الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أميركا وأوروبا و... الآخر

حازم صاغيّة

2002 / 7 / 20
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


 
السبت 20 يوليو 2002 03:51

 
ردّ اسبانيا في جزيرة ليلى مفاجيء. مدهش. غير متوازن على الاطلاق. الأسوأ: أن أحزاب اسبانيا كلها مجمعة عليه. أن الأمر تسلل الى أجندات الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو.
لنتذكر أن النظام الذي واجهه هذا الرد أحد أقرب الأنظمة العربية الى (الغرب). أحد أكثرها اعتدالاً.
خلافات كثيرة من الصيد البحري الى الصحراء الغربية, ومن الهجرة الى جبل طارق, تشوب علاقات البلدين. لكن أيضاً هناك: 11 أيلول (سبتمبر). أي: صعود الأمن.
أوروبا اليوم اجراءاتٌ أمنية متلاحقة وخطط متواصلة لزيادة الانفاق على التسلح في سائر مستوياته. لمطاردة شبكات إرهابية على أنواعها. حتى اليونان التي عجزت طوال ربع قرن عن كشف أي شيء عن منظمة 17 نوفمبر, رأيناها أمس تعتقل مشبوهاً بكونه مؤسس المجموعة.
أمركة أوروبا في هذا الجانب على قدم وساق.
في السياسة, قد لا تكون الأمور مطابقة للأمن لكنها ليست بعيدة: في حملة الانتخابات الألمانية تسود أجواء توكيد على التقارب مع واشنطن. الصحافة الألمانية حذّرت في افتتاحيات عدة من تقديم الأوروبية نقيضاً للأميركية. في الموقف من ياسر عرفات ثمة تشابه متزايد. وزير الخارجية يوشكا فيشر هو الذي وضع الورقة حول الشرق الأوسط التي تدعو عرفات الى تسليم السلطة الفعلية لرئيس حكومة فلسطيني. الأوروبيون الذين يصرّون على حق الشعب الفلسطيني في الاختيار مجمعون على عدم الدفاع عن عرفات. الاحتجاجات الأوروبية على أميركا تغدو, بحسب جون فينوكور في (هيرالد تريبيون), (بالغة الشكلية). في فرنسا, حلول دومينيك دو فيليبان في وزارة الخارجية محل هوبير فيدرين خطوة باتجاه واشنطن. نقد (التبسيط الأميركي) لسنا مرشحين لأن نسمعه بعد اليوم. الفرنسيون تخلوا عن عقد مؤتمر للسلام في الشرق الأوسط بعدما اعتبره الأميركان سابقاً لأوانه, علماً أن الفكرة كانت لتُنعش دور قارّتهم وخصوصاً بلادهم. احتفالات 14 تموز (يوليو) حفلت بإشارات رمزية تعلن رغبة باريس في التعاون العسكري مع واشنطن. بريطانيا, حتماً, ستكون شريكاً في أي نشاط عسكري أميركي ضد العراق. بلير, الذي لا يلقى في بلاده معارضة قوية لسياسة كهذه, قد يحاول ترويجها أوروبياً. وربما تعميمها أوروبياً.
الأوروبيون, بكلمة, يريدون أن يبرهنوا للأميركان أنهم ليسوا على تلك (الانهزامية) التي اتهمتهم بها. أحياناً يزاودون (إيطاليا وإسبانيا). الهجرة موضوع نموذجي للمزاودة, وفي الوقت نفسه سبب للكسب الداخلي.
هذا لا يعني, بالطبع, أن لا خلافات. حول المحكمة الجنائية هناك خلاف جدي. لكن لنلاحظ أن فكرة التدخل برمتها لن تقوم لها قائمة اذا انزوت أميركا كلياً. لهذا تسود الرغبة في المصالحة: (فرانكفورتر ألجماين زيتونغ) كتبت: (أورَبة أوروبا صائبة وضرورية, لكن ليس من خلال مفهوم يرتكز على ضبط أو لجم شريكها في الأطلسي بترتيبات بين دول متعددة تستند الى التجربة التاريخية الأوروبية لا الأميركية).
في قضايا التجارة تستعرض أوروبا قوتها بجدية أعلى. تتحدى أميركا وتنافسها: رداً على سياسة بوش في دعم الصلب, هددت بضربات انتقامية للصادرات الأميركية الآتية من فلوريدا وبلدان أخرى أساسية للجمهوريين في حملتهم الانتخابية لمعركة الخريف.
ما الفارق? في مسألة المحكمة, العلاقة ثلاثية: أميركية - أوروبية - عالمثالثية. في مسألة التجارة, ثنائية: أميركية - أوروبية.
العبرة: يمكن أن نختلف جدياً حيث لا يوجد (آخر) قابل لأن يفيد من خلافنا. حيث يوجد آخر, ينبغي التوصل الى اتفاق. الى اجماع. الآخر, بعد اليوم, ينبغي إبقاؤه دفاعياً وتحت الرقابة: أكان نظاماً معتدلاً, كالمغربي, أو كان شبكة للإرهاب.
الحياة اللندنية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضباط إسرائيليون لا يريدون مواصلة الخدمة العسكرية


.. سقوط صاروخ على قاعدة في كريات شمونة




.. مشاهد لغارة إسرائيلية على بعلبك في البقاع شرقي لبنان‌


.. صحيفة إيرانية : التيار المتطرف في إيران يخشى وجود لاريجاني




.. بعد صدور الحكم النهائي .. 30 يوما أمام الرئيس الأميركي الساب