الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نكتة سمجة ... اسمها -لجنة تحقيق-!!

سعادة خليل

2010 / 6 / 14
القضية الفلسطينية


ينطبق على هذه اللجنة المثل الشعبي: "قالوا للحرامي احلف، قال: جاءك الفرج!" وصحيح أيضا على رأي المثل: "اللي استحوا ماتوا." فهل يعقل، كيفما نظر للأمر، أن يقوم القاتل بالتحقيق في جريمة ارتكبها الكيان الصهيوني جهارا نهارا أمام نظر وسمع العالم بأسره؟
بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية، شكل الكيان الصهيوني ما تصفه بأنه صحيفة هآرتس الصهيونية بأنه "تحقيق مستقل" عن الهجوم على أسطول الحرية الصغير المتجه إلى غزة في الحادي والثلاثين من مايو الماضي. وكما نعلم جميعا ان حكومة القاتل نتنياهو قد رفضت اقتراحا للأمم المتحدة يقضي بإجراء تحقيق مستقل بحق كما هو مطلب الحكومة التركية. وكان هذا الرفض لا شك فيه بدافع الخوف من تكرار ما حدث في تقرير غولدستون بشأن الهجوم الشامل الذي شنته "إسرائيل" على قطاع غزة في ديسمبر كانون الاول من عام 2008.
وسيعرف "التحقيق" من الآن فصاعدا بلجنة "تيركل" Tirkel نسبة إلى رئيس اللجنة ياكوف تيركل القاضي السابق في ما يسمى "المحكمة العليا الإسرائيلية." وبما أن الإرهابي نتنياهو وافق شخصيا على أعضاء اللجنة لم يبق الكثير ما يقال عنها. انهم "آمنون" من وجهة النظر "الاسرائيلية." وبالإضافة إلى ذلك ، لم يحدد موعد نهائي للجنة للانتهاء من عملها ، وهذا قد قد يأخذ وقتا مريحا للجنة. وأخيرا ، وضع نتنياهو ومستشاروه أهداف اللجنة. وفيما يلي أهدافها :

1. "دراسة الجوانب الأمنية للحصار على قطاع غزة وتعديله وفقا للقانون الدولي." وهذا هو نوع من القبول الفاتر بأن هناك فجوة بين السلوك "الإسرائيلي" والقانون عندما يتعلق الأمر بالحصار. ولكن لا بأس ، ستدعي اللجنة بأنها ستعدل بروتوكولات الاشتباك في المستقبل إذا لزم الأمر.

2. بحث الإجراءات الإسرائيلية لفرض حصار بحري والقرصنة في 31 أيار / مايو ضد أسطول الحرية "مع احترام للقانون الدولي." وبالطبع هذا ابعد ما يكون عن الحقيقة.
3. بحث في الإجراءات التي اتخذها المنظمون للأسطول غزة وتحديد هوية المشاركين. وهنا، في الواقع، سيتم إلقاء اللوم على الضحايا.
4. بحث ما إذا كان تحقيق "اسرائيل" لنفسها فيما يتعلق باحتمال "انتهاكات لقوانين الحرب" خلال الاشتباك مع أسطول الحرية الأعزل "يتوافق مع التزامات البلد تجاه القانون الدولي." وهذه النقطة بالذات مربكة. وهنا يجب على الكيان الصهيوني أن يشعر بأن التحقيق مع نفسه فيما إذا كان قانونيا أصلا (إن لم يكن منطقيا) وإلا لم يسمحوا لأنفسهم مثل النقطة.
ووفقا للإرهابي نتنياهو أن كل هذا للنظر في الأمر من أجل تقديم إجابات "موثوق بها" على الأسئلة التي طرحها المجتمع الدولي ، مع الحفاظ في الوقت نفسه على "الإبقاء على إطلاق اليد " للجيش الصهيوني للقيام بنفس الشيء الذي كان يقوم به فيما يتعلق بغزة.

