الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا كل هذا الحقد على مصر؟!

أشرف عبد القادر

2010 / 6 / 17
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


إن من يقرأ جريدة "القدس العربي"،أو يشاهد فضائية "الجزيرة" يشعر أن مصر هي عدوة الشعب الفلسطيني الأولى،وأن مصر هي سبب كل مصائب الفلسطينيين وليست إسرائيل. فالمتأسلمون يشنون هجوماً دائما على مصر أكثر مما يشنوه على إسرائيل .
ماذا يريد المتأسلمون لمصر؟
يريدون لها الحرب والخراب والدمار،ولا يريدون الاستقرار والسلام والعمران،مصر أغلقت معبر رفح عندما وجدت أنه أصبح يمثل تهديداً للأمن القومي المصري، فعن طريق الخنادق السرية والمعبر كانت تدخل الأسلحة والمخدرات إلى مصر،فمصر لم تغلق المعبر نكاية في الفلسطينيين كما يزعم متشدقوهم، ولكن للأمن والأمان للطرفين المصري والفلسطيني،ومصر فتحت المعبر لتخفيف المعاناة عن الشعب الغزوي الواقع بين مطرقة الحصار الإسرائيلي وسندان "حماس".
مصر قدمت ومازالت تقدم الكثير والكثير للشعب الفلسطيني،مصر خاضت حرب 1948،وحرب 1967 التي خسرت فيها سيناء،كما خاضت حرب استنزاف طويلة الأمد،ثم خاضت حرب 1973،كل ذلك من أجل الدفاع عن نفسها وعن الإخوة الأشقاء وقضيتهم العادلة،أما على المستوى السياسي فلازالت مصر هي الراعي الأول لعملية السلام،ولعل جهود الرئيس مبارك ورئيس مخابراته اللواء عمرو سليمان المكوكية خير شاهد على ذلك.
المتأسلمون يلقون باللوم كله على مصر لأنها لا تفتح حدودها للحرب مع الدولة العبرية، وأسألهم لماذا مصر بالذات هي التي يجب أن تدفع فاتورة الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين من خيرة أبنائها ومن اقتصادها؟ أين باقي الدول العربية؟ لقد انهار الاقتصاد المصري انهيارا كبيرا بسبب الحروب التي خاضتها مصر.وماذا كان المقابل؟ زيادة إفقار مصر،وإثراء الدول النفطية مما أدي إلى تراجع الدور المصري على المستوي العربي والإقليمي، لأنه كما يقول المثل الشعبي المصري"اللي معاه قرش يساوي قرش"،وبما أن مصر أصبحت فقيرة نظرت لها باقي الدول العربية النفطية نظرة فوقية.
الرئيس السادات فهم اللعبة وسار على دربة الرئيس مبارك،إننا نحب الشعب الفلسطيني ولكن ليس أكثر من أنفسنا،نحن مع الشعب الفلسطيني قلباً وقالباً ولكننا ضد المتاجرون بقضيته العادلة مثل"حماس" المتحالفة موضوعيا مع حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل،ولم يكن عبثاً إنشاء "حماس" كفرع لإخوان المسلمين في فلسطين بمباركة إسرائيلية لتكون حليفها الموضوعي على المدى البعيد، لعرقلة قيام الدولة الفلسطينية،وهو ما تتم فصوله الآن تباعاً،"حماس" الآن هي العقبة أمام سير العملية السلمية،واستمرار الوضع كما هو عليه يصب في صالح "حماس" لتبقى مسيطرة على قطاع غزة، ويطيل في عمر حكومة اليمين ونتنياهو في إسرائيل بدلاً من إسقاطها ،وضد الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية.
لا أعرف سبب كل هذا الحقد والكره لمصر ورئيسها وشعبها من جريدة "القدس العربي" ابتداء من افتتاحية الجريدة،مرورا ببريدها انتهاء بالمقالات التي تحمل نفس الفكرة،ولكن بأسماء مستعارة وألفاظ متشابهة،ولا هم لها سوى التحريض ضد مصر،وتقوم بالشيء نفسه فضائية "الجزيرة"بما تقدمه من برامج ولقاءات هدفها الأول والأخير تهييج الرأي العام العربي ضد مصر ورئيسها،فعلى سبيل المثال لا الحصر،عشية الاعتداء الإسرائيلي الغاشم على قافلة الحرية،استضافت الجزيرة أحد الشيوخ المتأسلمين، فظننت أنه سيدين ويلعن الدولة العبرية لما قامت به من عربدة في المياه الدولية،فإذا به يصب جام غضبه على مصر وموقفها الذي لا يقل جرما عن جرم الدولة العبرية،وكأن مصر هي من اعتدت على قافلة الحرية، وقتلت تسعة من راكبيها،وهذا الشيخ السيكوباتي نفسه،كان قد صرح لأحد أصدقائه المقربين في تنظيمه البائس قائلاً:"تونس لا تهمنا المهم هو إسقاط النظام في مصر والانقضاض على السلطة،ومن خلال مصر سنتحكم في العالم العربي كله". هذا هو السبب الحقيقي الذي يسعى إليه شيخنا إياه ومن لف لفه في جريدة "القدس العربي"،هذه الجريدة التي كانت منبراً حراً للمثقفين العرب،وتحولت إلى بوقاً ناعقاً للحرب والتنديد بالأنظمة المعتدلة كالنظام المصري والسعودي والأردني،وهذا هو السبب الحقيقي لكل هذا الكره لمصر.
أقول لمتأسلمنا ومن لف لفه"موتوا بغيظكم"بضاعتكم لم تعد رائجة،وأتباعكم ينفضون من حولكم، وسيأتي اليوم الذي لن تجدوا فيه أحدا بجواركم بعد انحسار موجة الإرهاب،فالآن الفرد العربي في مرحلة الميلاد، وما نراه من اضطراب الآن هو مرحلة المخاض،الفرد العربي المالك لفرجه ورأسه،الفرد الذي يختار قيمه بنفسه،فمخططكم انكشف وبانت عوراتكم،والشعوب العربية أصبحت ترفض العنف كأسلوب للتفاهم،حتى الجماعات الإسلامية داخل السجون في مصر راجعت نفسها،وتراجعت عن فكرها التكفيري،وعن العنف كأسلوب للتفاهم،وأصدرت سلسلة من الكتب بذلك،واعترفوا بخطئهم في مقتل الرئيس المؤمن محمد أنور السادات و"احتسبوه شهيدا مات في أحداث فتنة".
أقول لمن يحقدون على مصر ورئيسها،أن مصر أكبر من ثرثراتكم،مصر أعظم من نباحكم،ولن تستطيعوا الوقيعة بين شعب مصر والشعب الفلسطيني الشقيق،فنحن أكثر الشعوب العربية حباً ودفاعاً عن الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة،نحن معه حتى ينال حقوقه المشروعة حسب قرارات الشرعية الدولية،وقيام دولتين لشعبين على أرض فلسطين التاريخية،وتاريخ مصر خير شاهد على ذلك،فشعارنا هو"القافلة تسير،والكلاب تعوى".
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - العيب أن العض عندنا يشاركهم تدليسهم
Zaher Zaman ( 2010 / 6 / 17 - 13:52 )
الأخ الفاضل / أشرف
أحييك على تلك المقالة الرائعة ، وأبشرك بأن غالبية الشعب المصرى أصبح واعياً وفاهماً لما يدور حوله ، ومايراد به من اقحامه فى قضية شعاراتية بحتة ، لايريد أهلها أنفسهم أن يتم حلها ، لأنهم وببساطة جميعهم كقيادات ، مستفيدين بصفة شخصية وذاتية من هكذا أوضاع..المتضرر الوحيد هم العامة القابعين ، مابين مطرقة القادة وسندان اليمين الاسرائيلى .
تحياتى


