كيف بدنا نعيش.. النازحون يتساءلون




.. فرحة عارمة في غزة بعد موافقة حماس على مقترح الهدنة | #عاجل