ولتحقيق هذين الهدفين، على الكيان الصهيوني أن يعيد ترتيب نتائج التحقيق الذي تجريه اللجنة سلفا. و"المنغص" الوحيد هنا ربما كان إصرار البيت الأبيض على إلحاق مراقبين اثنين "دوليين" باللجنة. ومع ذلك، لا داعي للقلق ، فالمراقبان تم فرزهم من قبل الإرهابي نتنياهو. فمن هذان المراقبان، إذن؟
المراقب الدولي الأول هو ديفيد تريمبلDavid Trimble من إيرلندا الشمالية. وهو الزعيم السابق لحزب اولستر الوحدوي ووزير أول سابق في إيرلندا الشمالية. في الوقت الحاضر ، هو عضو في مجلس اللوردات في المملكة المتحدة. وساعد في التفاوض على إنهاء الحرب الأهلية في إيرلندا الشمالية، وقد حصل على جائزة نوبل للسلام من أجل ذلك. وكان أيضا من بين مجموعة من المسؤولين الدوليين الذين اجتمعوا في باريس، في نفس اليوم الذي كان فيه " الاسرائيليون" يطلقون النار على الناشطين في سفينة مافي مرمرة ، لتأسيس "مبادرة أصدقاء إسرائيل". تريمبل ، الذي نصح ، في وقت سابق، اللجنة الرباعية الاوروبية بـ "الوقوف بحزم ضد حماس" ، وانضم مع الآخرين في باريس للتعبير عن "الغضب والقلق إزاء حملة نزع شرعية لم يسبق لها مثيل ضد اسرائيل ، يقودها أعداء الدولة اليهودية". وأكثر من ذلك ذهب تريمبل وزملاؤه إلى اعتبار الكيان الصهيوني "جزءا من العالم الغربي ، وفي الحقيقة ، فإن إسرائيل اليوم هي اللاعب الأساسي بالنسبة لمستقبل الغرب." فكيف سيكون هذا الرجل موضوعيا؟ بالطبع، هو غير موضوعي على الإطلاق. وهذا ، بطبيعة الحال ، هو سبب في تعيينه في اللجنة.
أما المراقب الدولي الثاني فهو كينيث واتكين Kenneth Watkin القاضي الكندي السابق المحامي العام (أعلى قاضي عسكري في بلده). وإذا ذهبت إلى موقع الويب التابع "لوزارة الخارجية الاسرائيلية" فسترى ماذا يقولون عن "عملية قطاع غزة : الوقائع والجوانب القانونية" بتاريخ 29 يوليو 2009 ، خمن من هم الذين نقلوا عنهم لتبرير أعداد الوفيات التي لا تحصى ولا تعد بين المدنيين في مجازر غزة في أواخر عام 2008؟ إنه كينيث واتكين Watkin. فهو كينيث Watkin ، القاضي الكندي المحامي العام الذي يقول ويوضح ، على الرغم من أن المدنيين لا يكونون هدفا مباشرا للهجوم ، إلا أن القانون الإنساني يجيز أن يقتل المدنيون أو تدمر الممتلكات المدنية نتيجة لهجوم على هدف عسكري." "كيف استنتج واتكين أن ذلك جزء من القانون الإنساني؟ لا أعرف!! وبلا شك هذا خارج عن أي تصور إنساني لا يفهمه إلا المجرمون.
إزاء هذا الاستخفاف الصهيوني المدعوم أمريكيا بالشهداء وذوي الشهداء والجرحى وبكل العالم، على المتضامنين ورسل السلام في العالم الإصرار على المضي في تحقيق الهدف الرئيس الذي يحاول الكيان الصهيوني حرف الأنظار عنه ألا وهو الحصار. فمزيدا من التضامن بإرسال السفن والقوافل حتى ينكسر الحصار.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. #بايدن يدافع عن #إسرائيل.. ما يحدث في #غزة ليس إبادة جماعية


.. بدء مراسم تشييع الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي ومرافقي




.. هل هناك أي نوع من أنواع الامتحان أمام الجمهورية الإيرانية بع


.. البيت الأبيض.. اتفاق ثنائي -شبه نهائي- بين أميركا والسعودية




.. شوارع تبريز تغص بمشيعي الرئيس الإيراني الراحل ومرافقيه