الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألتقى الجبلان..ثم ماذا؟؟

جمال الهنداوي

2010 / 6 / 14
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


نصف ساعة من الاحاديث الودية والمجاملات المكرورة هي كل ما تمخض عنه جبل اللقاء الاهم الذي طال ترقبه ما بين الزعيمين الابرز على الساحة السياسية العراقية في الراهن المعاش من ايام الوطن..
احاديث متفرقة تتمحور حول الطاقة والزراعة والاستثمار هي كل ما جادت به قريحة اقطاب اللقاء الذي علف وسمّن اعلاميا باسراف..وعد الركيزة التي بنيت عليها كل الآمال والتطلعات بتحقيق الاختراق المنشود الذي يعيد العملية السياسية الى مسارها الصحيح..
احاديث سطحية وبعيدة كثيرا عن الذي يجب ان يقال.. هي كل حصيلة هذا اللقاء..مما يثير الكم الكثير من التساؤلات وعلامات الاستفهام عن نوع وماهية الاعداد الذي تطاول الحديث حوله لاسابيع عدة تحضيرا لهذه القمة..وعن مدى مصداقية التصريحات التي تحدثت عن التروي والتأني في تحديد موعد للاجتماع انضاجا وترصينا للنقاط التي سيبحثها الطرفان..
والاكثر مدعاةً للحيرة هي التقولات التي تحدثت عن تنكب اللقاء طريق عقدة المنشار السياسية المتمثلة بازمة تشكيل الحكومة العراقية الجديدة.
لا ننكر ان الحديث عن الصلح واذابة الجليد والتقارب هو من الامور المطلوبة والمؤملة والمحمودة في كل وقت ومكان..وليس من الانصاف ان نبخس اللقاء حقه في قطع الطريق امام تغذية امال العديد من صيادي الجوائز في التسلل الى الموقع الاول عن طريق بوابة مرشح التسوية.. والذين ازدحمت بهم كفة القبان طامحين وطامعين ومروجين لانفسهم انهم البيضة المنشودة..وانهم الوتد القطب المؤمل بادارة رحى الملف العراقي دون ان يؤدي ذلك الى سحق امال الشعب العراقي بين حجريها..وليس من الحكمة التغاضي عن كون التقارب بين القائمتين-وضمن معطيات محددة- يعد مطلبا شعبيا للمكانة التي يحتلها الزعيمان في ضمائر ونفوس الشعب العراقي والتي اكدتها نتائج الانتخابات الاخيرة..
ولكن وبعد ثلاثة اشهر عجاف من التمطي السياسي الموهن والمحبط..وبعد تقاطع سياسي لا يمكن اغفال مدى تأثيره على كمية الدم المراق على ارصفة بلادنا المنكوبة..وبعد كل التي واللتيا.. كنا ننتظر ان يظهر لنا قادة عمليتنا السياسية متجاورين متكاتفين ومتعاضدين ومتعاهدين على حماية تجربتنا التعددية وعلى اعلاء قيم الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة وتقديس الحرية وحق الاختلاف ودعم حقوق الانسان..
لا يمكن ان نعد تحويل لقاء زعامات الكتلتين الاكبر المفرزة والمنصبة شعبيا الى نوع من جلسات التصالح الشخصي الضيق ..وانهاء الجلسة بدون التكرم ببيان صحفي على الاقل يطمئن الشعب الى وعي قياداته السياسية بحرج الموقف الدقيق الذي تمر به عمليتنا السياسية.. الا ممارسة ناقصة تحمل الكثير المؤسف من الاستهانة بمكابدات العراقيين والامهم وقلقهم الممض على ديمقراطيتهم الفتية..
ان مفصلية المرحلة التاريخية التي نمر بها..وتكالب الاعداء والموتورين والراجفين والمرجفين من نجاح تجربتنا التحررية الباهظة والمكلفة ارواحا ودما ومقدرات..والاخطار والاطماع التي تحيق بوطننا العزيز تستدعي من قادتنا المنتخبين ابداء اقصى درجات المرونة والتفهم والمشاركة والارتقاء بادائهم السياسي الى مستوى الوعي الشعبي العالي والمنضبط والمسؤول والتسامي والايثار والترفع عن الصغائر وفاءً وتقديرا للتضحيات الجسيمة التي قدمها الشعب العراقي العظيم لادامة زخم المسيرة الديمقراطية في العراق..
قد لا نبتعد كثيرا عن الصواب اذا قلنا ان مشكلة العراق الازلية كانت تاريخيا تتلخص بنقطتين مفصلتين ..تتلخص اولاهما في عدم وجود انتخابات نيابية حرة ونزيهة..وهذا ما ننعم به الان ولله الحمد ..والثانية في استخفاف الطبقة السياسية الحاكمة للرأي العام الشعبي..وهذا ما يبدو اننا نحتاج لوقت طويل جدا لكي نتخلص منه..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عزة.. ماذا بعد؟ | المعارضة الإسرائيلية تمنح نتنياهو -الأمان-


.. فيضانات في الهند توقع أضراراً طالت ملايين الأشخاص




.. مواجهة مرتقبة بين إسبانيا وفرنسا في نصف نهائي يورو 2024


.. الاستقرار المالي يثير هلع الفرنسيين




.. تفاعلكم | مذيعة أميركية تخسر وظيفتها بسبب مقابلة مع بايدن!