الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التضامن ألأممي مع غزة.. لا ينسينا معركتنا التحررية ضد الاحتلال

طلعت الصفدى

2010 / 6 / 18
القضية الفلسطينية


غزة في قلب الحدث.... تتسابق الفضائيات ووكالات الأنباء العالمية لتشريح غزة .. وتعريتها .. وغسل بدنها الطاهر مما علق فيه من بشاعة وآثار العدوان والحصار والانقسام، ومن كل أولئك الذين يعيقون تنفسها الوطني التحرري، على الرغم من حصار طال أمده ، وعدوان متواصل قبل دماء سفينة الحرية مرمره، ويبدو أن دماء الأطفال الفلسطينيين والمتضامنين في غزة والضفة لم يوقظ ضمائر العالم، على الرغم من الدماء الزكية للمتضامنة راشيل خوري التي دقت على الخزان،فشربوه ككأس من الويسكي، ولم يترنح أي منهم احتجاجا وتضامنا .
الدخان الكثيف حول غزة، وحصارها وجوعها ودمارها،يجب أن لا يحجب الرؤية الفلسطينية والعربية والدولية ، وأولئك الذين لا يرون سوى مابين أرجلهم ، فغزة المعمدة بمياه التاريخ وببحر المتوسط المالحة المذاق عصية على الكسر مهما طال الحصار والعدوان، فإرادة أهلها على الرغم من رزوحهم تحت هول الحصار يشعرون بالنشوة والانتصار على كل جلاوزة العصر الهمجي وداعميه، وبلدان التحضر المزيف الذين سقطوا في التعاطي مع أول تجربة ديمقراطية في الوطن،وما يفت في عضدهم الانقسام الداخلي، والصراع على سلطة موهومة لا تؤهل لقيام دولة فلسطينية مستقلة طالما بقى الاحتلال على الأرض الفلسطينية. فهل صحيح أن الضمير الإنساني في العالم قد استيقظ على وقع الدماء التي سالت ولا زالت، وامتزجت ببحر المتوسط قبالة غزة؟؟ وهل تعززت لديهم القناعة إلى أي مدى بلغ استهتار حكومة إسرائيل المتطرفة بالشرعيات الدولية وحقوق الإنسان؟؟ والذي رافق وجودها ألقسري روح التعصب القومي والعنصرية والإرهاب الدموي التي تحتاج اليوم للرد على إرهابها المنظم، وتنكرها لقرارات الشرعية التي أوجدتها من المجتمع الدولي إعادة النظر في الحركة الصهيونية الأب الحقيقي لإسرائيل باعتبارها حركة عنصرية وإرهابية ومعادية للشعوب والديمقراطية والتقدم والسلام في العالم ، وملاحقة ساستها وعسكرييها وتقديمهم للمحاكم الجنائية الدولية باعتبارهم مجرمو حرب ضد الإنسانية ، وممارسو الإبادة الجماعية ليس للفلسطينيين فقط بل ولكل المتضامنين الامميين الذين زهقت أرواحهم دفاعا عن مبادئ حقوق الإنسان في غزة والضفة الغربية .
تتحدث كل منظمات العالم وكافة القوى السياسية والدولية بضرورة إنهاء الحصار عن غزة، وإنهاء الصراع الداخلي،والتوقف عن التدمير الذاتي للمجتمع الفلسطيني، وفتح المعابر، واعمار غزة دون الحديث لا من قريب ولا من بعيد عن ما يجرى في الضفة الغربية من تهويد لمدينة القدس، والاستيطان وجدار الفصل العنصري، ونهب الأرض، وتقطيع أوصال الوطن، وملاحقة المناضلين، وتجاهل شرط العودة إلى المفاوضات غير المباشرة ، باستمرار بناء الوحدات السكنية للمستوطنين على الرغم من الزيارات المتكررة لميتشل وبايدن .
إن المعركة الحقيقية على الأرض، وهى معركة متكاملة بين كافة ساحات الفعل الفلسطيني في غزة وفى الضفة وفى مواقع الشتات المختلفة، وإذا كانت المهمة العاجلة والاهتمام الدولي في إنهاء الحصار، والمصالحة الوطنية واعمار غزة فان هذا يتطلب تعزيز صمود الناس،وتوفير مقومات الحياة الضرورية دون تمييز، وحل قضايا الجماهير المسحوقة صاحبة المصلحة الحقيقية في التحرر السياسي والاجتماعي والديمقراطي والدفاع عن قضاياهم الاجتماعية والديمقراطية، وإطلاق حرية التعبير والرأي، وحرية الصحافة، وإغلاق ملف الاعتقالات السياسية، ووقف تدخل الأجهزة الأمنية في حياة الناس، وملاحقة المواطنين على خلفية سياسية، ولتتحول غزة إلى موقع متقدم في المشروع الوطني الفلسطيني الذي يجمع عليه كل الفلسطينيين، وكل القوى الوطنية والإسلامية، فلا يمكن إهمال التداخل بين المهمات الوطنية والمهمات الاجتماعية، وأي محاولة لتوجيه الأنظار وحرفها عن ما يجرى في الضفة الغربية لا يخدم سوى أجندة الاحتلال . فنحن شعب واحد ووطن واحد، وعلم واحد،وأهدافنا الوطنية لم تتحقق بعد، وتستطيع كل ساحة من ساحات التواجد الفلسطيني، أن تتحول إلى دعم وإسناد للساحات الأخرى،وخصوصا ساحة الأرض المحتلة باعتبارها الساحة الرئيسية في مواجهة الاحتلال ومخططاته، وعلى قاعدة التمسك بحق تقرير المصير لشعبنا، حقه في الحرية والاستقلال والعودة ، وعلى القوى الوطنية والإسلامية ومكونات المجتمع المدني أن تدرك أن المعركة طويلة وهى تحتاج لكل الجهود الفلسطينية وللبعد العربي والإسلامي والدولي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البريك العنابي.. طبق شعبي من رموز مدينة عنَّابة الجزائرية |


.. بايدن يعلن عن خطة إسرائيلية في إطار المساعي الأميركية لوقف ا




.. ارتفاع حصيلة الضحايا الفلسطينيين إثر العمليات الإسرائيلية في


.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات بالمحافظة الوسطى بقطاع غزة




.. توسيع عمليات القصف الإسرائيلي على مناطق مختلفة برفح