الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوصول الى الهدف !!

عمران العبيدي

2010 / 6 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


بين فترة وأخرى يغير الارهاب اسلوبه وتكتيكه ليتمكن من مفاجأة الجهات الامنية العراقية بموجة جديدة من العمليات والتي من خلالها يبعث بأكثر من رسالة واهمها هي القدرة على المفاجأة وتغيير الاسلوب وما ان تبحث الجهات الامنية عن معالجات لذلك الاسلوب، يكون حينها الارهابيون قد هيأوا اسلوبا آخر.. وبين اسلوب واسلوب يستمر مسلسل العمليات الارهابية التي يمكن ان نطلق عليها الصغيرة والتي تستهدف الاسواق بشكل عشوائي وهي في الغالب لاتحتاج الى تحضيرات كبيرة ومتعبة بل يبدو ان من يمارسها هم من هواة الارهابيين وليس المحترفين فتخلتف بين العبوة اللاصقة وكاتم الصوت والعبوة المزروعة على جوانب الطرق أو حزام ناسف في الاسواق المكتظة بالناس وهي اهداف سهلة.
هذه العمليات الصغيرة اصبحت جزءا من المشهد اليومي حتى ماعادت تذكر او لاتجد اهتماما عاليا بها لذلك نجد ان الارهابيين يخططون الى عمليات كبيرة يمتد تأثيرها في عمق المشهد الامني العراقي لتحتفظ لنفسها قدم السبق والتي من خلالها يطال الارهابيون عصب الحياة العراقية، اهداف من نوع يصل الى اكبر مؤسسات الدولة العراقية وأهمه بالرغم من أن منظمات الارهاب قد فقدت خلال الفترة السابقة اهم قادتها ولكن القوات الامنية التي امتدت يدها الى رؤس الارهاب عجزت لحد الان عن الحد من العمليات الارهابية الكبيرة وهذا يؤكد أن الرؤوس الكبيرة للقاعدة بالرغم من اهمية مسمياتها الا ان تأثيرها لم يكن كبيرا على مستوى العمل الميداني اي ان المستوى الميداني احتفظ لنفسه بقدرة عالية التنفيذ وأن المسألة بحاجة الى مزيد من الوقت لتفكيك شبكات الارهاب وكذلك فأن مشهد العنف يؤكد ايضا ان عدد الجهات المنفذة متعددة وكثيرة مايعني اننا بحاجة الى قدرة على تفكيك اكثلا من منظمة تعمل على الساحة العراقية.
آخر مسلسل العمليات الكبيرة هو تكرار مشهد محاولات السطو على المصارف والبنوك مما يشكل تهديدا مباشرا للاقتصاد العراقي لذلك لم يكن مستغربا مطلقا ان يتمكن الارهابيون من الوصول الى هرم الاقتصاد العراقي وهو البنك المركزي العراقي، فالعملية متقنة بالرغم من فشلها، فمجرد وصول الارهابيين الى المكان والقيام بالمحاولة فأن ذلك اشارة خطرة الى ان اي مكان ليس ببعيد عن ايدي الارهاب، صحيح ان القوات الامنية تمكنت من احباط المحاولة وهذا بحد ذاته يؤكد استعدادا جيدا لمواجهة الارهاب ولكن في المقابل يؤكد ايضا ان الارهابيين استطاعوا الوصول الى الهدف في وضح النهار وفي قلب بغداد وقاتلوا لساعات بحسب ما تناقلته الاخبار وهذا مؤشر لتحضيرات متقنة واستعداد عال لايمكن اغفاله.
ان الذي فكر في الوصول الى البنك المركزي سيفكر بالوصول الى اعمق من ذلك بل ان تفكيره وتخطيطه تعدى المعقول وبدأ يبحث فيه بوسيلة لاسقاط الدولة العراقية، فالدول تنهار اذا ما انهارت اقتصادياتها والانهيار هنا ليس انهيارا عسكريا ولكنه انهيار موجع، والقائمون على المشهد السياسي عليهم ان يدققوا في الحدث وان لايذهب بهم بعيدا فشل الارهابيين في ذلك.
علينا ان لانركز على فشل المحاولة بل علينا ان ندقق ونسأل سؤالا مفاده: كيف وصل الارهابيون الى هذا المكان وماذا لو تمكنوا من تحقيق هدفهم لاسمح الله؟ على من سنلقي باللائمة وماهو المانشيت الجاهز الذي يبرر ما حدث، وعلينا ان نتذكر انه (ليس كل مرة تسلم الجرة) ،واذا ماحصل المحذور فليس للندم والتبرير اي معنى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن أمام خيارات صعبة في التعامل مع احتجاجات الجامعات


.. مظاهرة واعتصام بجامعة مانشستر للمطالبة بوقف الحرب على غزة وو




.. ما أهمية الصور التي حصلت عليها الجزيرة لمسيرة إسرائيلية أسقط


.. فيضانات وانهيارات أرضية في البرازيل تودي بحياة 36 شخصا




.. الاحتجاجات الطلابية على حرب غزة تمتد إلى جامعة لوزان بسويسرا