2 - هل انت من الحزب الوطنى أم أمن الدوله؟
محمد عبدالحكيم ( 2010 / 6 / 18 - 14:17 )
سألتك هذا السؤال لأنك تزيف الحقائق الواضحه وضوح الشمس فمثلاً هل يوجد معبر مغلق ؟ كيف يكون معبر ومغلق ؟ هل هذا منطقى ؟فأمريكا إذا أغلقت الحدود مع المكسيك لاستراحت من تجاره المخدرات والهجره الغير شرعيه لكنها لاتقدر لأنه ليس من حق أى دوله تغلق معبر حدودى إلا فى حالات خاصه جداً مثل وجود حرب بين الدولتين وحسب علمى لا حرب بيننا وبين الفلسطينين!! ومن ممكنه أغلاق المعابر الحدوديه مؤقتاً لبضعه أيام إذا وجدت أضطرابات أمنيه وليس أغلاق كامل لأكثر من ثلاث أعوام ويفتح جزئياً لبضعه أيام كلعده أشهر!! هذا غير معقول. وبخصوص الحروب التى خاضتها مصر فأنت غير مدرك لأى حدث تاريخى مصر لم تخض حرباً واحده لصالح فلسطين سوى حرب 48 ف 56 مثلاً كانت بسبب تأميم قناه السويس و67 بسبب غلق خليج العقبه تضامناً مع سوريا و73 لتحرير سيناء أما بخصوص السلام فلعلمك المحدود القرارات الدوليه هى مثل القوانين فمصر والدول العربيه هى التى رفضت وجود إسرائيل وأعلنت الحرب عليها وفجاءه تنسحب مصر وتعترف بأسرائيل دون أن تعدل القرارات التى وقعت عليها وهذا يبطل أى دفاع لك عن الحكومه المصريه لكن يبدو أنك لا تعلم شئ فى السياسه وكتبت مقاله

اخر الافلام

.. الصحافي رامي أبو جاموس من رفح يرصد لنا آخر التطورات الميداني


.. -لا يمكنه المشي ولا أن يجمع جملتين معاً-.. شاهد كيف سخر ترام




.. حزب الله يعلن استهداف موقع الراهب الإسرائيلي بقذائف مدفعية


.. غانتس يهدد بالاستقالة من الحكومة إن لم يقدم نتنياهو خطة واضح




.. فصائل عراقية مسلحة موالية لإيران تعلن استهداف -هدفاً حيوياً-