الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ولادة الحكومة بين القابلات المأذونات وغير المأذونات

علي الانباري

2010 / 6 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


لا احد يصدق ابدا ان بعد سبع سنوات من التغيير الدراماتيكي في العراق
على يد القوات الامريكية يحدث كل ما يحدث في العراق من امور هي
اقرب الى الخيال الى الواقع0
فالعراق الان يعاني ازمات تتفاقم يوما بعد اخر فهو بلا قيادة فالكل يحسب
نفسه قائدا والكل يصرح باقوال ابسط ما يقال عنها بانها غير مسؤولة
والكل ينتقد الكل واحيانا يخونه ويتهمه بانه عميل اجنبي او اقليمي حسب
قوله واذا حدث خرق امني في هذا المكان او ذاك فالمبررات جاهزة والتهم
جاهزة وهكذا يضيع الخيط على المتابع ولا يكاد يفقه شيئا0
تصوروا ان القائق ضائعة تماما في ظل هذه الحكومة اذ لا يعقل ابدا ان
اطرافا هي الحكومة نفسها تتهم وزير الكهرباء بالتقصير وبدل الاتهام عليها-
اقالته حسب الدستور كما يقال والاتيان باخر مكانه حتى ولو من اجل خاطر
عيون الشعب0
تصوروا ان من يدين الفساد الاداري هم الفاسدون انفسهم من اعضاء الحكومة
المشاركون في الفساد سواء من الاجهزة الامنية او من المدنية0
ومن يدينون الطائفية هم نفسهم من الطائفيين الذين نسوا ان لهم شركاء من
طوائف اخرى تستفزها تصريحات هؤلاء وقد تدفعهم الى الانزواء في خانة
الطائفية كرد فعل0
ويوم ان غيروا بعض المناهج الدراسية لم يكن الهدف الا وضع مفاهيم لا
توحد الشعب بل تنفخ فيه روحا مقيتة لن تكون نتائجها خيرا0
اما الخطاب الاعلامي فهو خطاب مشوش جدا فالقنوات والصحف تؤزم
الامور بدل ان تحلها وبات القاريء او السامع يعرف هوية هذا او ذاك من
اول جملة ينطق بها او يكتبها0
والمنابر الدينية باتت تحرض على الحقد والكراهية باسلوب عاطفي مؤثر
يستغل به تجار الكلام مشاعر الناس للتهييج والحث على الاصطفاف بدل
الوحدة الحقيقية لا المفتعلة باسلب زائف بين الافتعال والادعاء
كل هذا يجري في العراق والحكومة لا يستطيع الفرقاء تشكيلها لان القائمين
على السياسة لا ثقة لهم ببعضهم والكل خائف ان يفقد ما يطمح به من امتيازات
وسلطة وحمايات 0
ان الشعور بالخوف من الاخر وعدم الثقة به وحتى من نفس الطائفة او القومية
خلق حالة من غياب العقلانية في التفكير لدى الجميع وكأنهم في حرب شعواء
يخاف فيها الجميع من القتل والاسر وسطوة الاخر0
اليوم ينعقد البرلمان في حالة من الهستيريا ولا سيما بعد احداث الامس حيث
اقتحم مسلحون يرتدون زي العسكر البنك المكزي العراقي في اجواء من
الفوضى القاتلة وغياب الحيطة الامنية التي يفترض ان تكون على اهبة الاستعداد
لحماية اكبر مؤسسة اقتصادية في البلد ولكن الذي نسمع به اغلان تبريرات
من نقاط التفتيش قد يكون بعضها صادقا لا سيما الادعاء بان هذه النقاط
تخشى ايقاف سيارات الوسؤولين خوفا من حماياتهم ناهيك عن القول ان المهاجمين
يستقلون سيارات اشبه بالتي يستقلها المسؤولون او ربما هي نفسها0
في اجتماع اليوم لاختيار رئاستي الجمهورية والبرلمان لن يؤدي الى نتيجة
كما نعتقد وسوف تقطع الجسور والشوارع ويكون التشدد الامني على اعلى
مستواه وسيكون ناجحا لانه يحمي المسؤلين لا المواطنين فالمسؤول محصن
في اغلب الاحيان من التعرض للاذى لانه يراقب جيدا عمل الاجهزة ويكون
جادا في ذلك لان حياة المسؤول اثمن من كل شيء في عراق الصخب والعنف0
سيستمر الشد والجذب والمد والجزر ربما شهورا لتشكيل حكومة الشراكة
التي يكون بها البعض هو صاحب النفوذ الاوحد بينما يكون البعض -شريك
بس بالاسم- وغطاء لتبير مقيت بان الحكومة تضم الجميع فان اصابت يكون
حزب ما او كتلة ما هي ام المنجزات وصاحبة القدح المعلى في التفاخر وان
اخطات فسوف يلقى وزر الخطأ على الطرف الهامشي المشارك وسوف
تنزل التهم والافتراءات على راسه وهي جاهزة يطبخها طباخون ما هرون
ولا يصدقها حتى من فبركوها
اليوم يبدا العد التنازلي لتشكيل حكومة عسيرة الولادة بسبب كثرة القابلات
الماذونات وغير الماذونات وكان الله في عون الشعب العراقي المكذوب عليه
دائما في شتى العصور0








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل عشرات المدنيين الفلسطينيين في غارات جوية إسرائيلية على


.. رويترز: مقتدى الصدر يمهد لعودة كبيرة من باب الانتخابات البرل




.. مؤتمر صحفي لوزيري خارجية مصر وسلوفينيا| #عاجل


.. انطلاق فعاليات تمرين الأسد المتأهب في الأردن بمشاركة 33 دولة




.. اليوم التالي للحرب في غزة.. خطة إسرائيلية وانتقادات لنتنياهو