الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إنتبه !! أنت في صفحة من صفحات المخابرات العربية

نعمة حسين الحباشنة

2010 / 6 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


في صباح هذا اليوم وبينما كنت أتجول في أروقة موقع من مواقع التعارف الالكترونية الشهيرة دخلت وبالصدفة الى صفحة أطلق عليها اسم ( المخابرات ... ) كان موقع مديرية المخابرات العامة في احدى الدول العربية بارك الله فيها ...

الهدف المعلن للصفحة كان الحفاظ على الأمن والهوية القومية ومحاربة الارهاب , هذا ما كتب على تلك الصفحة ولطبيعتي الفضولية قررت أن أتتبع كل الروابط الموجودة هناك وحتى التعليقات من ( المعجبين فيها ) وما أكثرهم في زمن الفقر والجوع والظلم والضياع الذي تعيشه أمتنا العربية في هذا الزمن الأغر ....

لن أطيل عليكم بالسرد سادتي ولكن ما رئيته بين ثنايا تلك الصفحة الالكترونية هو ما أفلت لساني من عقاله وأنا من كنت قد حلفت أغلظ الأيمان أن لا أقترب من السياسة مرة أخرى .... كان ذلك الرابط لفيلم وثائقي وضعه المسئول عن الصفحة وعباراته المنمقه المتوجة بالتهديد المبطن لمن يجيد القراءة بين السطور والتي زين بها رابطه هو ما استفزني للحديث ؛ هو يطلب من المنتسبين لتلك الصفحة شكر النعمة التي هم فيها ويقارن بين ما يحدث هنا من تصرفات لرجال المخابرات وما يحدث هناك في تلك الدولة ويطلب منهم أن يدلي كل منهم بدلوه بعدها لمعرفة رأيهم بما يحدث ؟؟؟

لتنهال عليه بالتمجيد والحمد والشكر على النِعمْ تعليقات كل المعجبين ؛ رابط لفيلم وثائقي بسيط لا تتجاوز مدته الدقيقتان يظهر فذ من أفذاذ مخابرات دولة عربية أخرى أو كما يحلو لمن يعيشون وهم الوحدة العربية مثلي تسميتها دولة شقيقة ، الفيلم يظهر رجل المخابرات البطل الهمام وهو يأمر مواطن بخلع ملابسه كلها وفي الطريق العام أما المواطن الخائف أو لنقل الخائب لأنه لم يعرف كيف يحافظ على حقه وسط الطغيان فلقد كان يمارس مهنة التعري بهدوء تام وكأنه في حمام بيتهم وحتى آخر قطعة غير آبه لمكان وجوده ولا يشغل تفكيره الا تنفيذ الأوامر؛ ليعاود وبعد انتهاء المهمة وبهدوء تام ارتداء ملابسه وصوت رجل المخابرات مازال يهدده وسط صخب صوت ضحكة الانتصار ...
مشهد ذكرني بالديموقراطية العارية المغتصبة في عالمنا العربي ؛ وبأصنام اللات والعزى التي يقدسها البعض وبسجد لها آخرين يقولون أنها هي من ستعيد للعرب أمجادهم بينما أولئك يلقون بها في قاع المستنقع يربطونها بحبال من مسد على باب مسلخ الطاعة لولي الأمر بالقوة مرة وبشيوخ للافتاء يمجدون السادة مرة ويلعنون من يقترب منهم وبأحاديث مسندة مرة أخرى ؛ والأدهى من ذلك أنه ذكرني بخيبة أمل كبيرة وحلم غاضب من أجل الوحدة العربية الممزقة تحت أقدام دوائر مخابراتها التي تحارب بعضها البعض وتساهم بنشر الكراهية بين العرب تحت عنوان (أعطني رئيك بما يحدث ) ...

