الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا يستفيد المجتمع العراقي من وجود حكومة جديدة

صبحي البدري

2010 / 6 / 17
الحركة العمالية والنقابية


خلال الأيام القادمة سوف يعقد البرلمان العراقي اجتماعا يضم كل الكتل الفائزة بتاريخ 7/3/2010 وسيكون هذا الاجتماع معقدا للغاية ولا يعطي نتائج ايجابية وسوف يكون الصراع الطائفي والقومي أساس هذا الاجتماع لان جميع الحضور ليس لديهم قوة الإرادة للتغير أو التقدم إلى الإمام لان هذه الكتل الأربعة جاءت من ولادات طائفية مختلفة وثقافات غير منسجمة ومتباعدة والجميع يحاول ان يكون هو القوى المسيطرة في المركز الأول وتشكيل الحكومة فعلى سبيل المثال هناك متغيرات في إقليم كردستان كبيرة بالنسبة لقائمة التغيير الفائزة في هذه الانتخابات لها رؤية مختلفة عن أفكار البرزاني والطالباني وضمن السنوات القادمة لم يكن البرزاني ولا الطالباني على رأس الحكم في كردستان وان المادة ( 140 ) من الدستور هي معقدة للغاية وغير واضحة لان هذه الفقرة لا يمكن ان تحقق المطالب للأحزاب الكردية لان كركوك حاليا قد تشهد انفجار طائفي يصل إلى حد الحرب الطائفية في هذه المحافظة إذا هذه مشكلة لا اعتقد أنها تحل في هذا البرلمان ولا في حكومة جديدة حتى وان صار اتفاقا مع باقي القوى السياسية فسرعان ما ينتهي زواج المتعة مابين الطرفين عند الوصول إلى السلطة إما فيما يتعلق في دولة القانون إن نوري المالكي يريد إن يكون الزعيم الوحيد والقائد الضرورة في كل المجالات وهذا يرفضه التكتل الشيعي ضمن هذا الائتلاف فان المجلس الأعلى له تصورات مختلفة تماما عن حزب الدعوة وأيدلوجية هذا الحزب مع إن الإسلام السياسي الشيعي خلال هذه الفترة لعبت دورا متخلفا ولا يمكن ان يقود دولة بهذه الطريقة التي تعتمد على القتل والتهميش وعدم سماع رأي الآخرين كذلك إن الإسلام السياسي في جانب السني يحاول إن يخرج من عقلية المليشيات والعصابات التي يهيمن عليها الحزب الإسلامي وأحزاب متطرفة تعمل وفق مخطط جبهة التوافق التي كانت الخاسر الأكبر في هذه الانتخابات 0 وان التيار الصدري لديه مخاوف كبيرة من حزب الدعوة ونوري المالكي ولا يستطيع ان تكون له علاقات طيبة مع المجلس الأعلى أو الأحزاب ذات الصيغة السنية فهو يوجه خطابا مختلفا من اجل لوي الذراع وإبعاد منافسه عن سلطة الحكم 0
والقائمة العراقية هي خليط غير متجانس ولا يستطيع إن يؤسس مفاهيم دولة عصرية ومتمدنة وعلمانية لكونه يمزج ما بين التعصب القومي المتخلف والأيدلوجية الإسلامية التي دمرت المجتمع العراقي وأفلسته من كل شئ إذا هذا تجمع شكلي يبحث عن السلطة بأي ثمن وهو يراهن على كافة الخلافات القومية والطائفية ليطرح نفسه بان هو الأفضل وجميع هؤلاء يرتبطون بأجهزة مخابرات أجنبية وقسم منهم كان جاسوسا علنيا وعميلا بدون خجل وان الدول المحيطة بالعراق لديها عملاء في كافة هذه القوائم وعبيدا لينفذون إراداتهم فكيف تقود هكذا قوة سياسية بلدا محتلا محطما من الناحية الاقتصادية ولا يوجد استقرار امني واقتصادي في هذا البلد ولا يزال القتل اليومي مستمر لتصفية المعارضين السياسيين لكل هذه الكتل التي تريد ان تقود العراق 0
وكيف يستطيعون حل مشكلة البطالة وحل مشكلة الخدمات كالماء والكهرباء والصحة وعودة المهجرين إلى ديارهم ولا يزال العنف سيد الموقف في هذا البلد وان الفساد المالي والإداري هو عنوانا بارزا خلا السبع سنوات الماضية وهل يستطيعون معالجة جيش قوي وشرطة مهنية ومخابرات قادرة لتصدي لكل المحولات التي تهدف إلى تمزيق هذا البلد وهناك جملة مشاكل كبيرة خاصة في قطاع النفط والزراعة فان عقود التراخيص التي ابرمها الشهرستاني هي عقود مشاركة في الإنتاج فهل نستطيع تحرير الاقتصاد العراقي وهل نستطيع إعادة العراق إلى بلدا زراعيا ومعالجة أزمة المياه في هذا البلد اعتقد إن الحكومة القادمة ستكون سيئة جدا ولا تستطيع ان تعالج هذه الأزمات بل ستزيد الفقر والجوع والحرمان والحفاة في داخل العراق وسوف تستفيد الحكومة القادمة من موارد العراق الاقتصادية فقط للأشخاص الجدد الذين يسيطرون على السلطة في العراق خليصنا الوحيد ان يتفق المجتمع العراقي على إلية جيدة لطرد الاحتلال وعملاء الاحتلال لتبقى دولة تؤمن إيمانا مطلقا إن الإنسان هو المقدس على هذه الأرض ولا يوجد مقدسا أخر 0
على الآخرين إن يفكروا معنا كيف ننتقل الى مرحلة جديدة ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات المزارعين في أوروبا: مزارعو النمسا يغضبون ويضعون نع


.. وقفة احتجاجية في باريس تطالب بوقف الحرب في غزة




.. أشرف صبحي: أتعامل بدقة مع أزمات اتحاد الكرة من 2019 كوزير وم


.. وقفة احتجاجية أمام البيت الأبيض تنديدا بمجزرة رفح




.. تحقيق لبي بي سي يكشف ارتباط صناعة العطور الفاخرة بعمالة الأط