الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحملنا طويلا يارب العزة

جمال المظفر

2010 / 6 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


تحملنا كثيرا وعلى مدى عقود طويله بهلوانيات الساسه وعنترياتهم ، كل من يمتطي الكرسي يريد ان يتحول الى عنترة العبسي صانع البطولات والامجاد ، ما ان يهموا باستلام السلطه حتى يتناخوا الى شحذ سيوفهم ويبادروا الى اصدار البيانات التحريضيه ودق طبول الحرب ، فقوة الملوك بقيادة المعارك المزلزله طويلة الامد لاحروب الليله والليلتين او الاغاره على القبائل وسلب ماتقع عليه ايديهم من اموال وغنائم وسبايا ، فالقادة وبقدره الهيه مولعون بنقيضين ، الحروب والغواني ، حروب على الاعداء والخصوم السياسيين وحروب طاحنة على السرير ، والثانية اعنف من كل الحروب لانها تمثل صولة صاحب السمو التي يثبت فيها براعته وكفاءته في ( فض ) النزاعات والازمات المستعصيه ، اما الحروب الاخرى فانها جمعيه يشارك فيها قادة الفصائل والجند والطبالون والزمارون والمرتزقة والمغنون ، لاتبرز فيها ( فحولة ) القائد المفدى وانما تنسب له ( تشريفيا ) قيادة الشعب الى النصر الحاسم حتى لو كان خسارة فادحة ...
خمس وثلاثون سنه تحملناها بالتمام والكمال ، حروب وحصارات وويلات وتدريبات على السلاح ، شيبا وشبابا ، عجائز وصبايا ، وورثنا طوابير من الارامل والايتام والمعوقين ، وكنا نأمل من الباري عز وجل ان يلطف بنا ويخلصنا من القائد الضروره الذي ما ان يخرجنا من حرب خاسرة حتى يدخلنا في حرب اخرى وكأننا السندان الذي صنع خصيصا لمطرقة سيادته ، ولكن الحظ بدلا من ان يرسل عزرائيل اوكل لنا ست الدنيا وراعيه الديمقراطية امريكا لتخلصنا من القائد الاوحد ، وجيأت الديمقراطية الوليدة تحت سرف الدبابات وازيز الطائرات ورعب الاباتشيات وحملت معها اعدادا كبيرة من هواة السياسه الذين تحولوا الى قادة ازماتييين ابقوا امريكا في ورطه لاتعرف كيف تخلص منها ، فبعدما كانت تمنى نفسها بان يصبح العراق مثال للديمقراطية في الشرق الاوسط اصبح العراق مثالا للتناحر والفساد وسوء الاداء والتقاتل من اجل المناصب ، فـ (ماما امريكا) فوجئت بساسه لم يتعلموا اصول الديمقراطية ولايعرفوا كيف يقودون دوله ولو كانت بحجم جزيرة ، وانما بامكانهم قيادة حروب وصناعة ازمات وافلام كوميديه بمنتهى السخريه ...
خلصنا من صدام وتورطنا في ساسه وصفتهم ظلما في مقالات سابقه بالمراهقه السياسية ، ولكن الاصح هي الاميه السياسية ، لانهم مازالوا لحد هذه اللحظه في مرحلة تعلم الف باء السياسه او بالاحرى لثغ حروفها ، فليس كل من كتب مقالا في صحيفة ينتقد فيه النظام اوقاد مظاهره في بلاد الفرنجه اصبح سياسيا وبامكانه قيادة دولة والتحكم بمصائر عباد الله بحيث صيرونا حقل تجارب لطموحاتهم وبهلوانياتهم ..
لقد اثبتت الايام ان ساستنا اهل مصالح ومطامح ومستعدون لحرق الاخضر واليابس من اجل طموحاتهم ، الكل يبحث عن المناصب ، وليس اي مناصب ، يريدون في ليلة وضحاها ان يصبحوا رؤوساء ، من المقهى والرصيف والمسجد الى كرسي الرئاسه ، ولاندري باي منطق تقاس الامور في العراق الديمقراطي التعددي المزاج والطموحات ...
هل بامكان من يعد الارصفة في الغربه او يملأ معدته بشق الانفس وربما ينام جوعانا لانه لايملك ثمن وجبة عشاء ويرى مابين ليلة وضحاها كل هذا العز والابهة والمواكب الجباره والحمايات والميزانيه المفتوحه ان يترك الكرسي بسهوله او يتنازل لغيره من اجل مصلحة الوطن او من اجل حقن دماء المواطنين الابرياء ...
مابيننا وبين الساسة مئة عام من العزله ، اللهم ابعدنا عن شرهم وعن حروبهم العبثيه ، واحصر نارهم بينهم ولاتوزعها علينا ، بل وزعها عليهم بالتساوي ، لانريد منهم شيئا سوى ان يبعدوا عداواتهم وثاراتهم عنا وان لاينشروا تلك الثقافة الى اجيالنا لاننا نخاف على اطفالنا من تلك الثقافة الغريبه ، الكبار محصنون من امراضهم تلك ولكن اطفالنا الذين مازالوا مثل الاوعيه الفارغة قابله للتعبئه وعرضة لعدوى التناحر السياسي ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لافض فوك
محمد الرديني ( 2010 / 6 / 16 - 08:29 )
اعتقد ان عزائنا الوحيد هو هذا المد المتنامي من الوعي عبر مواقع متحررة من السفاسف والمذهبيات والملالي الذين اكل عليهم الدهر وشرب
لاتيأس يازميلي فما دام هناك من امثالك فنحن بخير وعلينا ان نكتب ونكتب ونكتب
سلمت


2 - احسنت اخي
قوي ( 2010 / 6 / 16 - 20:32 )
احسنت اخي جمال
وشكرا على قلمك الرفيع

وتلك الجرأه
على صلف السياسيين

اخر الافلام

.. ليس الحرب الحالية.. ما الخطر الذي يهدد وجود دولة إسرائيل؟ |


.. مجلس النواب العراقي يعقد جلسة برلمانية لاختيار رئيس للمجلس ب




.. هيئة البث الإسرائيلية: توقف مفاوضات صفقة التبادل مع حماس | #


.. الخارجية الروسية تحذر الغرب من -اللعب بالنار- بتزويد كييف بأ




.. هجوم بـ-جسم مجهول-.. سفينة تتعرض -لأضرار طفيفة- في البحر الأ