الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


احداث عابرة

عمران العبيدي

2010 / 6 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


في زخم الاحداث العراقية بات الكثير من الاحداث تبدو وكأنها عابرة لايتم التوقف عندها أو في الحقيقة انه لايريد احد ان يتوقف عندها بالرغم من ان بعضها مفجعة وموجعة والاخريات تتراوح بين الكبيرة والصغيرة والمتعددة الحجوم والتأثير، وكلها في النهاية توضع في سلة واحدة ليتم تناسيها وكأن الذاكرة العراقية مثقوبة.
لم يعد احد من المسؤولين مهتم بالتعليق على الاحداث، فأقصى مايتم تداوله او ذكره هو خبر قصير تتناقله وسائل الاعلام يعقبه صمت رسمي ليلفه النسيان، فالاحداث تلك في الحقيقة ليست اكثر مرارة من بلد اصبح مع مرور الايام كأنه بلد منسي بالكامل لايستحق التعليق من قبل اي مسؤول، والمسؤولون يعرفون قبل غيرهم ان التبريرات لم يعد لها اسانيد مما دعا البعض بأن يصمتوا ازاء مايسمعون او يرون او يصادفون فهم يعيشون في كوكب اخر فلماذا يعلقون على كل صغيرة وكبيرة؟
نعاني كثيرا عندما نريد الكتابة عن شيء ما ، ليس لعدم وجود الحدث ، بل لأن الاحداث كثيرة وموجعة، وبفضل الصمت الرسمي اصبح الكثير منها في عداد الامور العابرة.
بغداد تتصدر عواصم العالم في قياسات الاسوأ، انه حدث عابر لايجد مسؤولا يتوقف عنده او يهتم به او يعلق عليه رغم انه خبر مؤلم وحقيقة مرة افسدت على الشعراء تغنيهم ببغداد الجميلة غير الموجودة الا في المخيال الشعري الذي تحرك بعيدا عن قول الحقيقية، فبغداد هي الاسوأ بالتأكيد (وأن زعل البعض من هذه الحقيقة المرة) ومن يريد التأكد فليتجول فيها لساعات ولتختزن ذاكرته الصور ان كانت له ذاكرة غير مثقوبة، سيجد انها مدينة بلا ملامح، مدينة من القمامة والاتربة والحفريات، مدينة تناثرت اشلاؤها في ازقة وشوارع عبارة عن مسقفات (بسطيات) من ايام الجاهلية، مدينة لفها الاهمال منذ عشرات العقود من السنين، انها صورة مؤلمة وخبر عابر لايستحق التعليق، ولكن للحقيقة يجب ان نقول انها ليست الاسوأ، لأن في العراق مدنا اسوأ منها بكثير!!
العراق هو الاخطر، هو الاخر خبر عابر يطويه النسيان في لجة الصراع على السلطة، ولاتعليق، لماذا الاخطر وعلى من؟
من الذي قرأ هذين التقريرين؟ ومن اطلع عليهما ليعالج مضمونهما أو ليستكشف الاسباب او يحاول ان يضع الحلول؟ ولماذا نتجاهل هذه التصنيفات والى متى؟ وما الذي يهزنا لنتحرك ونعالج الامور؟
حادث سطو على البنك المركزي (رمز الاقتصاد العراقي) خبر لايستحق سوى دقائق في النشرة الاخبارية، يذكر فيه عدد الارهابيين الذين قتلوا ولاتعليق رسمي واضح، في وقت تكثر التحليلات والتكهنات واشياء اخرى مخفية ومرئية فوق سطح الحدث وتحته في الطابق المحترق أوعند الارهابي القناص في اعلى البناية الذي تسلل اليها ولانعرف كيف؟ في وقت يقال ان عددهم سبعة يقتحمون بناية بهذه الاهمية وكل ذلك دون تعليق شاف، انه خبر اكثر من عادي!!
ماذكرناه وماسنذكره لاحقا وما نسينا ذكره كثير، فقبل هذه الاحداث كان الكثير وبعدها ستمر اخريات، فنحن اعتدنا عليها ولاشيء يهزنا او يثيرنا لأنها احداث عابرة!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اليمن.. حملة لإنقاذ سمعة -المانجو-! • فرانس 24 / FRANCE 24


.. ردا على الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين: مجلس النواب الأمريكي




.. -العملاق الجديد-.. الصين تقتحم السوق العالمية للسيارات الكهر


.. عائلات الرهائن تمارس مزيدا من الضغط على نتنياهو وحكومته لإبر




.. أقمار صناعية تكشف.. الحوثيون يحفرون منشآت عسكرية جديدة وكبير