مسكينة زوجة ذلك الرجل لابد أنه الآن يمارس ضدها كل قوانين العيب والعار وبطولات سي السيد ليثبت لها ولكل من شاهد الفيلم أنه رجل لا يهز له غبار وحامي الديار عنترة المغوار ؛ أو ربما هو يرقد الآن تحت تراب أرض العروبة بعد أن مات كمدآ وقهرآ نادبآ حظه وباكيآ على زمن استبيحت فيه كل المحرمات ؛ وربما هو الآن موظف في المخابرات العامة بعد أن خدمته الواسطة لينتقم من جماهير الشعب العربي البغيضة التي تركته وحيدآ مع مصيبته وهو يرقص عاريآ على قارعة الطريق ؛ أو ربما هو الآن شيخ من شيوخ القاعدة يرتدي الحزام الناسف ويجهز للانتقام ممن ظلمه بقتل شيخ طاعن بالسن أو أرملة غريبة أو طفل رضيع أو وحيد لأمه وأبيه مناديآ بديموقراطية (الموت للجميع )
أينما يكن فلم يعد شيء بالنسبة له يهم في زمن عربي بغيض عنوانه ( ما عاد شيء مهم ) ؛ وظلم يرتدي ثياب الحفاظ على المقدسات يقول وهو يهز العصى رقصني يا جدع على رفات نفوسكم المنكسرة ؛ لتضيع الهوية والأمن والقومية ويعشش الارهاب على أعتابه.

نعمة الحباشنة / عمان / الأردن / 16/6/2010 ( هرطقات من زمن الهروب )








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الجميع يهتف حامدا
مصباح جميل ( 2010 / 6 / 17 - 11:40 )
وبالمقابل يا سيدتى وانا الذى قضيت جل عمرى فى العمل السياسي لست نادما وانما مصدوما الى ما آل اليه العمل الحزبى فى الاردن من تخاذل ومداهنة وخوف وربما من غير ذلك لا اعلمه 0
فنحن نرى قيادات لتلك الاحزاب تحمد الله على ما فيها من نعم مقارنه مع ما يحدث فى دول الجوار 0 وكانه مكتوب علينا الحمد الدائم والولاء المطلق والسمع والطاعة ونفذ ولا تناقش 0 وتسبح تلك القيادات لحكوماتنا المتعاقبه وتحمدها بانه لم يتم اعدام اى سياسى او تصفيته جسديا وكأن الاصل ان يتم البطش بالمعارضين والتنكيل بهم والشاذ ما يحصل لدينا 0
سيدتى شكرا لك واحسدك بانك حاولت الابتعاد عن السياسه 0


2 - شكرا اخت نعمه
احمد خلف الجعافرة ( 2010 / 6 / 17 - 20:14 )
شكرا اختي نعمه على هذا المقال الجريء عن الاجهزه الامنيه العربيه التي نهشت من لحمنا ومن دمنا وحتى من سمعتنا حتى بتنا امامها فعلا عرايا بدون هدوم ؛
لقد وصلت اخيرا الى قناعه مفادها ان اسباب تخلفنا هيه هذه الاجهزه القميئه التي تعمل السبعه وذمتها من اجل ردع اي وطني يحاول ان يرفع رأسه ولها في ذالك اساليب وطرق لا تخطر على بال احد.
مرة اخرى اشكرك جدا واعتز بك وبمشاعرك الانسانيه


3 - اذا كان رب البيت بالدف ضارب
نعمة حسين الحباشنة ( 2010 / 6 / 17 - 22:32 )
ما قلته أخي مصباح هو الحقيقة التي وصلت اليها معظم أحزابنا لا وبل كل مواطنينا ليس في الأردن فقط ولكن في كل عالمنا العربي ... شعوب تعودت على الذل والسمع والطاعة بكل الوسائل ليصبح الذل عندها هو العادة المتوارثة والعرف السائد وغير ذلك هو الشذوذ والخروج على الأعراف والمستفيد الأول والأخير هي تلك الدوائر الأمنية ... تحياتي ودمت بكل خير


4 - تحياتي أخي أحمد
نعمة حسين الحباشنة ( 2010 / 6 / 17 - 22:36 )
نعم تلك المؤسسات هي سبب تخلفنا والسبب الرئيس لوجود كل تلك الجموع المتطرفة لأن الظلم ظلمات تغرق الجميع فيها ... وأنا أيضآ أعتز بك وبأخوتك وشكرآ لك المتابعة

اخر الافلام

.. روسيا تعلن أسقاط 4 صواريخ -أتاكمس- فوق أراضي القرم


.. تجاذبات سياسية في إسرائيل حول الموقف من صفقة التهدئة واجتياح




.. مصادر دبلوماسية تكشف التوصيات الختامية لقمة دول منظمة التعاو


.. قائد سابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية: النصر في إعادة ا




.. مصطفى البرغوثي: أمريكا تعلم أن إسرائيل فشلت في تحقيق أهدف حر