الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


واقع مقتبس من الكاريكاتور

جمال الدين بوزيان

2010 / 6 / 17
كتابات ساخرة


من الطبيعي أن نرى رسوما كاريكاتورية مقتبسة من الواقع، تكون المبالغة و الطرفة و الخيال هي الأسس الرئيسية فيها، و لكننا في عهدة الفوضى و جزائر العزة و الكرامة، أصبحنا نرى واقعا مقتبسا من رسوم الكاريكاتور، و أكثر منها مبالغة و طرفة و خيالا.
واقع مضحك و مبكي نراه في شكل قوانين عشوائية غبية، احتار الجميع كيف تشكلت تلك القرارات و من وراءها و ما الغرض منها؟
و هل فعلا أصبحت القوانين و القرارات الجديدة وسيلة فعالة لقهر الشعب و لضمان استمرار كدحه و شقاءه؟
جرعة السخرية التي تحتويها القرارات و القوانين الجديدة تدفع بالمواطن لأن يؤمن فعلا باقتباسها من رسوم الكاريكاتور، و تجعله يتذكر سكاتشات و مسلسلات كوميدية جزائرية مطبوعة في ذهن المشاهد الجزائري.
أغلب الملفات الإدارية في أي مجال كان، تفرض على المواطن التفكير مباشرة بأن السلطة التشريعية مصرة على الانتقام من الشعب، و بأن هوايتها هي مشاهدة ركضه الدائم بين الإدارات و المديريات من أجل وثيقة قد يكون انجازها أسهل بكثير لو عدلت تلك القوانين.
و لمسة التنفيذ تزيد من تأكيد فكرة الانتقام تلك، لأن الاعوجاج الجزئي في القانون يصبح كليا عندما يصل إلى يد المنفذين من كبار الإداريين و صغارهم.
كما أن بعض القرارات تصدر بغض النظر عن إمكانية تطبيقها من أجهزة الدولة و مؤسساتها و مواردها البشرية.
عبارة كل شيء ممكن، أصبحت هي الوصف المناسب و المعبر جدا عن الوضع الحالي، وضع غير جديد، لكنه أصبح أكثر وضوحا و تفاقما، لدرجة أصبحنا نخاف من صدور قرارات جديدة تفرض علينا ما لا يمكن طلبه أبدا لا من إنسان أو حتى حيوان أو ساحر و عفريت.
بيروقراطية الستينات و السبعينات و الثمانينات من القرن الماضي، لا تزال مسيطرة على الإدارة الجزائرية، مع وجود فرق كبير في الشكل، و دخول أجهزة الحواسيب بكل أنواعها و البطاقات الإلكترونية، و تغيير الأجهزة لم يصاحبه تغيير في عقول المشرعين و واضعي القانون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بطريقة كوميدية.. الفنان بدر صالح يوضح الفرق بين السواقة في د


.. فايز الدويري: فيديو الأسير يثبت زيف الرواية الإسرائيلية




.. أحمد حلمى من مهرجان روتردام للفيلم العربي: سعيد جدا بتكريمي


.. مقابلة فنية | الممثل والمخرج عصام بوخالد: غزة ستقلب العالم |




.. احمد حلمي على العجلة في شوارع روتردام بهولندا قبل تكريمه بمه